رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تحالف جعجع - عون لايكفى لانتخاب رئيس لبنان

بيروت - عبداللطيف نصار:
يتم انتخاب الرئيس اللبنانى - حسب الدستور- فى المجلس النيابى المكون من 128نائبا نصفهم مسيحى ونصفهم مسلم- سنى ،شيعي- ولكى يكون الانتخاب صحيحا لابد أن يحظى المرشح بأصوات الثلثين ، وإن لم يحدث فبالأغلبية المطلقة النصف+واحد.

وعلى مدى أكثر من 33جلسة للمجلس النيابى اللبنانى منذ مايو2014 لم يتفق النواب على انتخاب الرئيس نظرا لانقسامهم بين فريقين سياسيين هما 8و14آذار،حيث كان لكل فريق مرشح رئاسى لم يستطع أى منهما أن يحصل على التوافق وبالتالى أصوات النواب ليصبح رئيسا يملأ الكرسى الشاغر فى القصر الجمهورى فى بعبدا منذ عام ونصف العام .

ومنذ انتهاء مدة ولاية العماد ميشال سليمان كرئيس للجمهورية فى مايو 2014،أعلن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ترشحه للرئاسة مدعوما من قوى 14آذار والسعودية وقطر،بينما أعلن رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ترشحه للرئاسة مدعوما من فريقه8آذار وسوريا وإيران،ونظرا للتباين الكبير بين فريقى 8و14آذار فى توجههما الداخلى والإقليمى، لم يستطع جعجع أو عون أن يصبح رئيسا،وبالرغم من ذلك تمسك كل فريق بمرشحه،وتم التمديد للمجلس النيابى حتى يونيو2017،وظلت الأمور تراوح مكانها حتى بدأ الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله لنزع فتيل التوتر بين السنة والشيعة على خلفية دعم المستقبل للمعارضة المسلحة فى سوريا ضد بشار الأسد، ودخول حزب الله الحرب داخل سوريا إلى جانب بشار الأسد مما أدى إلى توتر الشارع السنى الشيعى فى لبنان،ثم أعقب ذلك تقارب بين عون وجعجع بعد زيارة الأخير لمقر إقامة عون والإتفاق على ورقة نوايا بين القوات اللبنانية والتيار الوطنى الحر بخصوص قانون الانتخابات وتفعيل الدور المسيحى وقانون استعادة الجنسية للمغتربين ،وكان ذلك أول تقارب مسيحى مارونى بين جعجع وعون منذ 25عاما عقب حرب الإلغاء بين الطرفين خلال الحرب الأهلية اللبنانية،مما شكل مفاجأة لفريقى 8و14آذار،حيث إن المسيحيين الموارنة منقسمون بين 8و14آذار،فجعجع- القوات اللبنانية – والجميل-الكتائب اللبنانية- حلفاء مع تيار المستقبل فى فريق14آذار،بينما عون-التيار الوطنى الحر- وسليمان فرنجية - تيار المردة- حلفاء مع حزب الله وحركة أمل فى فريق 8آذار،بينما كان ولايزال زعيم الدروز رئيس الحزب التقدمى الاشتراكى وليد جنبلاط على الحياد بين الفريقين،ولايقترب من وجهة نظر أحدهما إلا إذا كان ذلك لمصلحة طائفته.

وبالرغم من استمرار الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل إلا ان النتيجة لم تكن ملموسة على أرض الواقع، حيث ظل حزب الله يهاجم حلفاء المستقبل، وفى المقابل كان يرد المستقبل على هجوم حزب الله على حلفائه بلهجة حادة تكاد تنسف الحوار بين الطرفين ومع ذلك لايزال الحوار مستمرا.

وظلت الأمور كما هى حتى التقى زعيم تيار المستقبل سعد الحريرى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية- 8آذار وحليف عون – فى باريس وأقنعه بالترشح لرئاسة الجمهورية لكسر الجمود فى انتخابات الرئيس طالما أن عون وجعجع غير قادرين على الوصول لقصر بعبدا،وبالرغم من ان السعودية كانت تدعم جعجع للرئاسة مرشحا عن14آذار ،إلا أنها سارعت بإعلان تأييدها لترشيح فرنجية للرئاسة ،وتبعتها فرنسا وكذلك أمريكا ليصبح فرنجية المرشح الوحيد الذى يحظى بهذا التأييد الإقليمى والغربي.

وكان لترشيح فرنجية من قبل الحريرى وقع الصدمة على المرشح الرئاسى عن فريق 14آذار سمير جعجع الذى شعر بطعنة فى الظهر،فأعلن فى مؤتمر صحفى مع غريمه وخصمه اللدود منذ 25عاما العماد ميشال عون دعمه لعون رئيسا ردا على مبادرة الحريرى بترشيح فرنجية للرئاسة.

وبالرغم من التوافق المسيحى المارونى الذى إنتظره الشارع المسيحى منذ ربع قرن إلا أن ذلك ليس كافيا ليصل عون إلى سدة الرئاسة كما قال رئيس مجلس النواب زعيم حركة أمل نبيه برى عقب تحالف عون –جعجع،بالرغم من أن حركة أمل حليف قوى فى فريق 8آذار،ولكن موقف برى يعود إلى إتهام عون للمجلس النيابى بعد التمديد له بأنه مجلس غير شرعي،وكما قال برى فى حوار سابق منذ ثلاثة أشهرلـ»الأهرام»كيف أنتخب من يصفنى بأننى غير شرعي؟ وبذلك فقد عون دعم برى وكتلته النيابية فى التصويت لصالحه فى حال نزوله إلى مجلس النواب للإنتخاب.

أما رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية- 8آذار- فلايزال متمسكا بترشحه لرئاسة الجمهورية مدعوما من تيار المستقبل وبرى ووليد جنبلاط والنواب المسيحيين المستقلين،وبالتالى فإن تيار المردة لن يصوت لصالح عون.

أما حزب الكتائب المسيحى الماروني- فريق 14آذار- فقد أكد على لسان رئيسه سامى الجميل أنه لن ينتخب رئيسا يحمل مشروع 8آذار،وبالتالى لن يرشح عون ،وقد يرشح فرنجية إذا حصل على إجابات لأسئلته حول مشروع فرنجية حال وصوله للرئاسة خاصة وأن فرنجية سورى الهوى وصديق مقرب من الرئيس السورى بشار الأسد.

أما تيار المستقبل فلايزال متمسكا بترشيح فرنجية للرئاسة بعدما بادر جعجع بدعم عون ،وبالتالى إذا ذهب الـ128 نائبا لانتخاب الرئيس ،فسوف يكون المستقبل وبرى وفرنجية والكتائب والنواب المستقلون المسيحيون مع سليمان فرنجية ،بينما عون سيكون معه جعجع وحزب الله ،بالرغم من أن حزب الله لم يعلن حتى الآن هل هو مستمر بدعم عون أم أن قناعاته بعون تغيرت بعدما جاء ترشيحه من جعجع خصم حزب الله والمطالب دائما بنزع سلاحه، أما جنبلاط فلايزال متمسكا بمرشحه الوسطى هنرى حلو للرئاسة،بالرغم من دعمه المسبق للحريرى وبرى فى طرح إسم سليمان فرنجية للرئاسة.

وبالرغم من أن تحالف عون - جعجع ،قد أعاد خلط الأوراق والتحالفات ،إلا أنه لن يحسم منصب الرئيس لصالح عون مالم يتنازل فرنجية لصالح عون،ويدعم برى والكتائب ترشيح عون ،وساعتها لن يذهب المستقبل إلى جلسة انتخاب الرئيس، ولن يتم انتخاب الرئيس لغياب المستقبل وهو مكون أساسى فى الحياة السياسية اللبنانية بصفته ممثلا للطائفة السنية ،وستكون الميثاقية غائبة عن الجلسة ولن يتم الإقتراع على إنتخاب عون رئيسا وهو الأمر الذى يراهن عليه المستقبل لإبقاء الحال على ماهو عليه فى ظل صمت حزب الله وعدم وضوح رؤيته وتوجهه تجاه المرشحين الرئيسيين للرئاسة ميشال عون وسمير جعجع.

فهل ينجح فرنجية فى الحصول على توافق من أزعجهم تحالف عون - جعجع،ليحصد وحده أغلبية الأصوات ليصل إلى الرئاسة ،أم أن حزب الله سيمارس ضغوطه على حلفائه فى 8آذار- برى وفرنجية- ليصوتوا لعون،أم يعلن دعمه لفرنجيه صاحب الحظ الأوفر وبالتالى يعلن تخليه عن عون المتحالف معه منذ حرب يوليو 2006وحتى اليوم؟

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق