مبادرتان نحو المستقبل

الأولى: مبادرة «مصر المستقبل» التى تعنى تصميم وصناعة الإلكترونيات وتشجيع قطاعى شركات النظم الإلكترونية وخدمات صناعة الإلكترونيات الكثيفة العمالة، والثانية: مبادرة «علماء مستقبل مصر» الخاصة بالتعليم التكنولوجى للشباب، والتى تهدف إلى تدريب وتأهيل الكوادر الشابة من خريجى جامعاتنا.

وتمثل هاتان المبادرتان صناعة فريدة هى «التعهيد» والغرض منها أن تتعهد دولة لديها كوادر متميزة فى تصميم وصناعة الإلكترونيات مثل مصر بتصدير ما تنتجه هذه الكوادر من النظم التكنولوجية، خاصة فى مجال البرمجيات إلى دول غنية مثل دول الخليج وبعض دول أوروبا وإفريقيا نظرا لاحتياجها الشديد للأنظمة والبرامج الإلكترونية للنهوض بالمستوى الاقتصادى والاجتماعى فيها، فمجالات صناعة التعهيد كثيرة منها تعهيد برمجة العمليات الإدارية والهندسية والزراعية والصناعية ومراكز الاتصالات، وهناك أيضا تعهيد تطبيقات المعالجة الرسومية، بالإضافة إلى «تعهيد» التقنية الحيوية بما تشمله من المعلوماتية الحيوية والهندسة الوراثية إلى جانب «التعهيد» الخاص بشئون الموظفين وإدارة الوثائق والمكتبات.. وغيرها.

وفى حقيقة الأمر، فإن السوق العالمية فى مجال صناعة التعهيد تعد من أقوى الأسواق العالمية حاليا ومن ثم ستكون هذه الصناعة من أهم المصادر الدخل القومى لمصر لو أحسن إدارتها ودعمها وستحقق عوائد ربما تفوق عوائد قناة السويس والسياحة.. إلخ، وأشير هنا إلى بعض المقترحات التى تسير فى اتجاه التحفيز والدفع للعمل فى صناعة التعهيد على النحو التالي:

> ينبغى تعظيم الاستفادة من مراكز ووحدات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الممثلة فى الشركة المصرية لتنظيم المعلومات ومعهد تكنولوجيا المعلومات، ومركز الحضانات التكنولوجية ومركز الابداع وريادة الأعمال وغيرها لتأهيل وإعداد كوادر قادرة على العمل بصناعة التعهيد وتوفير الامكانات والمناخ اللازم لها.

> يجب أن نشجع الطلاب على الالتحاق بالكليات والمعاهد الفنية بالجامعات الحكومية والخاصة ذات الصلة بخدمات التعهيد للوصول إلى خريج قادر على العمل فى هذه الصناعة مع عمل حملات توعية للطلاب لنشر ثقافتها بالجامعات.

> الاهتمام بالنشاط العلمى والتكنولوجى كأحد الأنشطة الطلابية بالجامعات والعمل على توفير البيئة التكنولوجية الكاملة لأصحاب الابتكارات التكنولوجية فى مجال الأنظمة الإلكترونية وتوفير الدعم فى صورة خدمات استشارية فنية وإدارية وإنتاجية وتدريب وتسويقية ومالية وقانونية لتطوير الأداء والعطاء والاستفادة من مشروعات تخرج الطلاب ذات الصلة.

> على الدولة ومؤسساتها المعنية توظيف الإبداع والابتكار التكنولوجى فى البرمجيات والأنظمة الإلكترونية بالاقتصاد القومى عن طريق مساعدة الشباب من خريجى الجامعات والمعاهد العليا على إنشاء مشروعات ناشئة وصغيرة ومتوسطة متخصصة فى خدمات التعهيد من خلال إبداعاتهم وابتكاراتهم والمساعدة فى إقامة الصلة المباشرة بينهم وبين مواقع العمل فى الأسواق المحلية والعالمية.

> التحالف والتنسيق والتعاون مع الشركات العالمية المتخصصة فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وذلك لتسويق الأنظمة الإلكترونية والعمل على توفير ما تحتاجه هذه الشركات من منتجات صناعة التعهيد لخدمة عملائها فى جميع أنحاء العالم.

د. حسن على عتمان

رئيس جامعة المنصورة السابق