تتعرض دول مجلس التعاون الخليجي للعديد من المخاطر التي تؤثر بشكل مباشر على أمنها القومي، وهذه التهديدات داخلية وخارجية، وخاصة في الوقت الذي تمر به منطقة الشرق الاوسط بحالة من عدم الاستقرار، من خلال الحروب وظهور جماعات ارهابية مسلحة اصبحت جزءا اساسيا في معادلة عدم الاستقرار، وبما ان الامن القومي الخليجي مرتبط بشكل مباشر مع الامن القومي المصري فان هذه التهديدات ستشكل عبئا على الدولة المصرية، في حال عدم التعامل معها بالشكل السليم، وبصورة مباشرة.
فقد يتخيل البعض ان الولايات المتحدة الامريكية هى الحليف الاستراتيجى الاول والاخير لدول مجلس التعاون الخليجى بناء على التاريخ وما قدمته الولايات المتحدة لتلك الدول وبخاصة مع تشكيلها تحالفا دوليا فى عام 1990 لانهاء الاحتلال العراقى لدولة الكويت الا ان ما حدث كان مخططا له بعناية لدخول الولايات المتحدة المنطقة وانشاء قواعد عسكرية بها والسيطرة على البترول الخليجي، وضمان عمليات الامداد بعد ان قطعته من قبل دول الخليج فى حرب اكتوبر المجيدة عام 1973.
ان السياسة الامريكية واهدافها واطماعها هى الخطر الاول على الامن القومى الخليجي، فلها العديد من المآرب لقلب الانظمة وتصدير الثورات الى تلك الدول واحداث الفوضى بها واعادة تقسيمها مرة اخرى، واذانظرنا بشكل اعمق نجد ان الولايات المتحدة نفذت بدقة ما فشلت به ايران العدو الاول لدول الخليج العربي، فايران فشلت فى اسقاط نظام صدام حسين، ولكن امريكا حققت هذا الهدف ، كما ان ايران فشلت فى الدخول من قبل الى العراق وحققته لها امريكا وقت الاحتلال وانشاء مكاتب للمخابرات الايرانية فى الجنوب العراقي، تحت سمع وبصر القوات الامريكية، واصبحت تلك المكاتب هى المحرك الاول للجنوب العراقى وهى من انشأت الميليشيات المسلحة والتى تحولت بعد ذلك الى جماعات ارهابية، للسيطرة على الدولة العراقية.
كماان الولايات المتحدة الامريكية فى الوقت الذى تحاط دول الخليج بالعديد من المخاطر التى تحاول ان تصدرها ايران للخليج، رفعت جميع العقوبات عنها، وبعد ذلك يتحدث جون كيرى ان الارصدة اليرانية فى الخارج التى تم رفع الحظر عنها سيتم استخدامها فى دعم الارهاب فى الخليج، اذن فامريكا لاتعمل لمصلحة الدول الخليجية كما تدعى ولكنها تعمل لمصلحتها فقط.
التهديد الثانى المباشر لدول الخليج العربى يتمثل فى الجمهورية الايرانية التى ترغب فى تصدير ثورتها الى دول مجلس التعاون الخليجى واثارة الكثير من البلبلة فى الوقت الحالى وهى ما حاولت ان تفعله فى مملكة البحرين عن طريق دعم عناصر شيعية لمحاولة قلب نظام الحكم لمصلحتها، الا ان التدخل من قبل قوات درع الجزيرة كان له الاثر الاكبر فى احباط ذلك المخطط، الا ان هناك العديد من المخاطر المصدرة من قبل ايران وأهمها تبعية العراق للسياسة الايرانية مما يشكل خطرا داهما على المنطقة، بالاضافة الى التدخل لإيرانى بشكل مباشر فى اليمن من خلال الحوثيين ومحاولة ان يكون لايران اليد العليا فى تلك الدولة فهى من تمد الحوثيين بالسلاح والعتاد للسيطرة على مقاليد الحكم ويكون لها اليد الطولى فبذلك تكون المهدد الحقيقى للملكة العربية السعودية ومحاولة السيطرة على باب المندب الذى يهدد ايضا الامن القومى المصري.
ومن أخطر التهديدات للأمن القومى الخليجى ان تلك الدول ليست على قلب رجل واحد، فهناك قطر هى التى تغرد خارج السرب فهى المنفذ الاول لتعليمات الولايات المتحدة فى المنطقة، بالاضافة الى اسرائيل التى تقيم معها علاقات، بالاضافة الى علاقاتها مع ايران التى تنصب العداء لدول مجلس التعاون الخليجيي، كما أنها تدعم عناصر ارهابية متطرفة وجماعات ارهابية، وتحتضن على أراضيها مجموعة من الارهابيين القتلة، وعلى رأسهم شيخ الفتنة يوسف القرضاوي، وبالطبع فان أى دولة تتبنى الفكر الارهابى سيعود بالضرر على المنطقة بأسرها وستكون له عواقب وخيمة.
والخطر الحقيقى الذى يهدد استقرار دول الخليج هو تأجيج النزاعات والصراعات الطائفية داخل الدول، فمن المعروف ان هناك نسبة ليست بالقليلة ممن يعتنقون المذهب الشيعى فى أغلب دول الخليج العربي، مما يدعو بعض الدول وبخاصة ايران الى استغلال تلك النقطة لاثارة الفتن وتهديد أمن واستقرار الخليج فما حدث بعد واقعة اعدام نمر النمر فى المملكة العربية السعودية، وما فعلته ايران واتباعها أكبر دليل على ذلك ومن قبلها أحداث البحرين، والأعمال الارهابية التى تنفذ حاليا، مما سيكون له الاثر السلبى على أمن واستقرار المنطقة بأسرها فى حال حدوث صدام بين السنة والشيعة فى دول الخليج العربي.
ان كل ما سبق وغيره كثير هو مهدد لأمن واستقرار دول الخليج العربي، وبالتبعية فهو أيضا مهدد للامن القومى المصرى المرتبط بشكل وثيق مع تلك المنطقة، فمحاولات تصدير الثورات أو الدخول فى حربا طائفية او تنامى النفوذ الايرانى فى الخليج العربى الهدف منه اثارة الفوضى واضعاف تلك الدول اقتصاديا والسيطرة على مواردها الطبيعية، وتهديد المجارى الملاحية وامداد العالم بالطاقة، وزيادة أعمال العنف والارهاب فى المنطقة، وإضعاف تلك الدول وتدمير قدرتها العسكرية، ليكون المحرك الاول والمسيطر على مقدراتها هى الولايات المتحدة الامريكية، ومن بعدها ايران التى ستتحالف مع امريكا فى القريب العاجل .
[email protected]
رابط دائم: