مع اقتراب إجازة نصف العام يعلو صوت الأمهات فى محاولة لحل المشاجرات بين الأخوات وبعضهم أو مع أقرانهم من الجيران، وما يزيد المشكلة هو اعتقاد كثير من الأمهات أن الشجار بين الأبناء قد يولد عدواة بينهم أو قد تظن بعضهن أن طفلها عدوانى.
دكتورة منى عبدالواحد استشارى الإرشاد النفسى بجامعة القاهرة وكاتبة قصص الأطفال تقول إن الطفل الذى يميل للشجار مع الآخرين يكون نتيجة نشأته فى بيئة لا يتوافر بها العطف والحب ، كذلك تكرار الشجار بين الأبوين دون مراعاة مشاعر طفلهما ينعكس على سلوكه تجاه البيئة المحيطة به كتعبير منه عن الغضب الذى يشعر به وكذلك شعوره بأنه شخص غير مرغوب فيه.
لا يمكن تجاهل دور الآباء فى اكتساب طفلهم أسلوب الشجار سواء باستخدام العنف اللفظى أو الجسدى لأنه يتعلم من خلال المحاكاة كيفية التعبير عن غضبه، فعندما تذاكر الأم لطفلها تستخدم أساليب مختلفة كالضرب للتعبير عن غضبها منه إذا لم ينجز المطلوب، كذلك قد يشاهد والده يحطم كل شىء حوله عندما ينتابه الغضب فيقوم بتقليد هذا السلوك.. كذلك هناك بعض الآباء الذين يحثون أبناءهم خاصة الذكور على استخدام الصوت العالى والعنف الجسدى للدفاع عن أنفسهم.
الكيل بمكيالين
من أكثر الأخطاء شيوعا فى الأساليب التربوية أن توجه الأم النقد والتعنيف إذا اعتدى طفلها على إخواته بينما لا تلومه إذا اعتدى على طفل آخر من خارج الأسرة، وهنا تنصح دكتورة منى الأم بالإبتعاد عن استخدام أسلوب القاضى فى حل المشاجرات بين الأخوات لأن الطفل سيدرك بفطرته أن كل مشاجرة ما هى إلا فرصة سانحة ينبغى استثمارها كى يثبت انه الفائز وإن أمه أو أباه يستحسن تصرفاته، فالمحاكمة تنتهى دائما باتهام أحد الأبناء وتبرئة الآخر وهكذا ينقلب المنزل إلى قاعة محكمة ما بين دفاع واتهام وبذلك يصبح للشجار هدف أكبر واستهواء أكثر، فلابد من التدخل ولكن للتوجيه وتصحيح الأمور وعقد المصالحات الهادئة بينهما دون التحيز لطفل دون الآخر مؤكدا إن الشجار أمر طبيعي وإذا كانت الخلافات بينهم شفهية فعلى الأم أن تبقى محايدة قدر الإمكان حتى يتعلم طفلها كيف يتناقش مع الآخرين ويصل إلى حل مشترك مع مراعاة أن يكون الطفل لا يقل عن ثلاث سنوات لأن الأطفال فى هذه السن لا يدركون الخطر فى الشجار ولذا تجب مراقبتهم عن قرب.
طبيعة الأطفال
يجب أيضا العلم إنه عند اجتماع الأطفال فى مكان واحد سواء كانوا إخوة أو أصدقاء ثم وقعت مشاجرة بينهم، فإنهم عادة ما ينسوا الشجار بعد فترة ويبدأوا فى الانسجام واللعب مرة ثانية بعضهم مع بعض وكأن شيئا لم يحدث، لكن هنا يجب على الأمهات وضع حدود وقواعد كيفية احترام خصوصية الآخرين لتجنب الشجار بينهم وعقابهم بالحرمان من اللعب إذا تجاوز الأمر المألوف.
وأخيرا تنصح د.مني عبدالواحد الأمهات بإشتراك أبنائهن فى الأنشطة الرياضية أو التعليمية التابعة لإحدى المكتبات العامة لزيادة مهاراتهم التعليمية واكتساب صداقات جديدة فسوف يكتسبون تدريجيا سلوك التعامل مع الآخرين وحبهم واستغلال طاقتهم بالأسلوب الأمثل.
رابط دائم: