بدأت بريطانيا تحقيقات ضد ثلاث من الجمعيات الإسلامية البريطانية النافذة، التى أشار تقرير السير جون جنكيز حول أنشطة الإخوان فى بريطانيا إلى أن لها علاقات ممتدة وغامضة مع التنظيم الإرهابي.
وقال مسئول بريطاني، مطلع على التحقيقات حول أنشطة الإخوان لـ”الأهرام”، إن هناك إجراءات سيتم اتخاذها حول أنشطة أذرع الإخوان الإعلامية والبحثية فى بريطانيا التى تبرر أو تحرض على العنف. ووفقا لمصادر بريطانية متطابقة، فإن هذه المنظمات تستغل وضعها كجمعيات خيرية وتجمع تبرعات يذهب جزء منها لتمويل أنشطة سياسية بعضها يخدم أنشطة الإخوان فى بريطانيا.
وأكدت الهيئة البريطانية للجمعيات الخيرية، وهى الهيئة المشرفة على تنظيم عمل المؤسسات الخيرية فى بريطانيا، أنها اطلعت على تقرير جنكيز وبدأت تحقيقات متعلقة بالشكوك حول ممارسات عدد من الجمعيات الإسلامية الخيرية، لكن المتحدث باسم الهيئة رفض مناقشة الاتهامات الموجهة للجمعيات الخيرية التى تخضع للتحقيق حاليا.
وكان تقرير جنكيز قد أشار إلى علاقات وثيقة غير مفهومة بين “المجلس الإسلامى البريطاني”، وهو مظلة تضم نحو ٥٠٠ منظمة إسلامية فى بريطانيا، وبين تنظيم الإخوان. وتتحدث نتائج التقرير عن اختراق تدريجى وممنهج قام به أعضاء فى تنظيم الإخوان لـ "المجلس الإسلامى البريطاني"، بحيث باتوا اليوم لهم الكلمة الأولى فى عدد من القضايا على رأسها القضايا العربية.
ويشير التقرير إلى خطورة النفوذ القوى للإخوان، وهو تنظيم أجنبي، على "المجلس الإسلامى البريطاني" وهو منظمة بريطانية تخضع للقانون البريطاني، لا تدفع ضرائب وتجمع تبرعات وفقا للقانون البريطانى بوصفها جمعية خيرية. وفى غضون ذلك، نفى المجلس الإسلامى البريطاني، فى بيان على موقعه الإلكتروني، أن يكون له علاقة مع تنظيم الإخوان، لكن إذا أكدت التحقيقات البريطانية أن له علاقات وثيقة سرية، فإنه سيتعرض لملاحقة قانونية ومطالبات بالإغلاق. ويسعى المجلس منذ سنوات لإقامة اتصالات مع الحكومة البريطانية بوصفه "ممثل" المسلمين فى بريطانيا، لكن هذه المساعى باءت بالفشل لأسباب عدة من بينها تباين وجهات النظر بينه وبين الحكومة البريطانية فى العديد من قضايا الشرق الأوسط والتصدى للإرهاب، وتحفظات الكثير من مسلمى بريطانيا على مواقفه. كما ستركز السلطات البريطانية فى تحقيقاتها على منظمات إسلامية أخرى يعتقد التقرير أن لها علاقات قوية مع الإخوان وذلك لتكوين صورة أفضل حول طبيعة وهدف هذه العلاقات.
ومن بين هذه المنظمات "الجمعية الإسلامية البريطانية" و"الرابطة الإسلامية فى بريطانيا". ورفضت هاتان المنظمتان الكثير من الإجراءات التى اتخذتها السلطات البريطانية فى السابق فيما يتعلق بالتصدى للإرهاب والتطرف ومن بينها مراقبة مساجد حولها شكوك فى أنها تنشر خطابا دينيا متشددا يحض على التطرف واستخدام العنف. وإذا كانت بريطانيا قد بدأت تنفيذ عدد من توصيات تقرير جنكيز على المستوى الداخلي، فإنها على المستوى الأوروبى تتعاون مع السلطات الألمانية والنمساوية والفرنسية لتكوين صورة أفضل حول أنشطة الإخوان فى أوروبا عموما، ومصادر تمويلهم خصوصا. وقال مصدر بريطانى مطلع لـ"الأهرام" إن تنظيم الإخوان ينشط فى أوروبا كلها وأن الصعوبة فى ملاحقته تكمن فى أنه يتحرك كأفراد أكثر من تنظيم مركزى يمكن الإمساك به، مشيرا إلى أن مصادر تمويله تمر عبر عدة عواصم ومدن أوروبية مترابطة، وأن التنسيق مع عواصم أوروبية أخرى يتمحور حول طرق تمويل هذه الأنشطة وما إذا كانت منظمات إسلامية أوروبية تلعب دورا فى هذا. وعلى الرغم من أن تقرير جنكيز لم ينشر بالكامل بسبب وجود أجزاء اعتبرتها الحكومة البريطانية "حساسة" لأنها متعلقة بأنشطة الإخوان فى دول أخري، قال المصدر البريطانى إن السلطات البريطانية تنسق بشكل وثيق مع السلطات الألمانية والنمساوية بعدما كشف تقرير جنكيز أن تنظيم الإخوان يتحرك خصوصا فى ثلاث دول أوروبية هى بريطانيا وألمانيا والنمسا. ومع أن ألمانيا وبريطانيا كانتا تقليديا الملجأ الأوروبى للإخوان، باتت النمسا مؤخرا محطة مهمة بسبب الضغط المتزايد على الإخوان فى ألمانيا وبريطانيا.
رابط دائم: