«لا تقدّم إلا بالعلم ، ولا أمل إلا بحمل لوائه فى كل مناحى الحياة» ..هذا ما انتهت إليه ندوة «كاتب وكتاب» التى ناقشت كتاب الفيلسوف الانجليزى الشهير برتراند راسل النظرة العلمية، وطالبت القيادة السياسية بتبنى حكومة علمية تخطط وتنفذ.
قدّم الندوة الاعلامى جمال الشاعر الذى قال إن راسل كان كاتبا موسوعيا، ومفكرا وأديبا حكّاء، له رؤية علمية وفلسفية، وصرف كل جهده فى الانشغال بالعلم واستشراف المستقبل.
وقال الشاعر إن راسل أراد أن يؤكد أن التطور العلمى الذى شهدته أوروبا دفعت له ثمنا باهظا: سجون وتنكيل وقتل وتعذيب، وتشريد.
أما د. رمضان بسطاويسى أستاذ الأدب العربى والمهتم بالبحث فأكد فى كلمته أن كتاب راسل لا ينتمى الى الفلسفة فحسب، ولكنه ينتمى أيضا الى علم الاجتماع وفلسفة المستقبل، مشيرا الى أن راسل كان يرى أن سلاح العلم ذو حدين، يمكن استخدامه فى التنمية، ويمكن استخدامه فى الدمار.
وقال بسطاويسى إن راسل كان من مناهضى استخدام القنبلة الذرية فى ضرب هيروشيما وناجازاكي، كما عارض حرب أمريكا على فيتنام، مشيرا الى أنه كان مهموما بتطور الثقافة الأوروبية فيما يتصل بمجال العلم، وفيما يتصل بمجال تطور المعرفة العلمية، ويمثل الفلسفة الانجليزية ذات الطابع العلمي.
وقال بسطاويسى إن راسل كان من أنصار الاتجاه التحليلى الذى يرد كل شيء الى علاقته بالواقع، مشيرا الى أن راسل دعا الى نقد كل أفكارنا المسبقة والتحرر من الفكر الآرسطى الذى سيطر على العالم سنوات عديدة.
واختتم د. بسطاويسى كلمته مؤكدا أن راسل لم يتخل عن قضايا الواقع، منتقدا اهتمام النخبة بقضايا محنطة قديمة لا تغنى من الأمر شيئا.
أما د. حسين محمود فقد أكد أهمية أن نفيد من كتاب راسل فى حياتنا ، مشيرا الى أن من أهم فصول الكتاب هو الفصل الخاص بالحكومة العلمية، وهى الحكومة التى تخطط ويكون لها برنامج، وتستطيع فى ذات الوقت أن تنفذ .
وأشار محمود الى أن راسل كان يفرّق بين المثالى الحالم، والمثالى المناور.
وتساءل محمود : كيف نصل الى الحكومة العلمية؟ وأجاب بضرورة وجود مفكرين فيها ولو مفكرا واحدا ،مشيرا الى أن من أهم أسباب نجاح حكومة الرئيس عبد الناصر أنها كانت حكومة علمية خططت وفق المنهج العلمى الذى حدده راسل، ونجحت فى تحقيق أهدافها على أرض الواقع بغض النظر عن إجهاض مشروع عبدالناصر بنكسة 67 .
وأكد د. حسين محمود أن سارتر كان يحذّر دوما من استغلال منجزات العلم من قبل المجرمين.
رابط دائم: