نسى كل ماجاء من أجله ووقف النائب تحت القبة يوجه الانتقادات لملابس بعض زميلاته النائبات، ونسى تلك القوانين المطلوب نقاشها وإقرارها من عدمه فى فترة وجيزة، ونسى أن هذا البرلمان هو الاستحقاق الثالث والمكمل لثورتين عظيمتين بعد الانتخابات الرئاسية
وإعلان الدستور, ولا مجال فيه لأى مهاترات تحول بينه وبين دوره التشريعى والرقابى.. أصوات نسائية ورجال أيضا داخل البرلمان وخارجه استنكروا ورفضوا مثل تلك الانتقادات ولم يتقبلها المجتمع بكل فئاته.. رصدنا هذا الرفض ليكون مرآة لمن يجرؤ اوحتى يفكر أن ينال من المرأة المصرية الفاضلة والنائبة المحترمة تحت القبة :
الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد تجزم أنها لم تر فى مظهر النائبات مايدل على أى خروج عن الاحتشام او الأعراف او المألوف او التقاليد فى أزياء المرأة المصرية وتقول : لا يلفت نظرى الشكل بقدر مايلفتنى المضمون والأداء وأنتظر أداءهن النيابى فى القضايا المهمة وأثق تماما أن النائبة لاتحتاج الى من يدلها على المظهر النيابى، ومنذ أن دخلت المرأة المصرية البرلمان ودائما كان مظهرها أنيقا دون تكلفا وهذا ماينطبق بالفعل على نائبات اليوم، ولذا أناشدهن ألا يقعن فى مصيدة الرد على المهاترات والتبريرات, وأن يجعلن الرد فى التركيز على القضايا المهمة وماينتظره الشعب المصرى من أدائهن تحت القبة بما يليق مع نضالهن وكفاحهن على مدى التاريخ ودورهن المشرف فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو
وتصف الكاتبة الصحفية فريدة النقاش وعضو المكتب السياسى بحزب التجمع ورئيس ملتقى تنمية المرأة ما صرح به النائب فى حق زميلاته قائلة: هذا تصريح مرفوض من البداية فضلا عن أنه يشكل نوعا من فرض الوصايا على النائبات, وهو امتداد للثقافة الذكورية التى تقوم بفرض الوصاية على النساء فى المجتمع كله، فالزى مسألة شخصية تخص كل انسان على حدة. وبطبيعة الحال النائبات يعرفن ماهى المواءمة من خبرة وعلاقات فى الشارع وأثناء السعى فى الحصول على أصوات الناخبين أثناء الدعاية وفى أماكن العمل, ولايحتجن الى من ينصحهن وهذه سقطة من وجهة نظرى لا اظن أنها سوف تتكرر .
وتعتبر سعاد الديب مقررة المجلس القومى للمرأة بالقاهرة أن ماصدر من النائب إهانة فى حق النائبات, وتقول يجب على جميع النواب رجالا ونساء يحترمون خصوصيات بعضهم البعض، والزى بالذات مسألة شخصية.. وبشكل عام طالما النائبة محتشمة دون بهرجة فى المظهر فهى حرة فى طريقة لبسها طالما تراعى وقار المكان, وهذا ما رأيناه بالفعل مع النائبات الفضليات جميعهن .
ويستنكر بشدة النائب محمد أبو حامد عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب ماحدث قائلا : النائبات اللاتى معنا فى البرلمان قمة فى الأخلاق والانضباط والالتزام, وليس من حقه هذا التوجيه الذى صرح به فى القاعة العامة فى البرلمان, ونحن كنواب من المؤكد أننا نرصد كل ذلك وكان هناك إستياء شديد من النواب وايضا كان هناك ردود فعل كثيرة، ولكن لجنة القيم هى التى تختص بأى إجراء وتتصدى لأى نائب يتجاوز سواء من الرجال او السيدات .
وتوضح شيماء اسماعيل مدربة تنمية بشرية واستشارى تدريب بالمركز العربى للتدريب والتنمية أن المرأة بالذات وبشكل عام لابد أن تكون على اقتناع تام ورضا بمظهرها وشكلها قبل أن تغادر منزلها، وذلك حتى تعطى أكثر وتكون على ثقة تامة بإمكانياتها دون قلق او تفكير فى مظهرها، فمثلا عندما تخرج من منزلها وهى تشعر بعدم الرضا عن شكلها تكون طوال الوقت فى حالة قلق وتوتر، وهذا ينطبق ايضا على الرجل ولكن فى نطاق ضيق كشخصية الرجل, الدقيق اللماح الذى يهتم بأدق التفاصيل، ومن هنا يتضح مدى الأثر السيىء الذى تركه نقد هذا النائب لملابس النائبة المحترمة.
وأسأل مدربة التنمية البشرية وهل من الضرورى أن تلتزم النائبة بمواصفات معينة فى زيها تحت القبة؟ .. قالت: كل امرأة فى موقعها أيا كان شكلها يختلف عن الأخرى, بمعنى أنها لو كانت شريحة كبيرة من المجتمع فهنا لابد أن تراعى المظهر العام بحيث يتسم بالاحتشام والبساطة والتواضع حتى لايكون هناك محل للانتقاد, وحتى تكون قريبة من القلوب والعقول معا لأن العين عندما ترى مشهدا وتصدقه وتؤمن به تعطى إشارة للقلب بالارتياح وهنا القلب يعطى إشارة للعقل بالتفكر والإنصات.
وأسألها ماذا تفعل المرأة النائبة تحت القبة عندما تتعرض لمثل هذه المواقف؟ قالت: عدم الرد أفضل بالنسبة لها لأن تحت القبة المفروض العقل هو الذى يخاطب العقل وليس المظهر.
ومن المنظور الاجتماعى يفسر د.رشاد عبد اللطيف أستاذ تنظيم المجتمع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان ورئيس المؤسسة النقابية العمالية قائلا: نقد النائبات غير مقبول بالمرة لأنهن مرشحات بقاعدة شعبية عريضة وليس من حق أى نائب او أى شخص تحت قبة البرلمان, والذى هو أصلا يتمتع بحصانة فكيف يهان فى هذا المكان؟.. ولذا أقول لهذا النائب أنه كان أحرى به أن يوجه النقد لأشياء أخرى تمس الوطنية المصرية او تمس مانحن نعيش فيه الآن من نزاع مع دول أخرى، فكان يمكن أن يكون نقده هذا نقدا بناء ونقدا هادفا، وأظن ان النائبات على درجة من الأمانة والشفافية حتى تم اختيارهن عضوات فى مجلس النواب، والمجلس بالطبع يكفل لهن حق الدفاع عن أنفسهن, وهذا أقل شىء يمكن أن يقوم به المجلس تجاههن, ولابد من تطبيق لائحة المجلس فى مثل هذه الحالات حتى لانترك الفرصة لأى شخص يمارس نقدا هداما ضد أى شخص تحت القبة .
يختتم أستاذ تنظيم المجتمع رؤيته قائلا: طريقة الزى بشكل عام حرية شخصية حتى ولوكان تحت القبة طالما يراعى فيها عدم الابتذال وتتسم بالأناقة والشكل المصرى دون اللجوء الى الشكل التقليدى من الثقافة الغربية.
رابط دائم: