أعد الدكتور محمود عرفان سرحان - قسم التنمية والتخطيط بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة الفيوم – دراسة حول دور شبكات الحمایة الاجتماعیة للمعاقین التى تتمثل فى الأنماط والخدمات التى یتم تقدیمها لهم سواء كانت تعلیمیة أو تأهیلیة أو صحیة أو اجتماعیة؛ لكى تصبح ظروف حیاتهم قریبة قدر الإمكان من ظروف حیاة غيرهم من الأصحاء فى المجتمع.
توضح الدراسة أن الاهتمام بالمعوقین زاد خلال الخمسین عامًا الأخیرة من القرن الماضي، وأصبح المجتمع الإنسانى فى وضع یجعله أكثر إدراكاً لتبنى مواقف ايجابية عملیة تحمل فى مضمونها المزید من الرعایة والاهتمام بذوى الإعاقة واحتیاجاتهم، والارتقاء بمستوى الخدمات الاجتماعیة والصحیة والنفسیة والتربویة والتأهیلیة من كافة التخصصات التى تعمل فى مجال رعایتهم؛ لتحقیق الأهداف الوقائیة والعلاجیة والتنمویة للعمل فى هذا المجال، ویتجلى هذا الاهتمام من خلال المواثیق الدولیة والمؤسسات العالمیة والمؤتمرات التى استهدفت فى مجملها إعلاء عنایة خاصة بذوى الإعاقة بمختلف شرائحهم، فضلا عن تلبیة الاحتیاجات الخاصة بهم تيسيرا لشئونهم ولرفع الحرج عنهم، ودمجهم فى آفاق الحیاة ودورتها المنتجة، وتعدیل الاتجاهات وأنماط الخدمات التى یتم تقدیمها لهم سواء أكانت تعلیمیة أو تأهیلیة أو صحیة أو اجتماعیة.
وتشير الدراسة إلى أن موضوع الرعایة الاجتماعیة یحظى بالاهتمام المتزاید وذلك من منطلق الإیمان بقیمة الإنسان؛ حیث نجد أن كافة المجتمعات على اختلاف أیدیولوجیاتها تحاول أن تحظى بالسبق فى توفیر كافة الخدمات والبرامج التى من شأنها أن تكفل للمواطن الرعایة الاجتماعیة المناسبة، وبالرغم من أن موضوع الرعایة الاجتماعیة بجانب أنه أصبح مجال التسابق لخدمة الإنسان، إلا أنه یمثل مدخلا مأمون العواقب واستثمارا ذا عائد اقتصادى ملموس على المجتمع بأكمله، واستنادا على ما سبق یجب أن یتناول المجتمع مشكلة الإعاقة من منطلق عقلانى یؤكد اعتبار أنها قضیة اجتماعیة یتحملها المجتمع كله ولیس الفرد وحده، وإنها مسئولیة جماعیة یجب أن یتناولها المجتمع من منظور اجتماعى تنطلق من مسلمة أن الإنسان المتكامل القادر الفعال هو النموذج الذى نسعى إلیه، وان أى إعاقة هى انتقاص لهذا النموذج الإنساني، لیس هذا فقط بل یجب أن تستخدم معهم طرق إبداعیة تجدیدیة تستفید من الإنجازات التكنولوجیة والطبیة ومن علوم النفس والتربیة والخدمة الاجتماعیة.
وتبين الدراسة أن المواثیق والاتفاقیات الدولیة والمحلیة المرتبطة منها بحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الطفل وكذلك قرارات المؤتمرات الدولیة التى ناقشت مشكلات وقضایا رعایة المعاقین أشارت إلى ضرورة دمج فئة المعاقین فى المؤسسات المختلفة التى أكدت حقهم فى الحصول على الرعایة المناسبة كى یندمجوا مع مواقف الحیاة الیومیة ویتمكنوا من المشاركة فى مجتمعاتهم وفقا لقدراتهم.
واختتمت الدراسة بعدة محاور يجب الاهتمام بها فى المجتمع لتوفير بيئة مناسبة لذوى الإعاقة وهى مفهوم الرعایة الاجتماعیة للمعاقین فى سیاق حركة المجتمع وتحولاته، ومفهوم الحمایة الاجتماعیة، وتطوره، ومقومات الحمایة الاجتماعیة، وإشباع الحاجات الاجتماعیة وتحقیق الأمن الاجتماعى للمعاقین، وآلیات تفعیل دور شبكات الحمایة الاجتماعیة للمعاقین.
رابط دائم: