رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

العشوائيات تهدد هضبة المقطم

حذر باحثون بالجامعات المصرية من خطورة التوسع فى البناء والعمران العشوائى على هضبة المقطم بعد تساقط أجزاء منها، باعتبارها من المناطق الخطرة بسبب تآكل الكتلة الحجرية التي أقيمت عليها المساكن بالمنطقة نتيجة تسرب مياه الصرف الصحى والأمطار ومياه الحدائق ، فضلا عن التعامل السيئ مع التربة،

فهضبة المقطم مثلثة الشكل متوسطة الارتفاع تبلغ مساحتها 14 كيلو مترا مربعا وتمتد على شكل حافة من الصخور الجيرية وتبدأ من أسفل بارتفاع 60 مترا نحو الشرق ويبلغ أقصى ارتفاع لها 140 مترا وتكون محدبة فى المنطقة المتجهة للقلعة، ويبلغ ارتفاعها 240 مترا، وتمتد منها منطقة الدراسة ومنشأة ناصر بالمناطق شديدة الانحدار ناتج عن نشاط التحجير الذى ساهم فى خلل طبقاتها .

الدويقة ومنشأة ناصر

الدكتور أسامة حسين شعبان، خبير الدراسات الجيولوجية بهيئة التخطيط العمراني، أكد أن منطقة الدويقة تختلف عن منشأة ناصر فى أنها تأخذ شكل الهضبة، حيث يتراوح فرق المنسوب ما بين 100- 120 مترا ، لذلك ظهر الامتداد العمرانى بمنطقة المقطم منذ نهاية الستينيات وصاحب ذلك تنفيذ عناصر التنمية الأساسية من طرق وشبكات مياه وصرف صحى ، ونتيجة عدم الدراية الكافية لمشاكل الامتداد العمرانى فى المناطق الصحراوية المتاخمة لوادى النيل وخصوصا الامتداد على الأحجار الجيرية المنتشرة على جانبى الوادى ظهر كثير من المشاكل التى نعانى منها حتى الآن، حتى ظهرت الكارثة التى تعرضت لها منطقة الدويقة فى سبتمبر عام 2008، حيث انهارت 8 كتل صخرية عملاقة أدت لتدمير نحو 35 منزلا تماما بسكانها ، فبلغت حصيلة الضحايا 32 قتيلا و46 جريحا.

وفى ديسمبر 1994 انهارت صخرة ضخمة على بعض المنازل فى قرية «الزبالين»؛ مما أودى بحياة نحو 70شخصا، وحينها أرجع الجيولوجيون السبب إلى محارق القمامة التى كانت أسفل الجبل، وبعد أقل من شهر انهارت صخرة رملية لتقتل طفلين فى منطقة الشهبة بـ«منشأة ناصر».

وأضاف خبير هيئة التخطيط العمرانى أنه خلال السنوات الاخيرة كثر الجدال حول خطورة جبل المقطم على المنشآت والأرواح وخاصة بعد تكرار الانهيارات، فأعدت الهيئة القومية للاستشعار من البعد وعلوم الفضاء ، والهيئة المصرية العامة للمساحة الجيولوجية والمشروعات التعدينية، العديد من الدراسات الجيولوجية والمورفولوجية، أكدت أن هذه المنطقة تتكون من طبقات من الحجر الجيرى والحجرى الجيرى الرملي، وتتخللها طبقات من الطين الصلد أو الهش، وفى بعض المواضع تتخللها طبقات من الطفل الرملى أو الطفل الطيني، وأثبتت الدراسات أن منطقة هضبة المقطم تنقسم إلى ثلاث هضاب، تختلف فى تركيبها الصخرى والبنية التركيبية والشكل الموروفولوجي، فتتكون جميعها من نسب مختلفة من الصخور الاساسية الحجر والجيري، الطفل والهش، وأن منطقة المقطم بهضابها الثلاث من الصخر يتخللها طبقات الطفلة اللينة، فى أربع وحدات جيولوجية تهدد بسهولة تفكك الحجر وانهياره، فهى تتكون من الحجر الجيرى والهش والطفلة ورواسب تجمعات المنحدرات والرواسب المتجمعة عليها والتى ثبتت خطورتها الكبيرة على استقرار المنحدرات المحيطة بالهضبة، والتى طالها البناء من كل جانب مما يمثل خطورة على حياة الآلاف من سكانها.

الأسطح الثلاثة

وأضاف أن الاحجار الجيرية المكونة لأسطح هضاب المقطم برغم قدرتها على تحمل الضغوط إلا أن التشققات والكهوف التى توجد بها تضعف من قوة تحملها، كما أن طبقات الطفلة التى تتخلل الاحجار الجيرية تتألف أساسا من معدن البتونيت ذى القابلية الفائقة للانتفاخ وامتصاص المياه.

كما يظهر فى هذه المنطقة طبقات من الحجر الجيرى تتخللها طبقات من الطين الصلد والمارل الهش ، وكذلك بعض الفواصل المائلة والرأسية مما يؤدى إلى انفصال أو انزلاق كتل ضخمة بما عليها من المساكن. وهناك عدة عوامل تساعد على حدوث الانزلاق الامامي، من بينها وجود طبقات صلبة ترتكز على أخرى لينة كالطفل أو الصلصال أو المارل الهش ، فالطبقات الصلبة عادة ما تشكل جرفا صغيرا كجزء من المنحدر كله، ونتيجة لليونة الطبقات الواقعة أسفل ذلك الجرف الثانوى ، فإن جزءاً منه يصبح أكبر ثقلا من أن تحمله تلك الصخور اللينة أسفله وكذلك الأبنية المنتشرة فوقه، فينزلق جزء من الصخور العلوية إلى المنحدر، ويساعد على ذلك توفر المياه والتشبع بها خاصة فى الصخور اللينة السفلية، ذلك أن المياه تساعد على ازدياد ليونة الصخر من ناحية، كما أنها تفعل فعل التزييت أو التشحيم مما يساعد على سرعة حركة الصخر الصلب فوق بقية المنحدر. وتكون عمليات التساقط الصخرية بمنطقة الدراسة مرتبطة بطبيعة الهضبة، حيث إن تكوينات الحجر الجيرى شديدة التأثر بعوامل التجوية الميكانيكية والكيمائية، والخطورة الأعلى تكون مع وجود شبكة صرف سطحى يزيد تأثيرها فى حالة السيول، فالهضبة تحتوى على طبقات الطفلة المتداخلة مع الحجر الجيرى والتى تنتفخ بتسرب المياه مما يساعد على الانزلاق الصخرى مع وجود شبكة من الفواصل والشقوق المملوءة بالطين والطفلة، وكثافة شبكية من الكسور والفوالق المتقاطعة والتى تتوزع بالهضبة لمجموعة من الكتل الصخرية المتباينة فى الحجم.

العوامل البشرية

وأشار إلى أن أخطار المنطقة تزداد كذلك مع العوامل البشرية مثل تفجيرات المحاجر المجاورة لمنطقة الدراسة مما يزيد من عوامل التجوية الميكانيكية، مع حرق القمامة وانبعاث الغازات مما يزيد من عوامل التجوية الكيمائية للهضبة. فإذا أضفنا إليها الاستثمارات العقارية الضخمة التى يجرى تنفيذها على هضبة المقطم، وما يصاحبها من عمليات حفر فهى تؤثر بشدة على الصخور، نظرا لكونها هشة ومُكوَّنة من الرمال والحجر الجيرى ، كما أن هناك أسبابا أخرى بشرية تتمثل في الإفراط الشديد فى استخدام المياه لرى حدائق الفيلات والقصور والأندية والملاعب والمساحات الخضراء المنتشرة فى المشروعات المعمارية الحديثة بهضبة المقطم، حيث تتسرَّب كميات كبيرة من هذه المياه بين الصخور وسط الشقوق الممتدة والمنتشرة بهضبة المقطم والتى تؤثر سلبيا ـ بشكل كبير ـ على التركيب الجيولوجى للمنطقة التى تتكون من الحجر الجيرى والطفلة والرمال.

الانهيارات الصخرية

وقال: إنه يمكن حصر أسباب عمليات الانهيارات الصخرية التى تعانى منها هضبة المقطم فى عوامل جيولوجية، وجيمورفولوجية، وبيئية، وهندسية، واجتماعية.ولذلك فإن الهضبة أصبحت فى وضع لا يسمح بإقامة أى منشآت عليها إلا بعد علاجها، أو إزالة الطبقة المتضررة، التى أصبحت فى وضع لا يحتمل إقامة أى أساسات للمباني، إضافة لإخلاء بعض المساكن المهددة بالانهيار، فيتضح أن الخطورة من الدرجة الأولى والثانية وتنحصر فى الجزء الشمالى من الهضبة العليا وتقع فيه مناطق الدويقة ومنشأة ناصر وعزبة الزبالين، وتظهر درجات الخطورة بتلك المناطق نشاط عمليات الأنهيارات الأرضية، مع ظهور خطوط ، ومن الملاحظات الميدانية أن هناك انهيارات لبعض الطرق البرية مع نشاط الانزلاقات الأرضية النشطة .أما الخطورة من الدرجتين الثانية والثالثة فتنحصر بالجزء الشمالى للهضبة الوسطى وجميع أجزاء الهضبة العليا الجنوبية والاجزاء الجنوبية من الهضبة الشمالية .وتكمن درجات الخطورة فى مناطق أنتشار الكهوف وظهور خطوط لتجمع المياه السطحية التى غالبا هى نتاج مياه الصرف الصحى والمياه الزائدة عن عملية رى الحدائق والمساحات الخضراء مما يزيد فاعلية التجوية الكيميائية ، ومن الملاحظات الميدانية أن المنطقة تتسم بتراجع حواف تلك الهضاب .

درجات الخطورة بالمنطقة

ويضيف الدكتور رفيق الدياسطى أستاذ تنمية المجتمعات البشرية بجامعة حلوان أن هناك درجات خطورة بالمنطقة منها الدرجة الأولي: وتتركز بشمال منطقة الدويقة، وجنوب منشأة ناصر وتحدث هذه الخطورة نتيجة سقوط وانزلاق كتل صخرية مباشرة فوق المنشآت والطرق وخسائر فى الأرواح، وحدوث سيول تؤدى إلى دمار المنشآت والإصابة والوفاة للأشخاص المقيمين بالمنطقة مع احتمالات تراجع حواف الهضبة وسقوطها فجأة مما ينتج عنه انهيار منازل ووفاة أفراد وأن الخطورة من الدرجة الثانية تتركز بجنوب منطقة الدويقة وتحدث هذه الخطورة نتيجة سقوط كتل صخرية وأحجار من جروف الهضبة على منحدراتها ثم انزلاقها على المنحدر ومنها على الطرق أو المنشآت ، ويمكن ملاحظة الحركة على المنحدرات وتوقع حدوث هذه الخطورة، وكذلك تجمع مياه أمطار وصرف صحى ومياه ري ، وتسربها إلى الطبقات (تحت السطحية) مما يؤدى إلى نشاط عملية الإذابة وتكوين الكهوف تحت المنشآت المقامة ثم انهيارها .

إضافة لتسرب المياه إلى خطوط الصدوع مما يسهل حركة الكتلة بعد انفصالها أما الخطورة من الدرجة الثالثة فتتركز بأقصى جنوب منطقة الدويقة وتحدث هذه الخطورة نتيجة الانزلاقات الصخرية وسقوط الأحجار، ونتيجة عوامل التجوية التى تؤدى إلى استقرار هذه الكتل حتى نهاية حركتها إلى أسفل، حيث لا توجد منشآت وهى بطيئة الحركة لا يمكن ملاحظتها منها حركة الصخور الخفيفة، وسريان الطفلة نتيجة زيادة الضغط على الطبقات التى تعلوها وتسرب المياه إليها ، وزيادة الأحمال والضغط على الطبقات نتيجة البناء العشوائى على مناطق يحتمل تواجد كهوف بها وتتركز تلك المخاطر على المنحدر الشمالى الغربى بمنطقة الدراسة وبالتحديد بعزبة الزبالين، وتنزلق الصخور المجاورة وتتدحرج على المنحدرات حتى تصل إلى الجرف الشمالى الغربي.

وتظهر أيضا تلك المخاطر على المنحدر الغربى المطل على الطريق الصاعد الشمالى إلى مدينة المقطم بين مبنى الإذاعة وفندق بلير لتستقر الصخور المنفصلة من جروف الحجر الجيرى على هذا الطريق، وهى عبارة عن اقتطاع كتلة صخرية ضخمة، عادة من الصخور الرسوبية وانزلاقها فى اتجاه منحدر كانت تشكل تلك الكتلة جزءا منه، وأن هناك ما يعرف بالانزلاق الأمامي، والانزلاق الخلفى ، ويمكن وصف الانزلاق الأمامى بأنه اقتطاع كتلة صخرية، عادة من صخور طباقية صلبة، وزحفها بسرعة على بقية جبهة المنحدر الواقع أسفلها على اعتبار أن الصخور تتحرك أمامية إلى أسفل دون أن تترك فراغاً كبيراً بينها وبين المنحدر الرئيسي، وهذا على عكس الحال بالنسبة للانزلاق الخلفي.

حالة «قديمة»

وفى حوار مع اللواء عبد السميع وهدان رئيس حى المقطم، أكد أنه فى الفترة التى جاء فيها لم يحدث أى نوع من العشوائيات التزاما بقرار رئيس الوزراء بمنع البناء لأقل من 350 مترا من الحافة وأن حالة البناء العشوائى قديمة ، وأن النشاط فى البناء حاليا لا توجد به مشكلات تؤدى للأخطار على حياة الناس أو البناء ، فالحى يقوم بإجراءات احترازية لتهذيب أى أحجار ضخمة آيلة للسقوط من الجبل، لمنع أى أخطار على حياة الناس، وحدث هذا فى إزالة أحجار خطرة فى مطلع القلعة، وصخور تحت أبراج الإذاعة، مع تحويل المسارات، وإزالة أى مخالفات، ومراعاة دور المياه الجوفية فى تفكك التربة ، ومنع انتشار استخدام المياه فى الشوارع للغسيل خاصة من أصحاب السيارات والبوابين، وكذلك نقوم بالتصليح الفورى للمواسير المكسورة سواء لمياه الشرب أو الصرف الصحي، مشيرا إلى أن تسرب المياه فى التربة يعد خطرا بالفعل، لذلك فإن أى بناء يجرى دراسة تربته جيدا، وهى إما طفلة أو حجر جيرى أو رملي، ويستعان عادة بطبقة إحلال لتفادى أى خلل فى طبيعة التربة، فالطفلة تمتص المياه وتحدث خللا تحت المبني، كما أن الحجر الجيرى يتحلل بالمياه ويذوب ويحدث فراغا تحت المبني، لذلك نلتزم بتحقيق الأمان فى متابعة البناء ، ونتابع إزالة المخالفات المقامة منها أخيرا المبانى الخاصة بشركة النصر والتى أقام عليها بعض الأشخاص أبنية مخالفة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2016/01/28 06:33
    0-
    1+

    بيعوا مقر الارهاب فى هضبة المقطم وانفقوا حصيلة البيع على تجميل وتحسين المنطقة
    مجرد اقتراح
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق