وسط تصفيق حار، صوت البرلمان اليونانى أمس بالإجماع على الاعتراف بدولة فلسطين، والذى يدعو الحكومة اليونانية إلى "اتخاذ الإجراءات المناسبة للاعتراف بدولة فلسطين وتشجيع الجهود الدبلوماسية لاستئناف مباحثات السلام" فى المنطقة، وذلك خلال الجلسة الاستثنائية التى عقدت لجميع أعضاء البرلمان من الأحزاب المختلفة برئاسة نيكولاس فوتسيس رئيس البرلمان ،و بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبومازن ورئيس الوزراء اليونانى الكسيس تسيبراس.
وقبيل التصويت ،شرح رئيس البرلمان لأبو مازن ،أنه فى هذا الاجتماع الخاص لجميع هيئة البرلمان يتم اتخاذ القرار بالتصويت بناء على عدة بنود دستورية ويتم طلب الاعتراف بدولة فلسطين من الحكومة اليونانية ،وخلال الجلسة طلب من النواب الذين يوافقون على الاعتراف بدولة فلسطين الوقوف، حيث وقف جميع أعضاء البرلمان بكامل هيئته وسط تصفيق حار ووقف الرئيس الفلسطينى مصفقا معهم ومقدما لهم الشكر.
وافتتح الجلسة رئيس البرلمان الذى أوضح أن الاعتراف بدولة فلسطين يساهم فى دعم الاستقرار والسلام فى الشرق الأوسط ويؤكد أن يعيش شعبا فلسطين وإسرائيل فى أمن وسلام وبدء مباحثات بناءة للتوصل إلى حل للقضية الفلسطينية مشيدا بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة ٦٧١٩ بمنح فلسطين صفة دولة مراقب فى الأمم المتحدة.
وعقب التصويت على الاعتراف بدولة فلسطين، بدأت مراسم احتفالية فى قاعة البرلمان وتحدث فيها الرئيس الفلسطينى مستعرضا التطورات الأخيرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية وضرورة تطبيق القانون الدولى على ما يحدث فى الأراضى المحتلة، وتحدث باستفاضة عن معاناة الشعب الفلسطينى من جراء الاحتلال الإسرائيلى وممارساته القمعية، وتمسك الشعب الفلسطينى بخيار السلام العادل على أساس قرارات الشرعية الدولية الذى يؤدى إلى رفع الظلم التاريخى عن الشعب الفلسطينى وإنهاء الاحتلال و زوال الاستيطان و تفكيك جدار العزل العنصرى وتحرير الأسرى الفلسطينيين من سجون الاحتلال، وحل مشكلة اللاجئين وفق قرار ١٩٤و مبادرة السلام العربية.
ومن جانبه ،أشاد رئيس الوزراء اليونانى ألكسيس تسيبراس بتصويت البرلمان اليونانى على الاعتراف بفلسطين ورأى أنه ينطوى على أهمية خاصة لأنه تم تبنيه بإجماع، سواء فى اللجنة النيابية المعنية أو كامل هيئة البرلمان، موضحا أن نادرا ما يكون هناك إجماع فى البرلمان اليونانى تجاه شيء معين.
وأعلن عن استخدام اسم فلسطين رسميا فى الوثائق اليونانية،وقال تسيبراس -عقب محادثات مع عباس: نحن مسرورون بأن تتزامن أول زيارة رسمية للرئيس محمود عباس مع تصويت البرلمان على قرار الاعتراف بدولة فلسطين"
و أكد رئيس الوزراء اليونانى أن "أثينا ملتزمة بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة ومستقلة وذات سيادة على أساس حدود ١٩٦٧ عاصمتها القدس الشرقية"، بحيث تكون "بلدا يتعايش بسلام وأمن بجانب إسرائيل".
وحول تأخر اعتراف اليونان بدولة فلسطين، ذكر تسيبراس أن اليونان لها الحق فى اتخاذ القرار فى "الوقت الملائم" على أن تأخذ فى الاعتبار "العلاقات الأخوية مع الشعب العربى وعلاقات التعاون مع إسرائيل" فى الوقت نفسه.
وكان عباس قد التقى مساء أمس الأول، السفراء العرب المعتمدين لدى اليونان فى مقر إقامة سفير فلسطين مروان الطوباسى.حيث أطلعهم على تطورات القضية الفلسطينية، والأوضاع فى الأرض الفلسطينية والقدس بشكل خاص، والاعتداءات المتواصلة التى ينفذها الاحتلال الإسرائيلى بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وميدانيا ،واصل مستوطنون يهود اقتحامهم أمس للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة تحت حماية وحراسة من عناصر الوحدات الخاصة والتدخل السريع بشرطة الاحتلال.وقالت عضو هيئة المرابطين بالأقصى - فى تصريحات برام الله - إن المصلين والمرابطين تصدوا للمقتحمين بالتكبير والتهليل، موضحة أن حالة من الهدوء تسود الآن عقب حالة من التوتر بسبب أداء مستوطنين طقوسا وشعائر يهودية وقامت شرطة الاحتلال بإخراجهم من باحات المسجد.
من جهة أخرى ،اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلى أمس ١٠ صيادين فلسطينيين قبالة شواطئ قطاع غزة.
رابط دائم: