رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عندما عاش المتفرج
حلم النحات بالأوبرا

تكتبها: آمــــــال بكيــر
مشاهدتى لك هذا الاسبوع كانت لواحد من أحدث الفنون التى بدأت تأخذ مكانها أمام المتفرج المصري. هذا الفن هو ما يعرف باسم «الرقص الحديث» أو «الباليه المودرن»، ولكن ربما كان الرقص الحديث مناسبا أكثر، حيث إن الباليه يحتم على الفنانين والفنانات ملابس معينة بمعنى أحذية خاصة تساعدهم على الرقص على أطراف الأرجل. الرقص الحديث دخل مصر منذ ربع قرن عندما قدم موريس بيجار عرضا باسم أم كلثوم، لكن للحق ربما لبعده عن مصر فترة طويلة فلم يكن العرض مرضيا للجمهور.

بدأ تلميذ موريس بيجار وهو وليد عونى تقديم هذه العروض لتبدأ فى جذب بعض من الجمهور، وكان هذا الجمهور يتزايد مع الوقت بل وليتأثر به مخرجون آخرون بتقديم أعمال لهم فى نفس هذا الاتجاه. بعضها نال الاستحسان والبعض الآخر لم يحصل على الجماهيرية المطلوبة.. لكن الأهم هو أنه أصبح لدينا فن جديد يأخذ مكانه إلى جانب الباليه التقليدى الذى اعتدنا عليه، وأيضا إلى جانب الرقص الشعبى الذى تقدمه فرق الفنون الشعبية وفرقة رضا بمسرح البالون.

قدم وليد عونى هذا الاسبوع عرضه الجديد باسم «حلم نحات» واستطاع من خلال فن حقيقى وابتكار يمكن أن يعيش المتلقى المتفرج بالفعل داخل حلم.. حلم مصرى صميم خاص، وهو يبدأ من التاريخ الفرعونى القديم لفن النحت، ثم تدرج إلى النوبة، ثم الصعيد مقدما مع الرقصات ذات الحركات بالغة الجمال التى تؤكد أن هذه المجموعة من الراقصين والراقصات هم فعلا من أصل مصرى قديم.

مع حركات الفنانين والموسيقي، التى تقدم أيضا بعضا من احساسنا بالموسيقى الفرعونية التى بالطبع لم نشهدها إلى جانب بعض من حركات جنوب الصعيد فى الرقص وأيضا فى الحياة العادية، غناء لم نسمعه ولكن يؤكد لك أنه من الصعيد.. من جنوب مصر خاصة والموسيقى هنا تظهر فيها آثار الطبول وأيضا نغمات وأغانى الصعيد.

فى الخلفية هناك ما يؤكد فن الحلم إذ أن الخلفية عبارة عن جبال شاهقة من تلك التى نشاهدها فى الجنوب، وأيضا فى أسوان، بعادتها شديدة الصلابة والقوة.

هنا الراقصون والراقصات أيضا يمثلون القوة البدنية لدينا، وهو أمر طبيعى عمن يقوم بالنحت فى الحجر أو الجرانيت شديدة الصلابة ليصنع منها تماثيل تلك التى اشتهرت بها الحضارة الفرعونية القديمة، وينتهى منها إلى الصعيد ثم إلى العاصمة لإلقاء الضوء على تماثيل مصر.. العاصمة متمثلا فى تمثال نهضة مصر للنحات العظيم مختار.

التماثيل تظهر أمامنا فى لحظات عندما تلبس الراقصات القماش الأبيض المطاط لتشكل تماثيل بديعة فى لحظات أمامنا.. حتى تقديم هذه الأقمشة للراقص يقدمها زميل له فى صورة أقرب إلى ما نشاهده فى الصعيد عندما تنتظر الفرحة، ويحمل البعض الكفن للطرف الآخر تعبيرا عن الصفح والتصالح بين المتحاربين.

إذن لدينا الزى الفرعونى العادى للرجل، والفرعونى العادى للفتاة، ولدينا ديكور يقدم الحلم كأنه حقيقة ثم الموسيقى والخلفية الجرانيتية الضخمة ولدينا أيضا الموسيقى المتناسبة مع هذا العرض لنجد أنفسنا وقد عشنا بالفعل داخل حلم، قدم فيه المخرج وليد عونى كل ما شاهدناه على المسرح من حركة وملابس واكسسوارات وديكور وإضاءة وتماثيل.. بالطبع إلى جانب التدريب الذى أخذ حقه تماما ليقدم لنا هذه الباقة من الفنانين فى صورة بالغة الجاذبية والجمال. وأذكر لوليد عونى حبه وشغفه بالفن التشكيلى خاصة وقد أقام عدة معارض لهذا الفن بالاضافة لأن واحدا من أعماله البديعة كانت عن أعمال الفنانة التشكيلية العظيمة الراحلة تحية حليم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق