رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بريد السبت يكتبه - أحمد البرى:
رأس المثلـــــث وقاعدتـــــه

هناك مثلث رأسه العلم وقاعدته التعليم والإعلام، وإذا صح الرأس صحت القاعدة، والرأس تصح بشيء بسيط جدا هو القراءة، وهذا ما تنبهت إليه الدول الآسيوية التى حققت معجزتها الاقتصادية، فازدهرت شعوبها،بينما استمررنا نحن فى مصر نبنى للانسان ولا نبنى الإنسان نفسه بالقراءة، نبنى له الشقق السكنية، نخفض له أسعار الأساسيات، والبنية التحتية من صرف صحى وتليفونات وغيرها كثير، ونقدم له فرص العمل، ونزيد فرص الاستثمار حتى يعمل ويعيش حياة كريمة، ولكننا فى الوقت نفسه لا نبنى الانسان نفسه بهذا الشيء البسيط جدا، وهو القراءة اليومية ولو لمدة عشر دقائق كل صباح.

والسؤال: كيف ننفذ برنامجا كبرنامج العلم الأحمر للقراءة الجماعية الذى نفذته الصين؟ وكيف ننفذ نفس هذا البرنامج كما فعلت كوريا الجنوبية بقيادة رئيسها هوانج هو؟، ان القراءة الهادفة تساعد على تسليم التعليم الابتدائى الراية على أساس صحيح فى مجتمع قارئ يعلم أن الحضارة فى جوهرها كلمة مكتوبة ورقيا أو الكترونيا أو حتى نقشا على الحجر أو خطا فى أوراق البردى التى قامت عليها حضارة مصر القديمة.

وأذكر حين التقى أحد أعضاء الفولبرايت فى الصين بناظر مدرسة هناك قال له الناظر لن نستريح حتى نرى الصينيين يقرأون فى وسائل المواصلات كما يحدث عندكم فى أمريكا! أما نحن فى مصر فنرى هذا الكلام عبثا لأننا لا نستطيع أن نرى العلاقة بين الكلمة المكتوبة والحضارة والتقدم الاقتصادي، المهم عندنا أن يأكل الناس وأن يسكنوا وهم بعد أن يأكلوا ويسكنوا ينجبون أبناء يحتاجون الى أن نبنى لهم شققا ونخفض لهم أسعار الغذاء، ونبنى لهم مشروعات وندعو المستثمرين للحضور إلينا لنوفر فرص عمل جديدة وهكذا دواليك ولا نعلم أننا إذا بنينا الناس بالقراءة الورقية أو الالكترونية فإنهم هم الذين سيبنون ويبتكرون ويتقدمون، كما حدث ويحدث فى بلاد العالم الناجحة.

إننا ندور فى دائرة مفرغة إذ نعمل ونجتهد ونبنى للناس الكبارى والشقق والمصانع ونقدم لهم الأرض الزراعية كما فعلنا بإعطاء كل فلاح معدوم خمسة أفدنة أخذا من المالك الاقطاعى المستغل المتكبر المتجبر، وبعد عدة سنوات أصبحت الفدادين الخمسة عدة قراريط موزعة بين أبناء وأحفاد الفلاح وكل منهم يسعى الى بيعها أرض بناء بسعر أغلي، ولكن ما فات فات وعلينا فقط العودة الى المثلث الذى رأسه العلم وقاعدته التعليم والإعلام، ومن الرأس يبدأ كل شيء حسن وجيد بقراءة الجميع فى مصر عشر دقائق كل واحد فى الفرع الذى يحبه، وهو ما سيصلح تلقائيا قاعدة المثلث فى التعليم بدءا من التعليم الابتدائى بالذات، وفى الإعلام، ومن هذا المثلث برأسه وقاعدته يتحقق الأفضل لكل الحياة فى مصر.

د. صلاح عيد ــ جامعة قناة السويس

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 2
    ^^HR
    2016/01/09 08:42
    0-
    12+

    مصداقية أمير الشعراء "بالعلم والمال يبني الناس ملكهم** لم يبن ملك على جهل وإقلال"
    الاثنان متلازمان ...... مال يصب فى خانة العلم اولا .... بعدها يصب العلم فى خانة التنمية والمال والاقتصاد
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    زائر لبريد الأهرام
    2016/01/09 00:28
    0-
    7+

    كلام رائع
    كلام رائع بلا شك لعل الجميع يعرفون قيمته
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق