رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مديحة حمدى.. حكاية بنت مصرية

محمد بهجت
فى تقليد جميل وراق أقام المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية ليلة تكريم للفنانة القديرة مديحة حمدى حفلت بالمشاعر الإنسانية الدافئة وبحضور كبير من نجوم الأدب والفن كان من بينهم الكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن والنجوم سميرة عبدالعزيز ورجاء حسين وأحمد ماهر وأحمد عبدالوراث وناهد رشدى ود. أحمد الكحلاوى والمخرجون إنعام محمد على وزوسر مرزوق وعصام السيد وخالد جلال الذى ناب عن وزير الثقافة والقى كلمة عفوية مؤثرة عن ضرورة استمرار منهج تكريم الرواد فى حياتهم.

وبدأت المبادرة وبتكريم نجوم شاركوا فى أعمال فنية عن حرب أكتوبر المجيدة وكان من بينهم الراحلون محمود مرسى ونور الشريف والسيد راضى والأحياء متعهم الله بالصحة نادية لطفى ومحمود ياسين وعزت العلايلى وصلاح السعدنى وآخرون وأجمل ما فى هذا التكريم هو ظهور الفنانة مديحة حمدى قبل إلقاء الكلمات لتتحدث مع زملائها وتلاميذها بطريقتها البسيطة الرقيقة المهذبة التى لا تختلف عن تجربتها الفنية لتؤكد أن الفتاة المصرية التى تحمل موروثا ضخما من الثقافة والتدين والتقاليد العريقة يمكنها أن تنجح كزوجة وأم مثالية وفنانة صاحبة بصمة واضحة ومميزة فى مجالى التمثيل والانتاج الفنى.

واستقبل المسرح القومى حفل التكريم فى مبادرة رائعة لتعاون أجهزة وزارة الثقافة وتلاحمها من أجل إنجاح عمل بعضها البعض بدلا من أن تصبح هذه الأجهزة جزرا منفصلة متنافسة، يسعى كل منها للظهور فى الصورة على حساب الآخر والقى الفنان يوسف إسماعيل كلمة ترحيب واعتزاز كما أهدى د. مصطفى سليم مقطوعة شعرية رقيقة بعنوان «حكاية بنت مصرية» فى مستهل الفيلم التسجيلى الذى حمل صوت النجم سامح الصريطى وتحليلا ورصدا لمشوار مديحة حمدى من الناقد د. عمرو دوارة حيث كشف عن 30 نصا مسرحيا قدمتها تلك البنت المدللة التى ظهرت لأول مرة فى دور نعيمة بنت حضرة الناظر عبدالمنعم مدبولى والذى يحبها ياقوت أفندى عبدالمتجلى أو فؤاد المهندس فى مسرحية السكرتير الفنى ثم انطلقت بعد هذه التجربة بوعى لتختار أعمالا من تأليف توفيق الحكيم وأحمد شوقى، نجيب محفوظ وعبدالرحمن الشرقاوى ورشاد رشدى وسعد الدين وهبة ونعمان عاشور وعبدالرحمن الأبنودى ومحمود دياب ويوسف عوف فضلا عن نصوص أجنبية لموليير وبيتر فايس وتينسى ويليامز وجان أنوى وألدو بندتى مما يؤكد أنها كانت تبحث عن القيمة الفنية والفكرية وليس مجرد العمل من باب الشهرة أو كسب الرزق.

كما تشير قائمة المخرجين والمسرحيين الذين اعتمدوا عليها ووثقوا بها إلى حجم موهبة مديحة حمدى كممثلة مسرح من طراز رفيع ويكفى أن نذكر منهم عبد الرحيم الزرقانى وسعد أردش وكرم مطاوع ونور الدمرداش وأحمد عبد الحليم وأحمد زكى وكمال ياسين وعادل هاشم وجلال توفيق وزوسر مرزوق وعبد الغفار عودة.. وتصف مديحة حمدى بداية مشوارها بحب الفن والحصول على مكافأة دخول السينما مع الأسرة عندما تحسن السلوك وتشجيع والدتها لها عندما كانت تقلد نجمات الماضى فاتن حمامة وصباح وفيروز، ثم كيف بدأت من خلال المسرح الجامعى الذى أمد ساحة الفن فى الستينيات بعمالقة ما زالوا هم متنفس الفن ورواده فى وقتنا الحاضر ــ وهو ما يشير بالقطع إلى ضرورة عودة نشاط المسرح الجامعى بدعم مادى ومعنوى سخى إذا أردنا بحق أن نستعيد للمسرح المصرى دوره الرائد ــ وتحدثت المخرجة الكبيرة إنعام محمد على عن تزاملها مع مديحة حمدى فى ركوب المترو وحديث كل منهما عن أحلام الفن واثبات الذات..كما تناول المخرج عصام السيد الجانب الإنسانى فى شخصية مديحة حمدى المتدينة التى لم تتبرأ يوما من فنها أو تنوى التوبة أو الاعتزال لاقناعتها بإنها تقدم بفنها رسالة حضارية وأخلاقية كريمة لاتقل عن رسالتها فى مساعدة اليتامى وذوى الاحتياجات الخاصة. وأكد الوزير حلمى النمنم حرصه على تكريم الرموز الإبداعية قائلا: نحن عندما نكرم فنانا على تاريخه الفنى الذى أثرى به وجداننا عبر الأجيال المختلفة انما نطرح نموذجاً وقدوة لشبابنا كى يحذوا حذوه وليعلموا أن الإنسان لايبنى تاريخاً ولا يترك أثراً فى مجتمعه إلا بالجهد والتعب بل والتضحيات أيضا وأن مصر لاتنسى مبدعيها الذين ساعدوا فى إثراء فنونها قوة مصر الناعمة والتاريخية فى العالم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق