رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الأهرام.. 140 عاما من التعمير الحضارى
جنود مجهولون يصنعون «ملحمة» عابرة للأزمان

د.محمد حسين أبوالحسن
مبنى جريدة الأهرام
برصانة واعتدال، تغوص الأهرام بعمق فى هموم الناس وأشواقهم، هوايتها التنزه بالعين والعقل والقلب، بالصورة والخبر والرأى والتحليل، بين ساحات السياسة والفكر والاقتصاد والثقافة والفن والرياضة، ومختلف الأحداث والمعارف، عربيا وأجنبيا، تخاطب الشباب والشيوخ وأحلامهم وطموحاتهم، وتفتح سطورها برحابة للثقافات والعلوم من كل الدنيا، مطبقة مقولة "غاندى" الذائعة:

"إننى أفتح نوافذ بيتى على كل ثقافات العالم، شريطة ألا تقتلعنى من جذورى"، هى تقدم هذا بمصداقية، فى زمن يشتهر بالحمل الكاذب، وبمنأى عن المزايدات الرخيصة، وسط براكين السياسة الحارقة وهبات الشعوب التحررية ومعمعات الحروب الإعلامية، لتمد الجسور وتجبر الصدع بين مكونات المجتمعات العربية، قاطعة الطريق على دعاة العداوة والبغضاء والتخريب، برقى واقتدار قلما نجد له نظيرا، دون قفز أو حنجلة أو تطبيل أو ضجيج زاعق.
إن الأهرام نجم من طراز فريد، يولى وجهه صوب مصلحة القارئ والمجتمع، ينطلق معبرا عن امتزاج الكلمة بالرؤية، الحكمة بالجرأة، الرأى بالخبرة، والبصر بالبصيرة، لذلك يزداد بريقا عاما بعد عام.. تجدها "علامة" أمان وتحذير، على طريق محفوف بالمخاطر غير المتوقعة، فى دراما مأساوية مازلنا نعاين فصولها، يوما بعد يوم، على مسرح الشرق الأوسط، وقد أعطاها هذه الفرصة أنها اختطت طريقا خاصا، مكنها من السير وسط معوقات تشبه المستحيلات، تبدو كأضلاع صندوق مغلق..فى هذه الصحيفة العريقة، ثمة افتتان بالصدارة، بالحيوية بقوة التجدد، يدرك أبناؤها لزوميات الدور وخطورة المهمة..
لكن "الأهرام" قبل أن تكون ظاهرة فذة عابرة للقرون، هى كائن من لحم ودم وورق وحروف وأفكار، هى أناس يختبئون وراء ظلال السطور، عمال وإداريون وتوزيع وإعلانات ومطابع،وصحفيون يجتهدون فى السراء والضراء لتؤدى الأهرام رسالتها وتصل إلى قارئها فى أفضل صورة، وإذا كانت اسماء الصحفيين تتصدر أو تتذيل الخبر أو المقال أو غيره من صور المادة الصحفية، فإن هناك "جنودا مجهولين" يقومون بأدوار يمكن وصفها بالبطولية، نعم بطولية، لأنه بدونهم ما صفت الصحيفة –أو إصداراتها- ولاطبعت، ولا وصلت إليك –سيدى القارئ- الأهرام كيان متنوع الإصدارات الصحفية والبوابات الإلكترونية، والشركات التابعة بأنشطتها المختلفة، نتذكر جهودا رائعة رقراقة لإدارات التوزيع والأمن والنقل والمطابع والسلامة المهنية والإدارة الهندسية ووكالة الأهرام للإعلان ومركز الأهرام للنشر، و"جامعة الأهرام الكندية" الرائدة، ومركز الميكروفيلم، و"مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية" المرموق، أحد أهم مراكز التفكير الاستراتيجى فى العالم، وغيرهم كثيرون، بدءا من عامل النظافة بإدارة الخدمات، الجميع يعزف سيمفونية الاتقان فى "عشق الأهرام"، وعينهم على خدمة الوطن والقارئ، فهو سر وجود الأهرام واستمرارها، نتذكرهم هنا، فى الذكرى الـ 140 لميلاد المؤسسة، لأنه عندما يتسلم القادة أوسمة النصر، ينبغى أن نفكر فى الجنود على الجبهة، وكل هؤلاء يتنافسون للتطوير المستمر، الذى لم يعد ترفا إنما ضرورة حياة، ومن لا يتغير مصيره الزوال، وسط تحديات عاتية وهو ما يجعل مهمة «الأهرام» ثقيلة مكلفة، فى سوق إعلامية وإعلانية تعج بالمنافسين، لكن دون خوف أو وجل، فقد دأبت الأهرام أن تتقدم الصفوف بعزم وإصرار، لأنها صحيفة مفتونة بالصدارة، والفضل إليك سيدى القارئ، فأنت من منحها عمرا وتقديرا، واحتراما، والآن إلى جولة سريعة على بعض "إدارات مؤسسة الأهرام" المهمة، والتى تعد بمثابة القلب الذى تنطلق منه الأوردة وترتد إليه الشرايين، لهذا الكيان العريق، من خلال هذه السطور التى صاغوها بأناملهم وأقلامهم...

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق