تقدمت بورقة عمل فى المؤتمر السابع للتمكين الثقافى الذى عقد منذ أيام وأقامته الإدارة العامة للتمكين الثقافى لذوى الإعاقة تحت عنوان « قضايا الإعاقة فى مصر.. «الحقوق، التحديات، التنمية».
وطالبت فيها بأن ننحى المصطلحات سيئة السمعة التى تستخدم فى مجال الإعاقة الذهنية ونلقى بها فى سلة المهملات، مثل: المتخلفون عقليا المعتوهون، البله، الحمقى ... الخ.
طالبت بذلك لأنها مصطلحات غير دقيقة من الناحية العلمية والنفسية والواقعية، ونستخدم مكانها فى بحوثنا ومؤتمراتنا ومناهجنا وتعملاتنا- مصطلحات لا تحدث ألما نفسيا لصاحب الإعاقة ولا لأسرته، وذلك مثل: أصحاب الإعاقة الذهنية، أصحاب الظروف الذهنية الخاصة، ذوى القدرات الذهنية الكامنة، أبناء التربية الفكرية، وذلك لاعتبارات منها: أن هذه الفئات وإن كانت تعانى من قصور فى بعض القدرات التى تقيسها اختبارات الذكاء المتوفرة لنا الآن إلا أن الواقع قد أثبت أنهم يتمتعون بقدرات ذهنية وجسمية أخرى كامنة مكنت بعضهم أن يحققوا لمصر 23 ميدالية متنوعة فى أوليمبياد سيدنى بأستراليا عام 2000م الأمر الذى عجز عنه أقرانهم من العاديين.
إننى لا أتهمهم بالتخلف العقلي، وإنما اتهم اختبارات الذكاء المتاحة بين أيدينا الآن بالتخلف والعجز عن قياس قدراتهم الكامنة، وهذه حقيقة يدركها المتخصصون والمتعاملون مع اختبارات الذكاء فهى لا تقيس كل قدرات الإنسان المعرفية وإنما تقيس عددا قليلا منها، وقد يقيس الاختبار الواحد قدرات فى الطفولة ولا يقيسها مع تطور الإنسان فى المراهقة والشباب، ومعظمها طبعات قديمة تحتاج إلى إعادة التقييم والتحديث.
كيف أتهم بالتخلف والإعاقة أناسا قاموا بعمل معارض للرسم والفنون التشكيلية يعجز عن القيام بها أمثالهم من العاديين.
وقد وصل منهم البعض إلى التفقه فى العلم الذى حفظه لهم تراثنا الخالد مما دعا الجاحظ إلى أن يطلق عليهم (المعتوهون العلماء).
لأجل ذلك كله وغيره آثرت أن أطلق عليهم أصحاب الإعاقة الذهنية أو ذوى القدرات الذهنية الكامنة، وقد سعدت بتبنى المؤتمر توصية باستبدال مصطلح المتخلفين عقليا بمصطلح (أصحاب الإعاقة الذهنية).
ألا تتفق معى –عزيزى القارئ الكريم– أنه قد آن الأوان أن نترك هذه المصطلحات المحبطة ونستخدم ألفاظا ومصطلحات تبنى ولا تهدم، تدعم ولا تحبط حتى نجعل هذه الفئات وغيرها تنظر إلى الحياة بإيجابية ويكونوا شركاء فاعلين فى عملية التنمية؟ ولك ولهم خالص التحية.
رابط دائم: