رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بشار رمضان .. طفل معاق حركياً يحول المشاية العادية إلى إلكترونية

إجلال راضى
رغم إصابته بمرض فى النخاع الشوكى منذ ولادته تسبب فى إصابته بإعاقته الحركية، فإن النبوغ والموهبة التى منحها له الخالق ظهرت عليه مبكرا، فتعلم الكلام وعمره 6 أشهر، وحفظ سورة الفاتحة قبل أن يكمل عامه الأول، ليس هذا فقط، بل تعلم اللغة الانجليزية وهو فى عمر الثالثة، وعندما وصل إلى 7 سنوات قام بتطوير المشاية التى تساعده على الحركة لتصبح إلكترونية تسير عن طريق بطارية دون مجهود منه .. إنه الطفل بشار رمضان الذى رزقه المولى عز وجل بأم تفوقت على الأطباء فى أثناء فترة علاجه، واستطاعت أن توظف كل طاقتها من أجله، لذلك ننقل تجربتها لكل أم رزقت بطفل مصاب بإعاقة.



تحكى شيماء إبراهيم والدة بشار تفاصيل حكاية ابنها: بشار طفلى الأول ولد مصابا بحالة مرضية تجعل السائل الشوكى يخرج من العمود الفقرى مما جعل ركبة الساق اليسرى يتم ثنيها إلى أعلى وليس إلى أسفل لذلك قرر الأطباء اجراء عملية جراحية له يوم مولده، ولكن أصابته بـ «الصفراء» أجلت الجراحة أسبوعين، بعد أجراء العملية بدأ حجم الرأس يزيد بشكل ملحوظ وكان فى حاجة إلى جراحة ثانية، وأثناء انتظار موعد العملية بدأت فى التفكير عن أى شئ يجعله يحرك رأسه ويجذب انتباهه، فقمت بشراء وسائل تعليمية ليلتفت للرسومات والألوان، وطوال الوقت كنت أتكلم معه وبذلك تعمل حاسة السمع والبصر معا، وبفضل الله كان لهذه الفكرة مفعول السحر حيث أن الطبيب يوم إجراء العملية ألغى الجراحة بعدما شاهد تقارير الأشعة التى أفادت أن المياه الموجودة على المخ تقل تدريجيا وسألنى ماذا فعلتى فأخبرته باستخدامى الوسائل التعليمية، فطلب منى الاستمرار على نفس التمرينات فقط والحمد لله عاد الرأس إلى حجمه الطبيعى دون أى تدخل جراحى وكانت المفاجأة المذهلة عندما وصل بشار إلى الشهر السادس وأصبح يتكلم جملا صغيرة مثل «عايز أشرب» لأننى كنت أذكر الشىء وأفعله أمامه ولا أجعله ينام لفترات طويلة، وكل من كان يعلم بتصرفاتى يتهمنى بالجنون, على الرغم من أن هذا الجنون دفعه لأن يحفظ سورة الفاتحة حينما كان عمره عام تقريبا.

البحث عن حضانة

وتكمل والدة بشار قائله: عندما بلغ عامين أردت أن ألحقه بدور حضانة، ولكن لم يتم قبوله لظروفه الصحية، وتقدمت لليونسيف وحصل على الدورات التعليمية الخاصة بالأطفال كما حصل على دورات لتعليم اللغة الإنجليزية فى المركز الثقافى البريطانى وهو فى الثالثة من العمر، وعندما وصل إلى سن القبول بالمدرسة رفضت كل المدارس قبوله لأنه يعانى من إعاقة حركيه وخلع فى الحوض ناتج عن ضعف عضلات الظهر، ويستخدم المشاية ليتحرك، فقدمت له فى مدرسة بالطور، وبعد عام أنتقل إلى مدرسة تجريبية بمحافظة السويس, ومن هنا بدأ يحفظ الشعر ليشارك فى الحفلات التى تقيمها المدرسة، وفى أول حفلة غنى قصيدة «يحميك يا ولدى» للراحل عبد الرحمن الأبنودى وحظى بإعجاب كل الحضور، كما قام بعمل مجسم للمجموعة الشمسية وبانوراما أكتوبر مستخدما ألعابه المكسورة، وصمم مجسما لحفر قناة السويس وحفل الافتتاح وأرسل صورته قبل الافتتاح بأربعة أيام على هشتاج مصر بتفرح، وردت علينا شركة المقاولون العرب لنا برسالة تقول «أنتم مهندسون المستقبل».

مطلوب بالاسم

وتضيف شيماء: اشتهر بشار بعمل المجسمات لذلك طلب منى محمد فضل مسئول المدرسة المنتجة بمديرية التربية والتعليم بالسويس أن يشارك فى المعرض بأعماله وعندما ذهبت لأحضر له المجسمات شاهدتها مديرة مدرسة أحمد زويل التجريبية لغات، واعتقدت أنها أعمال عدة طلاب يمثلون مدرسة وبمجرد معرفتها بأنها أعمال بشار فقط قالت» أنا عايزه بشار عندى فى المدرسة» وخرجت إليه فى الشارع لأنه كان ينتظرنى فى السيارة، واستمعت إليه وهو يلقى الشعر ودعته لتناول الإفطار معها فى اليوم التالى وأخبرتنى أنها سوف تخصص له فصلا دراسيا فى الدور الأرضى وبجواره حمام وبالفعل انتقل بشار إلى المدرسة الجديدة ووضعوا له مجموعة من الصور فى مدخل المدرسة يقابلها على الجانب الآخر صور الدكتور أحمد زويل.

تحويل المشاية إلى إلكترونية

وتقول والدة بشار: تقام مسابقة عالمية فى الولايات المتحدة الأمريكية هى» فكس روبوت» وتقبل الأطفال من سن 8 سنوات إلى 14سنة، وتم قبول بشار بها رغم أن عمره 7سنوات، وهذا الاستثناء بسبب نبوغه الملحوظ، كما شارك فى مسابقة أنتل للعلوم والهندسة كمتطوع لصغر سنه على الرغم من أنها تقبل المشاركين بداية من عمر 14سنة، وأثناء المشاركة أخبر بشار المهندس محمد مصطفى - أمين عام مساعد نقابة المهندسين بالسويس - بأنه يريد إجراء تعديل على المشاية العادية لتصبح إلكترونية عن طريق إضافة بطارية وجنزير وريموت كنترول لتساعد ذوى الإعاقة الحركية على المشى فى الشارع وأعجب بالفكرة وطلب منى أن أتقدم بأوراق التعديل لنقابة المهندسين، وحاليا ننظر قيام النقابة بإجراء التعديلات.

رائد فضاء المستقبل

وتوضح والدة بشار: أشارك لطفلى فى كل الأنشطة التعليمية والثقافية والتكنولوجية والترفيهية، فهو يجيد الغناء والعزف على «الأورج» حتى أصل به إلى بر الأمان ويحقق أحلامه فى الالتحاق بجامعة زويل ليصبح فى المستقبل رائد فضاء، وأقول لكل أم طاقة طفلك من طاقتك فادعميه بالطاقة الإيجابية وأبحثى بداخله عن قدراته الدفينة.

وفى نهاية الحوار تقول: أحلم بفرصة عمل فى المدرسة التى يدرس فيها، فأنا أذهب معه كل يوم صباحاً وأظل أنتظره حتى ميعاد الخروج لأساعده فى دخول دورة المياه وأقضى بقية الوقت فى مساعدة المدرسة فى عمل لوحات أو أى أنشطة أخرى لذلك أتوجه بنداء إلى وزير التربية والتعليم والمسئولين عن التعليم بمحافظة السويس بتوفير فرصة عمل لى داخل مدرسة بشار.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق