تولد الصحف من رحم الواقع ومن سياق حياة سياسية واقتصادية وإجتماعية وتنمو وتكبر ويشتد عودها بقدر حرصها علي القراءة الأمينة والنزيهة لهذا الواقع.. حال' اهرامنا' في مائة وأربعين عاما أنه كان المرآة التي عكست ملامح المجتمع المصري ونقل نبضه بمداد حبر وعلي صفحاته عرف المصريون معني الصحافة الحديثة بعد قرابة قرنين من ظهور المطبعة والصحف في المجتمعات الغربية.
ومن اللحظة الأولي لميلادها, كتبت' الأهرام' علي يد المؤسسين سليم وبشارة تقلا فصلا مختلفا في علاقة الصحافة العربية بالسلطة وبذل صاحباها جهدا وفيرا لإستمرارها في خضم أهوال السياسة وصراعات القصور والفورات الشعبية المتلاحقة ضد الحكام والمستعمر ثم جاء جيل آخر حافظ علي الصحيفة والمكانة وارتقي بها درجات ثم جاءت الحقبة الرائعة علي يد الأستاذ محمد حسنين هيكل الذي دشن صرحا مؤسسيا عملاقا بكل المقاييس الدولية وعبر بالأهرام من مرحلة الصراع من أجل البقاء إلي مرحلة المنافسة في قائمة كبريات الصحف العالمية وعلامة لا يصل إلي قامتها في المنطقة العربية والشرق الأوسط صحيفة أخري وتوالت نجاحات الصحيفة والمؤسسة واحتضنت رموز الثقافة والفكر ونمت أوراق أشجارها الوافرة لتطرح ثمارا متنوعة وتمنح كل قارئ ما يريده من فنون صحفية ومعارف. في مائة وأربعين عاما, ترجمت' الأهرام' الاسم إلي خلود يليق به مثلما هو حال أعظم بنيان معجز وراسخ في التاريخ المصري وربما كانت حصافة مؤسسي' الأهرام' في تخير الاسم برهانا واضحا علي نجاح مشروعهما من اللحظة الأولي لإرتباطه بقيمة شاهقة خالدة لا تموت..
في القرن التاسع عشر كان التأسيس وفي القرن العشرين بزغ نجم الصحيفة العربية الأولي وفي القرن الواحد والعشرين تتطلع أبصارنا إلي نهضة كبري تقود من خلالها' الأهرام' ريادة التحديث في الصحافة العربية مثلما كانت علي مدي تاريخها..
رابط دائم: