أهداف انجزت، وأخرى فى حاجة لاستكمالها. هذه هى السمة السائدة لأحوال الملف الصحى لعام 2015، والذى يتواكب مع إعلان ما أحرزته مصر ضمن 189 دولة نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية من خلال تحديد 8 أهداف تتعلق بالصحة والعدالة الاجتماعية حيث حققت مصر نجاحا تجاوز الحد المأمول عالميا فى علاج وشفاء مرضى السل بينما لم يحقق الإنجاز المأمول فى خفض وفيات الأطفال الأقل من 5 سنوات. وهو ما يعكس ضرورة وجود رؤية تتسم بالسرعة والاستمرارية للحفاظ على المكاسب الإنمائية وتعزيزها من جهة،
واستخلاص الدروس المستفادة التى حالت دون تحقيق باقى الأهداف خاصة بعد الإعلان عن وصول عدد السكان 90 مليون نسمة. وكما يرى المتخصصين أن هذه الزيادة لم تكن بالمفاجأة بل هى متوقعة قياسا لمعدل النمو السنوي.
وهو ما يتطلب العمل على سد الثغرات واستيعاب الزيادة السكانية وإعطاء أهمية لقطاع الرعاية الصحية الأساسية بوصفه محورا للتنمية وجنى ثمار إصلاح الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين. التقدم الذى أحرزته مصر نحو تحقيق أهداف الإنمائية للألفية رصدته دراسة مشتركة بالتعاون بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائى و وزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإدارى. والتى أشارت للتقدم الهائل فى تحقيق عدد من الأهداف مقابل أهداف اخرى تلزم المزيد من الجهود. ومنها خفض وفيات الأطفال أقل من خمس سنوات والذى سجل نتائج إيجابية بمقدار 66٪ بحلول 2015. ورغما عن هذا التناقص إلا أنه وفقاً لنتائج المسوح الصحية فمازلت توجد فروق كبيرة فيما بين الوجه البحرى والقبلى الذى يسجل أعلى معدل للوفيات. وبالانتقال لهدف تحسين الصحة الإنجابية، فكما توضح المؤشرات لم تنجح مصر فى تحقيق النسبة المأمولة فى خفض وفيات الأمهات ومن أهم الملاحظات التفاوت الواضح فى وفيات الأمهات وفقاً لمكان الإقامة. والتى ترتفع فى محافظات الغربية وبنى سويف وقنا وأسيوط وسوهاج. بينما تصل لأدناها فى الوادى الجديد وجنوب سيناء والبحر الأحمر.
على الجانب الأخر شهدت نسبة الولادات التى تتم تحت إشراف أخصائيين صحيين تطوراً ملحوظاً بارتفاع نحو 92 ٪ . بينما سجل معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة نحو 59 ٪ فقط ويعنى ذلك أنه من بين كل عشر سيدات متزوجات تتراوح أعمارهن بين 15-49 سنة مازال 4 منهن لم يستخدمن أى شكل من وسائل تنظيم الأسرة. وتظهر بيانات التقرير تفاوتا جغرافيا فى معدل استخدام وسائل تنظيم الأسرة، حيث يحقق إقليم الوجه القبلى أدنى مستوى مقارنة بالوجه البحري.
وقد امتدت النتائج الإيجابية إلى مكافحة الإيدز والملاريا نظرا لكون حالات الإصابة بهما لاتمثل خطراً صحياً فى مصر. وتقول د. مها الرباط أستاذ الصحة العامة بطب قصر العينى ووزير الصحة الأسبق، إننا لا يمكننا أن نفسر النتائج المحرزة فى قطاع الصحة بمنأى عن حجم التحديات الإقتصادية والإجتماعية الحالية والمستقبلية التى يمكن أن تواجهها مصر. وترى أن جهود تحسين الصحة الإنجابية تواجه عدة تحديات عدة ممثلة فى الموروثات الثقافية والمجتمعية التى تشجّع على زيادة عدد الأطفال والزواج المبكّر، وانخفاض نسبة الإلمام بالقراءة والكتابة لدى النساء، ارتفاع نسبة الفقر وما يترتبه عليه من سوء التغذية للأم والطفل خاصة فى المناطق الريفية والصعيد. مشيرة إلى أن تقوية هذه خدمات قطاع الرعاية الأساسية يضمن تحقيق نتائج صحية مملوسة ومؤكدة.
رابط دائم: