رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

أمين الشرطة والشعوذة وبيع الهرم
قضايا شغلت الرأى العام بين الواقع والسينما

> عصام سعد
عدة قضايا مهمة شغلت الرأي العام الايامالماضية وكان منها واقعة اعتداء أمناء الشرطة على أطباء مستشفى المطرية التعليمى والتى وصفتها نقابة الأطباء بواقعة الخرق السافر لجميع القوانين ،

وأيضا واقعة بيع حجارة الهرم والتى تم القبض على ثلاثة خيالة من المتورطين فى القضية يبيعون الحجارة الواحدة بخمسة آلاف جنيه وأزمات أخرى منها ظاهرة الدجل التى أصبحت مادة في البرامج التليفزيونية .. السؤال هل كانت السينما ومبدعوها بعيدين عن عمق القضايا أم أن خيالهم كان أحن وأرق من الواقع ؟! سألنا الناقد محمود قاسم الذى قام برصد الأفلام التى تناولت صورة الشرطى وسرقات الآثار والشعوذة

الشرطة فى السينما

الشرطة كانت من الشخصيات المقدسة فى التاريخ الشعبى المصرى وظلت السينما محتفظة بهذه الصورة لفترة طويلة وليس من الممكن المساس بضابط الشرطة مثلما جسدها يوسف وهبى فى فيلمه «أولاد الشوارع» و«حياة او موت» هذه الافلام كان فيها الشرطى رجلا قويا يمثل العدالة ولا يفرط فى حقها وبالتالى كان شخصا محببا ثم بدأت الحياة تتغير وبعض الافلام طورت من صورة الشرطى وجعلته شخصا عاديا يحصل على راتب لا يجعله قادرا على العيش فى حياة كريمة لكن اللص من الممكن ان يعيش حياة افضل من خلال دخله القانونى او غير القانونى مثل فيلم «اهل القمة» حيث الشرطى يتوه ويغوص وسط الناس فى سوق شعبية يحتلها اللصوص ومن هنا بدأت صورة الشرطى تتغير وتعتبره انسانا عاديا دون اجنحة وبالتالى قد يكون عاشقا وقد يكون خارجا على القانون وكشفت احداث ثورة 25 يناير ان الشعب اقوى بكثير من الشرطة فتغيرت مفاهيم السينما فى تقديمه ومثال فيلم «اولاد رزق» فقد صار الشرطى يحاور المتهمين بينما كان فيما قبل يعتدى عليهم ويجبرهم على الاعتراف .. الواقع هو السينما والسينما دائما تسبق الرؤية والممنوعات بمعنى ان المخرج الذى كشف ان ضابط الشرطة هو الظالم وليس العادل هو الأجرأ مثلما فعل عاطف الطيب فى فيلمين او اكثر منها فيلم «ملف فى الاداب» و «التخشيبة» وهكذا بدأت الشرطة تفقد اهدابها الخشنة لتتحول الى اشواك ناعمة

وعن الدجل والشعوذة فى السينما قال محمود قاسم

موضوع محير بالنسبة للبشر وخاصة فى الطبقات الشعبية المتعددة فى المجتمع المصرى وأيضا لدى المثقفين وتختلف وجهات النظر فى هذا الامر فى الوقت الذى يقتنع ابناء الطبقات المتوسطة بأن هناك طرقا او سبلا اخرى غير الواقع تتحكم فى مصائر البشر فان السينما قد تعاملت دوما مع المشعوذين والسحرة باعتبارهم دجالين يمتصون دماء الناس وأموالهم مثلما رأينا فى الكثير من افلام اسماعيل ياسين ومنها فيلم «اسماعيل ياسين فى مستشفى المجانين» وأيضا فيلم «ساحر النساء» اخراج فطين عبد الوهاب سنة 1958 هذا الساحر الذى يستخدم قدرات قد تبدو خاصة للسيطرة على النساء وأموالهن وفى نفس العام قدم محمود المليجى فيلم «المبروك» وهو شخص يتسلل الى البيوت ويقنع النساء بأنه يحل المشاكل فيدفعن له كل اموالهن ،وقد سخرت السينما بعد ثورة يونيو من هؤلاء السحرة الدجالين إلا ان السينما فيما بعد قللت من حده السخرية وقدمت فى منتصف الثمانينيات مجموعة كبيرة من الافلام التى تؤيد ان هناك عفاريت او جانا يعيشون حولنا ويسعون الى الاقتران بالبشر، والغريب ان نجما كبيرا مثل عادل إمام يقوم بدور الجنى فى فيلم من اخراج محمد راضى هو«الانس والجن» الذى يسعى فيه الى ان يتزوج من استاذة جامعية دون ان يناقش الفيلم هذه المخلوقات موجودة ام لا ، لكن هناك اعترافا بأن من الممكن ان يتزوج الجان من البشر وفى مثل هذه السنوات قدمت السينما افلاما تعترف بوجود القوى الشريرة الخافية فى بيوت المصريين «على غرار ما يحدث الان فى البرامج التليفزيونية» والغريب ان مخرجا مثل محمد شبل قد قدم مجموعة من الافلام عن هذه العوالم مثل «التعويذة» و «كابوس» و «غرام وانتقام بالساطور» وقد قام اكثر من مخرج بعمل افلام عن هذه الظواهر فشاهدنا اكثر من عشرة افلام ما بين اعوام 86 و 88 ويبدو ان السينمائيين قد شبعوا من هذه الافلام ولم يقدموا اى جديد وعادوا الى السينما الرومانسية والحركة

الاثار وسرقتها

يمكننا القول إن اكبر نكتة دامية مضحكة تكشف ذكاء الشر لدى بعض المصريين هو ان تسمع ان مصريا قد باع حجارة الهرم الى تجار الاثار ونحن الذين نسخر من الذين باعوا الهواء لكنهم هنا يبيعون الاحجار تحت ضوء الشمس ومن المهم ان نحيى الشخص الذى صور هذا الفيديو؟؟

لقد خرب اللصوص تاريخ مصر كله على مدى آلاف السنين بالإضافة الى العرب الذين تعاملوا مع الاثار على انها مساخيط فببدوها وكسروها وباعوها وغيروا من التاريخ الحقيقى وبالتالى فان مسالة سرقة الاثار موجودة فى السينما بشكل ضعيف باستثناء فيلم «المومياء» لشادى عبد السلام إلا ان الافلام ذات الانتاج المشترك بين مصر وايطاليا التى انتجتها شركة كبرى فيلم فى الستينيات قد وقفت عند هذه الظاهرة بقوة باعتبار ان سرقة الاثار هى اخطر ما يواجه مصر ثقافيا وحضاريا ومنها فيلم «ابو الهول من زجاج» و «كيف سرقنا القنبلة الذرية» إلا ان الانتاج المصرى فيما يخص مسالة تهريب وسرقة الاثار كانت قليلة للغاية ونتذكر منها فيلم «الجبل» المأخوذ عن رواية لفتحى غانم حيث خصصت اسرة كل الاجيال لديها لتفتش عن الاثار القديمة فى الكهوف وهناك افلام اشارت الى التهريب مثل فيلم «العميل رقم 13» حيث يتم تهريب الاثار عبر المطار وأيضا شاهدنا هذا فى فيلم «اللعب مع الكبار» لكن لم تكن القضية الرئيسية بما يعنى ان تهريب المخدرات اكثر ربحا من موضوع عن تهريب الاثار.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق