التكنولوجيا ليس لها سقف..والأحلام لا حدود لها.. ماتحلم به سيتحقق فى غضون فترة زمنية قصيرة جدا هذه هى الحقيقة التى تعرفت عليها خلال زيارتى لمعرض ces
وهو المعرض الدولى لتقنيات المستهلك الذى اقيم مؤخرا بمدينة لاس فيجاس الامريكية، الذى يعد الاهم والاكبر على مستوى العالم ويحظى باهتمام كبريات الشركات العالمية والآلاف من المهتمين بقضايا التكنولوجيا او المتعاملين معها وكله بهدف تقديم الجديد لتسهيل الحياة على المواطنين.
ولان الشركات المصرية لاتنفصل عن كل ماهو جديد على الساحة العالمية، فقد حرصت الشعبة العامة للحاسبات الآلية والبرمجيات بالاتحاد العام للغرف التجارية على تنظيم زيارة لوفد من الشركات المصرية الأعضاء بالشعبة لحضور المعرض للوقوف على أحدث ما وصلت إليه تطبيقات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى العالم، والتى أصبحت تتداخل فى كل مناحى الحياة بصورة غير مسبوقة.
هذا ما حرص على تأكيده المهندس خليل حسن خليل عضو مجلس إدارة الاتحاد العام ورئيس الشعبة العامة مشيرا الى مشاركة 8 شركات من الأعضاء من محافظات مختلفة، بدعم من وزارة الاتصالات وهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (إيتيدا)، وبما يتوافق مع الرؤية المشتركة مع الوزارة وإيتيدا بأن هذا القطاع هو العمود الفقرى لتنمية الدولة على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية.
وأشار خليل الى أن المعرض هذا العام كان الأكبر منذ إطلاقه لأول مرة عام 1967، حيث شارك به أكثر من 3800 شركة عارضة وقام بزيارته نحو 200 ألف زائر من جميع دول العالم. وشارك بالمعرض العديد من الشركات الكبرى والتى طرحت أحدث التكنولوجيات والاتجاهات الجديدة خلال هذا الحدث العالمى المهم.
وقال إن سوق الالكترونيات شهد طفرة كبيرة، ففى السوق الامريكية والتى تمثل نحو ثلث السوق العالمية، وصلت مبيعات الالكترونيات إلى 300 مليار دولار و أكثر من نصف هذا الرقم يأتى من مبيعات الحاسبات والهواتف الذكية، ولكن اللاعبين الجدد فى هذا المجال مثل الطائرات بدون طيار وانترنت الأشياء ستشكل فارقاً بهذه الصناعة مستقبلاً خاصة أن معدل نمو مبيعاتها يتضاعف سنوياً، حيث حققت مبيعات الساعات الذكية فى عام 2015 ما يقارب من 13.6 مليون ساعة بقيمة 3.7 مليار دولار، ووحدات المنازل الذكية 8.9 مليون وحدة بقيمة 1.2 مليار دولار.
واضاف انه تماشياً مع المبادرة الرئاسية الخاصة بتصنيع الالكترونيات والتى أطلقها الرئيس السيسى خلال معرض كايرو أى سى تى فى ديسمبر الماضي، فإن الشعبة العامة تدرس إرسال مهندسى الشركات الأعضاء للولايات المتحدة للحصول على تدريب متقدم فى مجالات تصميم وتصنيع الالكترونيات وجلب خبراء فى هذا التخصص من الخارج لنقل تلك الخبرات للشركات المصرية.
ويقول المهندس محمد عزام المدير التنفيذى للشعبة العامة إن ما كنا نراه فى أفلام الخيال العلمى أصبح واقعا مما يدفعنا لإعادة النظر فى الاستراتيجيات الخاصة بتنمية وتطوير صناعة المعلومات المصرية، حيث ان العالم قد بدأ عصراً جديداً يتمثل ليس فقط فى الاتصال بين الأجهزة بعضها البعض أو ما يعرف بانترنت الأشياء IoT ولكن الأجهزة الصماء ستبدأ فى مرحلة التعلم بصورة تسمح للآلة بالتصرف وأخذ القرارات نيابة عن الإنسان وهذه المرحلة ستعتمد بصورة كبيرة على تقنيات الذكاء الاصناعى والإنسان الآلى ، فمثلاً جهاز مراقبة مستوى السكر فى الجسم لن يقوم فقط بقياس مستويات السكر وحفظ البيانات الحيوية للمريض ولكن سيقوم باتخاذ قرار بحقن المريض بالجرعة المناسبة اذا كان هناك حاجة لذلك ودون تدخل من أحد، بناء على تبادل المعلومات التى لديه والمعلومات الواردة له من الانترنت أو شبكات طبية متخصصة، كما أن سيارة المستقبل ستكون دون قائد ويمكن تبادلها بين الناس وتتمكن هذه السيارة من التواصل والتفاعل مع السيارات الأخرى والمشاة وبل المحيط الذى حولها بصورة كاملة، وهذا يعنى أن المرحلة القادمة ستشهد تطوراَ كبيراً فى تكنولوجيات الاتصالات أو بمعنى أدق تكنولوجيات التواصل والتنقل والكهرباء، وأثناء المعرض عرضت شركة جنرال موتورز سيارتها الجديدة الكهربائية القادرة على السير مسافة 200 ميل دون حاجة لإعادة الشحن، وما يصاحب هذا من تطور فى تقنيات البطاريات حيث ان بطارية تلك السيارة من الممكن شحن 70-80% منها خلال 60 دقيقة فقط. والجدير بالذكر أن الحكومة الأمريكية مؤخراً رصدت 4 مليارات دولار لدعم أبحاث السيارة دون قائد.
ويشير المهندس محمود السيد عضو الوفد المصرى إلى أن التليفزيونات عالية الدقة 4K UHD TVs شهدت طفرة كبيرة فى المبيعات خلال العام الماضى عالمياًمما يستدعى تطوير استراتيجية تصنيع الالكترونيات محلياً لتتناسب مع التغيرات التكنولوجية الجارية حالياً وكذلك التغير الكبير المصاحب فى طبيعة الاستخدام.
ويؤكد المهندس محمد خلف عضو الوفد المصرى أن المعرض شهد تواجدا مكثفا للمئات من الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة من مختلف أنحاء العالم بجانب الشركات العملاقة، وهذا يمثل فرصة للطرفين لفتح مجالات تعاون مشترك بينهم لتطوير تكنولوجيات وتطبيقات جديدة أكثر ابتكاراً.
وقال إن على الشركات المصرية الصغيرة والمتوسطة التفكير جدياً فى التواجد كعارضين فى معرض العام المقبل، مما يساعدها على تكوين شراكات جديدة وضخ استثمارات مباشرة لقطاع التكنولوجيا المصرى بما يساهم فى زيادة الصادرات المصرية من التكنولوجيا عالية القيمة.
وتقول الدكتورة مها نصار عضو الوفد المصرى إن هناك توقعات بأن الفيديو سيمثل 90% من حجم الحركة على الانترنت خلال 3 أعوام فقط، وأن تكنولوجيات الفيديو ستمثل فرصة أخرى للشركات المصرية بحيث تقوم بتطوير تقنيات الواقع الافتراضى وتحسين جودة الصورة والصوت بتقنيات عالية الوضوح، خاصة فى ظل ظهور تكنولوجيات الكاميرات الثلاثية الأبعاد والكاميرات 360 درجة. وهذا كله سيؤدى لوجود تحالفات لم تكن موجودة من قبل مما سيدفع قطاع تكنولوجيا المعلومات المصرى لزيادة القيمة المضافة بمنتجاته وصادراته.
ويشير الدكتور عصام الجوهرى عضو الوفد المصرى إلى أنه من المفيد للقطاع أن يتواجد دائما فى هذا المحفل العالمى لصناعة التكنولوجيا والابتكار، فالاطلالة على هذا المعرض والمؤتمر العالمى يعطى فرصة هائلة للاطلاع على انماط العمل فى المستقبل مما يعطى الشركات المصرية والباحثين المبدعين الفرصة أن يطوروا أعمالهم وأبحاثهم المستقبلية.
رابط دائم: