تعد بكتيريا «إيكولاى» التى تصيب القولون عند الإنسان والحيوان والتى تنتقل عن طريق الخضراوات. ومعظم أنواع بكتيريا إيكولاى هى جزء من الجراثيم الفسيولوجية الموجوده بالجهاز الهضمى للإنسان والحيوان
و لكن يوجد انواع اخرى من ايكولاى المسببة للأمراض المعوية وغير المعوية التى قد تكون لها عواقب خطيرة قد تصل للوفاة عند الاطفال وكبار السن والتى قامت د. إيمان جودة الباحثة فى كلية العلوم المتقدمة فى جامعة بنى سويف بدراستها مع د. عمرو حنورة بكلية الصيدله بجامعة قناة السويس ود. تامر عصام بكلية الصيدلة بجامعة القاهرة حيث استطاعوا ان يقوموا بتصميم لقاح يقى من النزلات المعوية المميتة التى قد تصيب الفئات اصحاب المناعات الضعيفة . وتقول د ايمان جودة إن ايكولاى المسببة للنزف المعوى والشيجلا يعتبران من الأربعة عوامل الرئيسيه المسببة للإسهال المتوسط اوالحاد بين الأطفال فى البلدان النامية. وقد ظهر نوع جديد من ايكولاى المنقولة عن طريق الطعام فى اوروبا وهى "O104: H4 " . هذه السلاله التى ظهرت باوروبا عام 2011 لها مضاعفات خطيره مثل الفشل الكلوي، والسكتة الدماغية ومتلازمة انحلال الدم اليوريمى وفى بعض الاحيان قد تؤدى الى الموت. لقد تسببت هذه السلالة من «إيكولاى» فى خسائر فادحة لمزارعى الخضر بجانب المشاكل الصحية التى سببتها هذه السلالة. فكان من اللازم و الضرورى معالجة هذا المرض الذى انتشر بين الناس من تناول الحلبة المزروعة فى مصر او الخيار المزروع فى اسبانيا الحامل للميكروب ولكن للاسف طبيعة الميكروب المتحوره جعلته يقاوم معظم المضادات الحيوية بل وفى بعض الاحيان يزيد المضاد الحيوى من خطورة المرض نتيجة لانطلاق سم الشيجا الذى قد يؤدى الى الموت. وتؤكد الباحثة ان تطوير لقاح فعال ضد هذه السلالة من «إيكولاى» سيكون له تاثيرات ايجابيه على الصحة العامة والاقتصاد. فى هذا البحث تم استخدام تقنية حديثة تمكننا من استنباط وتصميم البروتينات التى يمكن استخدامها كلقاحات محتملة لهذه السلالة. وبالفعل تم استنباط 9 بروتينات يمكن ان يكونوا لقاحات محتملة لإنتاج لقاحات فعالة ضد سلالات «إيكولاى» المسببة للنزف المعوى "O104: H4 ", و هذا باستخدام بعض برامج الsoftware المتقدمه. ونتائج هذا البحث تمكننا من اجراء التجارب المعملية للتأكد من سلامة وفاعلية هذه اللقاحات عمليا, وتقديمها للصناعة و شركات الأدوية لإنتاج هذا اللقاح بعد صدور الموافقات اللازمة من وزارة الصحة. ويعتبر استخدام هذه التقنية فى انتاج اللقاحات هى احدى الطرق الجديدة والمبتكرة لانتاج لقاحات فعاله بتكلفه معقوله للامراض التى يصعب إنتاج لقاحات لها بالطريقة المعتادة. البحث متكامل هادف للتسويق فبعد تخليق البروتينات بالهندسة الوراثية وإجراء التجارب على الفئران والذى من المتوقع الانتهاء من هذه المرحلة خلال سنة سيتم توجيه اللقاح للصناعة لتقوم احدى شركات الادوية من اجراء التجارب الاكلينيكية لاثبات مدى فاعلية اللقاح وامانه .
رابط دائم: