رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«صحفيون بلا حدود»
:الانتهاكات بحق الصحفيين الأتراك باتت نشاطا روتينيا !

بروكسل : محمد بركة
دعت ثلاث منظمات مستقلة دولية رائدة بمجال حرية الصحافة والدفاع عن الصحفيين الاتحاد الأوروبى الى الرفض الحاسم والفورى لانضمام تركيا اليه عقابا للسلطة الحالية بقيادة رجب طيب أردوغان

«الذى نجح فى تحويل بلاده الى أكبر سجن للصحفيين على مستوى أوروبا وواحد من أكبر سجون الصحفيين على مستوى العالم» ، مشيرة الى أن سياسات الحكومة الحالية بأنقرة تنسف أبسط مبادى الديمقراطية التى قامت عليها فكرة الاتحاد الأوروبى نفسها . جاء ذلك خلال الندوة التى استضافها «نادى الصحافة الأوربية» بالعاصمة البلجيكية بروكسل مؤخرا وتحدث فيها ممثلون عن لجنة حماية الصحفيين بنيويورك والاتحاد الأوروبى للصحفيين ومنظمة صحفيين بلا حدود .

فى بداية الندوة التى حضرتها «الأهرام»، تحدث جان بول مرسوز - ممثل لجنة حماية الصحفيين التى تتخذ من نيويورك مقرا لها - أن انتهاكات حرية الصحافة بلغت حدا غير مسبوق إذ ان التهم الجاهزة لاعتقال الصحفيين تتمثل فى عبارات فضفاضة من نوعية «مناهضة الدولة» و «دعم الإرهاب» و بالتالى يجب أن تتحول تلك الانتهاكات الى الصخرة التى تتحطم عليها أحلام السلطة الحالية بأنقرة فى الانضمام الى الاتحاد الأوروبى . وأضاف مرسوز الذى يمثل «لجنة الصحفيين» بأوروبا قائلا: يجب على القادة الأوروبيين ألا يخونوا مبادئهم و ألا يخونوا مواطنيهم الذين انتخبوهم ويتوقعون منهم أن يكونوا أكثر جدية فى تنفيذ التزاماتهم تجاه أبسط مباديء الديمقراطية .

ويلتقط محمت كوكسال - ممثل الاتحاد الأوروبى للصحفيين- طرف الخيط قائلا: رغم الارتفاع الشديد فى وتيرة انتهاكات الصحافة بتركيا والتى شملت اغلاق العشرات من الفضائيات والمواقع الالكترونية واقتحام مقار الصحف الكبرى والاعتقال الجماعى للصحفيين ، إلا أنه من المذهل أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قامت بزيارة رسمية لأردوغان داخل القصر الرئاسى أثناء احتدام المنافسة الانتخابية مما اعطى رسالة خاطئة لقادة تركيا بأن الاتحاد الاوروبى الذى تعد المانيا اكبر دولة واكثرها تأثيرا فى صنع سياسته الخارجية لن يغض الطرف فقط عن جرائم السلطات بأنقرة بحق الصحفيين بل يقوم بدعمها سياسيا كى تستمر بالحكم فترة جديدة .

ويضيف «كوكسال» وهو صحفى تركى يقيم بفرنسا : زيارة ميركل كانت لتقديم دعم سياسى لحزب حاكم يمارس القمع بحق الصحفيين حيث انه من غير المعقول أن نصدق أن الزيارة جاءت فى المقام الأول لمناقشة أزمة الهجرة الى اوروبا أو بحث انضمام انقرة للاتحاد الأوروبى فكلاهما قضية كان يمكن تأجيلها الى ما بعد ظهور النتائج النهائية للانتخابات . وبحسب محمت كوكسال ، كانت النتيجة أن ميركل تبعث برسالة خاطئة الى جمهور الناخبين الأتراك مفادها أن انتخاب هذا الحزب الأردوغانى الذى يعادى الصحافة الحرة هو سبيلكم الى الاستقرار والرفاه والأمل فى الالتحاق بركب التقدم الأوروبى مستقبلا . وعرض «كوكسال» صورة لاردوغان وميركل بالقصر الرئاسى بأنقرة معلقا : هنا يبدو الرئيس التركى سلطانا عثمانيا أكثر من أى شيء آخر .

ويشير ممثل الاتحاد الأوروبى للصحفيين الى أن الرسائل الخاطئة التى يبعث بها قادة الاتحاد الأوروبى الى تركيا تشجيعا لها على الاستمرار فى نهجها المعادى للحريات لم تقتصر على الزعيمة الألمانية ، وإنما امتدت الى السيد دونالد دسك رئيس المجلس الأوروبى - الذراع المختصة برسم سياسات الاتحاد الأوروبى - حيث أعلن عن دعم الاتحاد اللامحدود لرئيس الوزراء التركى أحمد داوود أغلو فى اللقاء الذى جمع بينهما مؤخرا ببروكسل . وعرض «كوكسال» صورة لعناق حار بين أوغلو و دسك .

و أوضح يوهان بهر ممثل «صحفيون بلا حدود» فى بروكسل : أنه تم اغلاق أكثر من ستين موقع صحفى الكترونى بزعم دعمها للمتمردين الأكراد منذ اندلاع المواجهات مؤخرا بين حزب العمال الكردستانى و الجيش التركى ، كما تم خلال خلال شهر واحد فقط اقتحام ثلاث و عشرين مقرا لمجموعة «ايبيك» الإعلامية بزعم «مكافحة الارهاب» و اعتقال اثنين و ثلاثين من موظفيها ، مشيرا الى أنه يتعين على الاتحاد الأوروبى فعل شيء ما حيال ذلك الاعراب عن القلق . و أكد «بهر» أن انتهاكات حرية الصحافة بتركيا باتت نشاطا روتينيا يوميا من الصعب حصره أو ملاحقته بدقة من فرط توسعه و انتشاره . وأضاف : من الواضح أن السلطات التركية مصابة بعقدة الاضطهاد و أى نقد يوجه اليها تعتبره دعما للمتمردين الأكراد الذين تصنفهم ارهابيين .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق