قرأت رسالة «العملاقة والعصفور» فى بريد الجمعة الماضى للسيدة التى تشكو فيها مما صنعه شقيقها السليم المعافى بشقيقهما الذى يعانى قصورا ذهنيا مزمنا من ضرب حتى النزيف ثم الاستيلاء على ما بحوزته من مال بصورة جبرية حيث أخذه إلى مكتب البريد الذى يدخر فيه المجنى عليه بعض النقود أملا فى أن يؤدى العمرة فى الأراضى المقدسة ويزور بيت الله الحرام، لكن شقيقه استولى على مدخراته، وتبدد أمله فى أداء العمرة إلى جانب صعوبة الحياة بالنسبة له وهو على هذه الحالة المرضية، ولقد تأثرت جدا بحاله، فهو وأمثاله من المعاقين ذهنيا كالملائكة وأصحاب قلوب بيضاء دائما، وأنا مسيحى الديانة، وأؤمن بما أوصانا به سيدنا المسيح فى وصاياه «طوبى للرحماء لأنهم يرحمون» و«طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض».
وإننى أكتب إليك هذه الرسالة طالبا منك أن ترشدنى إلى أى شركة سياحة يمكن أن تقسط علىّ هذه العمرة، حيث أريد أن أتبرع بتكلفتها لهذا الأخ، ولكن نظرا لبعض التزاماتى المالية فى الوقت الحالي، فإننى على استعداد لدفعها بالتقسيط لشركة السياحة مع الالتزام بالضمانات المطلوبة لها، ورجائى عدم ذكر اسمى على الإطلاق لأى كائن من مكان، وليكن كل شيء من خلالك والفاعل مجهولا، وربنا يعيننا ويعينك على إسعاد الآخرين.
> ما أنبل أخلاقك، وما أجمل عطاءك يا سيدي، فالمحبة والإخلاص وخدمة الآخرين صفات تجمع البشر ذوى النفوس الطيبة الذين يبتغون وجه الله فى كل خطواتهم، ويستوى فى ذلك المسلم والمسيحي، وما أفضل ما قاله السيد المسيح فى المحبة والإيثار، فلقد دفعتك أقواله السمحة إلى أن تشعر بما يعانيه هذا الرجل المريض الذى لم يعرف طريقا إلى الرحمة به، ومثلك كثيرون من أهل الخير والعطاء، فالحقيقة أن الاستجابات انهالت على بريد الأهرام، وتسابق الجميع لترتيب العمرة للأخ المعاق، وكان أول من اتصلوا بى العميد محمد مصطفى جنينة، وبدأ بالفعل فى اتخاذ الترتيبات اللازمة للعمرة، وبعده اتصل أ.إبراهيم عبدالخالق رئيس إحدى الشركات طالبا أن يتولى هذه المسألة، وأكد رغبته فى المساهمة بأى عمل خيرى وبعث العشرات بخطابات، ورسائل الكترونية يعرضون فيها مساعدة هذا الرجل المعاق وأسرته.
وإننى أتوجه إليهم جميعا بأسمى آيات الشكر والعرفان، وأسأل الله أن يجعل خطوات هؤلاء الأفاضل فى ميزان حسناتهم والله المستعان.
رابط دائم: