طائر بديع يريد أن ينطلق ليحلق فى الأفق، لكنه مكبل بقيود تحول بينه وبين الحرية الرابط بينهما حبل يمثل فيه عش العصفور حقوق الإنسان،
لكنها مشروطة بستة أغصان تمثل كل منها الحق فى: التعلم، الصحة، حرية التعبير، المساواة بين الجنسين، الأمان، وحرية التنقل. هكذا جاء شعار قمة الإتحاد الإفريقى بليغا، تجسيدا للواقع الذى تعيشه القارة الإفريقية.، وهو اختيار موفق دلالة على أن القارة مازالت تحارب من أجل الحصول على حريتها رغم التحرر الصورى المتمثل فى الاستقلال، ووجود مؤسسات حكومية غير أن كل هذه الحقوق منقوصة ما لم تتحقق باقى متطلبات التحرر، لذلك فهى مقيدة مثلها مثل العصفور.
«2016 العام الافريقى لحقوق الانسان مع التركيز بصفة خاصة على حقوق النساء» شعار براق اتخذه الاتحاد الافريقى رمزا لقمته الـ 26 التى تستضيفها العاصمة الاثيوبية اديس ابابا يومى 30و31 من الشهر الحالى التى تعقد فى دورتها الـ 26 بمشاركة رؤساء دول وحكومات 54 دولة افريقية منهم مصر.
وحقوق الانسان هنا لا يقصد بها فقط حرية التعبير، والمشاركة السياسية وانما تنطوى على اشياء قد تبدو بديهية لاى كائن حى على وجه الارض،الا انها فى قارة كقارتنا الافريقية يعانى مواطنوها الافتقار لأبسط ضروريات الحياة كالحصول على الماء، والغذاء،والكهرباء،وكذلك الرعاية الصحية، والشعور بالامان الذى تفتقده كثير من شعوب القارة وذلك إما بسبب الصراعات والحروب التى انهكتها، او لاسباب اخرى تتعلق بالارهاب،وسوء الادارة على الرغم من الموارد والامكانات الهائلة التى تزخر بها القارة.
ورغم ان المرأة لم تتسبب فى الحروب ولم تشارك فيها فإنها هى واسرتها المتضرر الاكبر من تبعاتها لذلك فقد توجه وفد من النساء السودانيات يمثلن منظمة المرأة السودانية للقاء السيدة عائشة لارابا مفوضة الشئون السياسية بالاتحاد الافريقى قبل ايام من انعقاد القمة الافريقية لاطلاعها على الاثار السلبية الناتجة عن العقوبات المفروضة على السودان من قبل الولايات المتحدة منذ عام 1997 حتى الآن.
واوضح الوفد النسائى السودانى ان العقوبات الامريكية تمثل انتهاكا صريحاً لحقوق الانسان التى تتشدق بها الولايات المتحدة، وغيرها فقد اثرت بشكل كبير على عملية التنمية، وعلى احوال المواطنين خاصة فيما يتعلق بقطاعات الصحة،والتعليم، والاقتصاد الامر الذى نتج عنه ارتفاع معدل وفيات الامهات، وادى لزيادة عدد الفتيات المتسربات من التعليم.
واضاف الوفد ان النساء فى السودان يواجهن تحديات جساما نتيجة هذه العقوبات الظالمة على حد تعبيرهم،خاصة فيما يتعلق بالرعاية الصحية والقدرة على الحصول على الدواء و الاحتياجات الاساسية لانقاذ حياة المرضى وهو مخالف للاعلان العالمى لحقوق الانسان، وجميع الاعلانات ذات الصلة بحقوق الانسان بما فيها بروتو كول مابوتو لحقوق المرأة الافريقية.
ما يحدث فى السودان لا يختلف كثيرا عن وضع المرأة فى بوروندى او الصومال او الكونغو ومالى وافريقيا الوسطى وغيرها من دول القارة المرشحة للصراعات سواء بسبب السيطرة على الموارد،او نتيجة الصراع على مصادر المياه والغذاء، فهل يكتفى الاتحاد الافريقى برئاسة السيدة نكسوزانا زوما باطلاق الشعارات الخاصة بتمكين المرأة التى مازلت تعانى ضدها فى كل مناحى الحياة!!.
رابط دائم: