تجولت فى صالات معرض القاهرة الدولى للكتاب، أبحث عن كتاب مطبوع بطريقة برايل الخاصة بى ككفيف أو بنسق إلكترونى يجعلنى أستطيع قراءته من خلال قارئ الشاشة الخاص بى على حاسوبي، ولكن كانت الإجابة «الصادمة» لا يوجد كتب بطريقة برايل، فى هذا الوقت أحسست أن الثقافة والقراءة حكر لفئة من دون أخري.
حمل يوم زيارتى لمعرض الكتاب خيبة أمل وشعورا بداخلى أننى ليس من حقى أن أقرأ، ولا من حقى المعرفة، وأكثر من 3 مليون كفيف فى مصر يعانون ما اعانيه، دخلت المعرض فى منتصف اليوم وأنا كلى أمل أنى سوف أجد أى مطبوعات بطريقة برايل أو إلكترونية حتى ولو إصدارات قديمة، ولكن سرعان ما تبخر هذا الأمل ولم أجد دليلا واحد مطبوع بطريقة برايل حتى أعرف أماكن دور النشر وفى أى قاعة موجودة.
هذه كانت الصدمة الأولي، وتوالت الصدمات واحدة تلو الأخري، كل قاعة كنت أدخلها وكل دار نشر أسأل فيها عن هذا الشيء «المهمل» والحق الطبيعى «المهدر» مع كل إجابة أصاب بغصة بداخلي، ولكى أتقبل الأمر بسهولة كنت ابتسم حتى لا أكون سببا فى إصابة الصديقة العزيزة هبة الخولى بأى ضيق وخصوصا أنها قررت أن ترافقنى خلال الرحلة التى استمرت لبضع ساعات داخل قاعات المعرض.
لا أخفيكم سرا أننى كنت أتوقع أن أجد ما أبحث عنه ولو من إحدى الدول الأخرى المشاركة فى المعرض، ولكن يبدو أننى كنت أحلم، بل هو كابوس جعلنى بحالة تعزية لنفسى فى مدى اهتمام الدولة بالمكفوفين، وما جعلنى أضحك قبيل أن أنهمك فى البكاء على خيبة أملى هو أننى منذ 13 شهرا كنت فى رئاسة الجمهورية لعرض مطالب أتمنى أن تتحقق لفئتي، ولكن يبقى الحال على ما هو عليه، والعجيب فى الأمر أن كانت من ضمنها هذا الشيء الذى اختفى فى ظروف غامضة من أروقة المعرض الدولى للكتاب، فى الحقيقة ما زالت الغصة فى نفسى قائمة، وما زالت لدى تساؤلات عديدة لا تنقطع، أين دور وزارة الثقافة تجاه 3 ملايين كفيف فى مصر؟ أليس المكفوفين مواطنين فى هذه الدولة؟ إلى متى سيظل هذا الهامش الذى نعيش فيه؟.
رابط دائم: