رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بسبب عدم الالتزام بالجرعات المحددة والتعليمات
جدل حول علاج «فىروس سى»

تحقيق : غادة عبدالله
عم «فرحات عكاوي»عامل بالوحدة المحلية بمركز طهطا محافظة سوهاج اكتشف إصابته بفيروس سى منذ خمس سنوات وكان ظهور السوفالدى هو طوق النجاة له، ولكن بعد رحلة علاج استمرت 6 أشهر أنفق فيها 30 ألف جنيه للشفاء من هذا الفيروس اللعين اكتشف إصابته مرة أخرى بهذا الفيروس.

فرحات لم يصب مرة أخرى وحده بل أصيب ابن عمه «عبد العال محمد» مرة أخرى بالفيروس بعد الشفاء.
السر فى هذه المصيبة هو قصافة الأظافر وفرشاة الأسنان وماكينة الحلاقة وحتى الملابس الداخلية.
لم يكن يدرى عم فرحات أن من أهم مراحل الشفاء التام هو ضرورة التخلص التام من جميع أدواته الشخصية التى لا تزال تحوى عدوى فيروس سى فهى كالقنبلة تنفجر بمجرد الاستخدام ولكنه لم يعلم ذلك والأدهى أنه لم يجد من يقدم له مثل تلك التحذيرات، فهل فيروس سى كما يقول «عم فرحات «لا يقل أهمية عن البلهارسيا.
فى البداية تقول الدكتورة نادية الأنصارى أستاذ أمراض الباطنة والكبد والقلب بكلية الطب جامعة عين شمس إنه لم يتم تعميم ونشر التعليمات والتحذيرات لمرضى فيروس سى بضرورة التخلص من جميع الأدوات الشخصية وإعدامها لأن فرصة رجوع فيروس سى مرة أخرى بعد الشفاء منه كبيرة جدا، وهذا ما حدث بالفعل لمرضى كثيرين، فلم يتخلص المريض من أدواته الشخصية مثل قصافة الأظافر والملقاط وماكينة الحلاقة وفرشاة الأسنان وماكينة وفرشاة الشعر حتى الفوطة، ومن هنا عاد الفيروس له، فالمريض حينما يصاب بالحكة الشديدة (بالهرش) الذى يتسبب بنزول الدم، نقطة دم واحدة كفيلة بعودة فيروس سى مرة أخري، ونسبة كبيرة من مرضى الكبد يصابون بالهرش لذا فنسبة التقاط الملابس الداخلية للدم كبيرة، لذا ستكون مصدرا من مصادر نقل عدوى فيروس سى مرة أخرى إلا إذا تم غليها لمدة 180 دقيقة بعد إضافة الكلور لذا يفضل إعدام الملابس الداخلية، ولعدم دراية المرضى بهذه التعليمات أصبحوا فريسة سهلة لعودة العدوى بفيروس سى مرة أخري.

حملة توعية

ومن هنا فلابد أن تقوم وزارة الصحة بحملة كبرى للتوعية فى وسائل الإعلام المختلفة خاصة عبر الإذاعة والتليفزيون وذلك لتنبيه وتحذير المرضى للتخلص من أدواتهم الشخصية التى ستنقل لهم العدوى بفيروس سى وإعدامها وضرورة التطعيم ضد فيروس A وB وعمل فحص لجميع المخالطين، حيث جاءتنى أسر كاملة من الأب والأم والأبناء أصيبوا بفيروس سى بعد شفاء أحدهم نتيجة سوء استخدام الأسرة للأدوات الشخصية حيث تتشارك بعض الأسر فى الفوطة أو ماكينة الشعر أو قصافة الأظافر، كما طلبت من بنك الشفاء أن أشارك فى جولة لكل محافظات مصر وذلك لتقديم التوعية لمرضى فيروس سى والمحيطين بهم.
ومن الأسباب الأخرى التى أدت لحدوث انتكاسات لمرضى فيروس سى هى بروتوكولات العلاج فمن ضمن الأنماط العالمية استخدام الدواء لمدة 6 شهور لكننا فى مصر وضعنا 3 شهور فقط وتقليل المدة غير كاف للقضاء على الفيروس نهائيا لذا يعود الفيروس مرة أخرى بعد انتهاء مفعول الدواء حيث ينشط الفيروس مرة أخري، فعلاج الريبافيرين فعال بشرط استخدامه لمدة 6 شهور وليس 3 أشهر فقط !
وتؤكد أن أهم شيء فى أسلوب العلاج هو اختيار المريض الذى يستجيب للعلاج وبمعنى أدق المريض الذى لا يتعرض لانتكاسات من العلاج نفسه، وهناك بعض المرضى يتحايلون حتى يأخذوا الدواء بالرغم من أن التحاليل المعملية غير سليمة فهم يعتقدون أن هذا الدواء هو سر الحياة!

بروتوكول العلاج

وترى د.نادية أن علاج الدكلانزا لابد أن يستخدم لمدة 6 شهور وليس 3 أشهر فالمريض بعد ثلاثة أشهر سينتكس لأن الفيروس يتميز بأنه يتحور، والأنواع الجديدة من أدوية الفيروس مثل الدكلانزا أو الأوليسيو أو الهارفونى تقضى على الفيروس المسبب للتليف وليس التليف نفسه، حيث تحدث مضاعفات من التليف مثل حدوث دوالى المريء وقيء دموى ومن الممكن حدوث استسقاء بالبطن وغيبوبة لذا فإن مضاعفات التليف موجودة بالرغم من شفاء المريض من الفيروس. وان هناك بعض المرضى تناولوا السوفالدى وأصيبوا بالقيء الدموى وتم حجزهم فورا وذلك لأن الطبيب أعطاهم السوفالدى بدون ربط دوالى المريء، فالسوفالدى حام وقوى يفتح الدوالى التى تنزف قيئا دمويا يدخل بعدها المريض فى غيبوبة. وأن علاج الفيروس قد يكون هو النقطة التى تجعل الكبد ينتقل من مرحلة التليف المتكافئ لمرحلة الفشل الكبدى الذى يستلزم زراعة كبد. أما علاج الهارفونى فستقارب نتائجه 100% وهو يفيد جميع الأعمار ولكن لابد من وضع البروتوكول الصحيح ولابد من اختيار المريض الصحيح وذلك باختياره بدون استسقاء أو تليف متقدم أو دوالى مريء متقدم أو انخفاض نسبة الزلال فى الدم.

أما الليدبسفير فمن الممكن استخدامه لمن تخطى 70 عاما بشرط أن يكون التليف متكافئا وليس غير المتكافئ.

والأوليسيو يدعم عمل السوفالدى لكن عيبه أنه يتفاعل مع أدوية كثيرة مثل أدوية القلب والضغط والسكر.

وفى جولة لـ«الأهرام» بوحدة بنك الشفاء بمستشفى ياسين عبد الغفار برفقة د.نادية الأنصارى وجدنا كثير من المرضى ينتظرون دورهم فى صرف العلاج الجديد ولكنهم رفضوا التصوير وبالتحدث مع الموظف الإدارى ويدعى طارق قال إن عدد المرضى الذين يعالجون بالمجان وذلك منذ بدء المشروع فى 20 يونيو الماضى حتى الآن قد بلغ 771 مريضا ما بين علاج ثنائى وهو السوفالدى والريبافيرين أو ثلاثى من السوفالدى والريبافيرين وحقن الانترفيرون حيث تم صرف 1168 عبوة سوفالدى مجانا.

ازدواجية المرض

وترى د.نادية الأنصارى ضرورة أن نكون على دراية بأن الكبد المصرى يختلف عن أكباد العالم لأننا لدينا إصابة مزدوجة عبارة عن البلهارسيا وفيروس سى حيث توجد نسبة كبيرة من الفلاحين لديها بلهارسيا وفيروس سى وهى ازدواجية مرض وهى ليست موجودة فى الخارج، وانه لو كان الأمر بيدى لكنت بدأت علاج الفيروس بشباب المرضى والمرضى غير متليفى الكبد أو مريض التليف F2 ,F1 بدون دوالى المريء أو نقص فى زلال الدم الذى يمكن أن يدخله لمرحلة الاستسقاء، لكننا فى مصر بدأنا بمرضى F4 , F3 وبالتالى كان دخول المريض فى غيبوبة أو استسقاء أو قيء دموى بمنتهى السهولة، لذا فإن اختيار المرضى من متليفى الكبد F4 , F3 كانت هى القضية حيث أهدرنا الوقت فى مرضى كبار السن لديهم تليف متقدم والذى أدخلهم فى مضاعفات من مرحلة التليف المتكافئ إلى تليف غير متكافئ ولو كنا استخدمنا الدواء لعلاج شباب المرضى لكانت النتائج أفضل وبدون مضاعفات دوائية.

نسبة الاستجابة

وعلى جانب آخر يرى الدكتور هشام الخياط أستاذ أمراض الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث أن هناك عدة أسباب وراء حدوث انتكاسة لمرضى فيروس سى بعد الشفاء منه حيث أن نسبة الاستجابة 70% وهناك نسبة 30% حدثت لها انتكاسة وذلك يرجع إلى أن السوفالدى قوى جدا لكن الريبافيرين ضعيف جدا، كما أن التليف يقلل من نسب الاستجابة لذا فالمرضى مصابو التليف والذى يصل فيه الفيروس من 3- 6 ملايين يأخذون الدواء لمدة 6 شهور وليس 3 أشهر، كما أن عدم الامتثال للبروتوكول العلاجى يؤدى لحدوث انتكاسات فعلاج الريبافيرين لابد أن يؤخذ 5- 6 أقراص فى اليوم لكن بعض المرضى ينسون الجرعة المقررة وبعضهم يتناسون بحجة أن قرصا لن يغير فى الأمر شيئا.

أما فى الأدوية الجديدة لعلاج فيروس سى فنسب الانتكاسة لا تتجاوز 5% حتى لو كان المريض مصابا بالتليف وذلك لان السوفالدى مع الأوليسيو أو الدكلانزا تؤثر على تكاثر الفيروس وتضرب الفيروس فى مقتل بمعنى أن هناك 3 محاور لتكاثر الفيروس كل محور يؤثر فيه السوفالدى لكن فى المرحلة الأخيرة كان الريبافيرين ضعيفا جدا لكن الأوليسيو والدكلانزا تقضى على الفيروس نهائيا ونسبة نجاحها تقترب من 95% بشرط أن تؤخذ لمدة 3 شهور للمرضى الذين لم يأخذوا علاجا قبل هذا و6 شهور لمرضى التليف، وهى موجودة فى المراكز التى ستصل إلى 50 مركزا بدلا من 42 مركزا فى نهاية العام وموجودة فى الصيدليات والتأمين الصحي. وأن الأعراض الجانبية للأدوية الجديدة تنحصر فى صداع وإرهاق خفيف ونوبة إسهال وأخيرا وليس آخرا حدوث الأرق.

ويؤكد د.الخياط أن مرضى فيروس سى حسب إحصائية 2008- 2009 بلغوا 12 مليون مريض وصلوا حاليا إلى 3٫7 مليون مريض ومن المنتظر أن نعالج فوق 500 ألف مريض سنويا وذلك يعود إلى أن الأعراض الجانبية قليلة جدا ونسب الشفاء مرتفعة جدا ورخص ثمن الأدوية مما سيؤدى للقضاء على فيروس سى فى غضون 5- 10 سنوات، ولو تكاتفت الجهات غير الحكومية مثل الجمعيات الأهلية وصندوق تحيا مصر الذى خصص منه الرئيس عبد الفتاح السيسى نصف مليار جنيه لعلاج فيروس سي، كما أن الأزهر خصص ما يقترب من نصف مليار جنيه من صندوق الزكاة لعلاج فيروس سي، ولو أخذنا الموضوع بجدية سنعالج مليون مواطن سنويا ونقضى على فيروس سى بحلول عام 2020 ولو تقاعسنا وعالجنا 500 ألف مواطن سنويا سينتهى الفيروس من مصر عام 2023- 2024 .

وحول المستقبل العلاجى لفيروس سى يقول د.الخياط إنه سوف تتم الموافقة على الجراسيبرفير والألباسبفير ويطلق عليه مربع ميرك من قبل منظمة الأدوية والأغذية الأمريكية فى 28 يناير.

كما أن هناك دواء جديد (فلباتوسيفير) إذا أخذ مع السوفالدى ستكون نتيجته 100% وسيتم طرحه فى مصر منتصف 2016، كما أن النتيجة إذا اجتمع السوفالدى والفلباتوسيفير والأوليسيو ستكون 100% فى خلال 4- 8 أسابيع.

كما أن مرضى التليف F1 و F2 مع هذه الأدوية يشفى تماما أما مرضى التليف F3 و F4 فلابد من متابعة التليف وهو يتحسن بعد الشفاء من الفيروس، ولابد من عمل التحاليل الدورية كل 3 و 6 شهور من وظائف كبد ودلالات أورام وموجات صوتية، ولابد من أخذ العلاج تحت إشراف أساتذة متميزين مع الأخذ فى الاعتبار حدوث مضاعفات ليس من الدواء بل من تطور المرض ذاته.

نقل العدوى

وحول نقل العدوى بفيروس سى يؤكد د.هشام الخياط أن غالبية الناس تعتقد أن نقل فيروس سى من عيادات الأسنان الملوثة أو الكفور أو النجوع لكن هناك من أصيبوا بفيروس سى بعد إجرائهم عمليات وقسطرة قلب فى العديد من المستشفيات الخاصة حيث جاءت لى فتاتان أصيبتا بفيروس سى بعد إجرائهما عمليتين للزائدة الدودية لكنهما ترفضان اللجوء للمحاكم خوفا من التشويش عليهما وضياع فرص الزواج بعد الإعلان عن إصابتهما بفيروس سي.

لذا يجب التنبيه على المستشفيات باتباع إجراءات التعقيم خاصة أن هناك لجنة لمكافحة التلوث والعدوى فى وزارة الصحة تؤدى عملها بكفاءه وفاعلية وتفتيشها وتدقيقها على المستشفيات وأى مستشفى لا يتبع هذه الإجراءات يتم غلقه وتشميعه فورا.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    مصرى حر
    2016/01/04 06:58
    0-
    0+

    معظم الاسباب تدور حول العدوى الذاتية والامر ليس كذلك كليا
    أحد الاسباب الجوهرية هو عدم فعالية الدواء إما بسبب الغش او التلاعب فى نسب المواد الفعالة ،، أدوية علاج الفيروس تحولت الى سبوبة لمصانع تحت بير السلم وفوقها والامر لايحتاج سوى علب واغلفة مغشوشة
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق