هنأ الامام الاكبر الدكتور احمد الطيب شيخ الازهر الرئيس السيسى و شعبِ مصرَ، والأُمَّتينِ: العربيَّةِ والإسلاميَّةِ: شُعوبًا وحُكَّامًا، بأَطيبِ التَّهانى بحُلولِ ذِكرَى مَولِدِ خَيرِ النَّاسِ وأَعظَمِهم، كما َتقدَّمَ لإخوتِنا المسيحيِّينَ فى مصرَ والعالَمِ كُلِّهِ: شَرقِهِ وغَربِهِ، بِأطيَبِ التَّهَانِى بذِكرى ميلادِ نَبيِّ المحبَّةِ والمودَّةِ والسَّلامِ، سـيِّدِنا عيسى بنِ مَريمَ.
وقال الامام الاكبر اننا نُؤمنُ بضَرُورةِ التَّصَدِّى العَسكَريِّ والأمنى لمحاربة الارهاب وجماعات العدوان المسلح، هذا البلاء الَّذى ابتُلِيَت بِهِ الأُمَّةُ، ونُرَحِّبُ أَوْسَعَ التَّرْحِيبِ بِهذا التَّحَالُفِ الَّذِى نَسْألُ اللهَ تَعَالى أَنْ يَجْعَلَ عَلَى يَدَيْهِ نِهَايَةَ هَذا الْكَابوسِ الجَاثِمِ عَلَى صُدُورِ النَّاسِ فِى الشَّرْقِ والْغَرْبِ .
واضاف ان الأَزْهَرَ ـ إلى جانبِ ما بَذَلَه ويبذُلُه مِن جُهودٍ فى هذا المجالِ ـ لا يمَلُّ مِن تَكرارِ نِدَائِه وَدَعْوَتِه لِتَحَالُفٍ عَرَبيٍّ إِسْلاميٍّ مِن أحرارِ العلماء والصادِقينَ مِن رِجالِ الفِكرِ، لـِمُوَاجَهَةِ الإرهاب بنقض أفكاره، وتفكيك مقولاته فِى أَذْهَانِ ضَحَايَاهُ؛ لِإِيمَانِنَا بِأَنَّ العُدْوَانَ إِذا كَانَ يُواجَهُ بِالسِّلاحِ، فَإِنَّ الْفِكْرَ إِنَّما يُواجَهُ بِالحِوَارِ وَالحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ
واوضح الامام الاكبر خلال كلمته امس إنَّ الأزهر فى دعوته لوحدة الأُمَّة واتِّحادها يعى جيدًا خصوصيات الأقطار العربية والإسلامية، وإنَّما يدعو إلى وحدة الأهداف العليا والمصالح المشتركة المبنية على التكامل والتشاور وتوحيد الجهود.
واضاف: لَيسَ أمَامَنَا الآنَ إلَّا أَنْ نَقِفَ إلى جِوارِ دَعَواتِ الوَحْدَةِ والاتحادِ والتَّحالُفِ، وإلا أَنْ نَدعَمَها ونُؤازِرَها، فَهِيَ وَحْدَها -بعدَ اللهِ تَعَالي- الكَفِيلَةُ بإنقَاذِ أُمَّتِنا مِنْ أَزَمَاتِها الخانِقَةِ، هذهِ الأُمَّةُ التى يتوفَّرُ لهَا مِنْ مُقَوِّمَاتِ التَّحَالُفِ والاتحادِ ومصادرِ القوَّةِ ما لَمْ يتوفَّرْ لغيرها مِنْ دُوَلٍ اتَّحدتْ رَغْمَ تبايناتِ اللُّغَةِ والعِرقِ والمذهَبِ والطَّائفةِ، ولعلَّ مِنْ نَفَحاتِ صاحِبِ هذهِ الذِّكرى مَا أَلهمَ اللهُ بِهِ قَادَةَ العَرَبِ والمسلمينَ، وجمَعَ عَلَيهِ قُلُوبَهـم مِنْ إعـلانِ التَّحالُفِ الإسلاميِّ العَسكريِّ .
واكد شيخ الازهر انه لا يَصلُحُ آخِرُ هذه الأمَّةِ إلا بما صَلَحَ به أولُها، وأولُ ما صَلَحَ به أمرُ الأمَّةِ هو تأسيسُ وَحدتِها على أساسٍ مِن الأُخوَّةِ الدينيةِ والوطنيةِ، كما هو مَسطورٌ فى وثيقةِ المدينةِ المنوَّرةِ ودُستورِها ،ونحنُ نَعلَمُ أنَّ صاحِبَ هذه الذِّكرَى قد بُعِثَ فى أمَّةٍ وثنيةٍ ممزقة ومُتفرِّقةٍ؛ أمةٌ مُمزقة فى عقائدها، حيث اتخذَتْ كلُّ قبيلةٍ منها وَثَنًا خاصًّا تعبُدُه وتتميَّزُ به عن القبائلِ الأخري، وأمةٌ مُتفرِّقةٌ فى نِظامِها الاجتماعيِّ إلى طبقاتٍ تنظُرُ كلٌّ منها إلى الأخرى نظرةَ استعلاءٍ ممزوجٍ بالعَداءِ، وكذلك كانت مُتفرِّقةً فى أمرِ حكمها ونظامِها، حيثُ لا حُكومةَ ولا قانونَ، بل عَصَبيَّةٌ قَبَليَّــــةٌ لا مَكانَ فيها لأُخُـــوَّةٍ فى وطنٍ أو عَقيدةٍ أو عَيْشٍ مُشترَكٍ، اللهُمَّ إلا أُخوَّةَ القبيلةِ، وعقيدةَ الدَّمِ، ومَنطِقَ السَّطْوِ والغَلَبةِ.هذه الأمَّةُ التائهةُ تحوَّلَتْ على يدِ رسولِ اللهِ وأصحابِه بعدَ هِجرتِه للمدينةِ إلى مجتمعٍ مثاليٍّ يقتربُ مِن الجمهورياتِ المثاليَّةِ ، ومِن العجيبِ أن يَتِمَّ هذا التحوُّلُ مِنَ النَّقيضِ إلى النَّقيضِ فى فترةٍ زمنيَّةٍ لم تَزِدْ على عَشْرِ سنينَ! ولم يمرَّ على هذه الأمَّةِ الوليدةِ تسعون عامًا حتى رفرفَتْ أعلامُها بالعدلِ والخيرِ والسلامِ على أقطارِ العالَمِ آنذاكَ مِن الأندلس غربًا إلى الصين شرقًا.
رابط دائم: