خبر مقتضب فى إحدى القنوات اللبنانية وقامت الدنيا ولم تقعد فى لبنان،والخبر يقول خطفت مجموعة مسلحة هنيبعل القذافى واحتجزته فى البقاع اللبنانى ثم سلمته بدورها للأمن اللبنانى ،وهنيبعل هو أحد أبناء القذافى ومتزوج من عارضة أزياء لبنانية تدعى إلين سكاف
وهرب من ليبيا بعد الثورة ضد القذافى فى 2011،ولجأ إلى سلطنة عمان ثم ذهب إلى اللاذقية بسوريا نظرا لعلاقاته الطيبة مع الأسد،وقد خطفته مجموعة مسلحة لم تعلن عن نفسها وإن كانت الاتهامات تشير إلى علاقتها بملف اختفاء الإمام موسى الصدر ومرافقيه الشيخ محمد يعقوب والصحفى عباس بدر الدين فى ليبيا خلال زيارة رسمية دعاه إليها القذافى الأب عام 1979،فكيف وقع الصيد الثمين فى قبضة الأمن اللبنانى الذى يحقق معه على مدار الساعة؟ بعد وصوله لسوريا عاش هنيبعل فى ضيافة الرئيس السورى بشار الأسد، حتى تم استدراجه إلى لبنان يوم الأحد فى 6 ديسمبر الحالى عبر سيدة بحجة ترتيب لقاء له مع قادة مقاومين فى لبنان، هو طلب عقده من أجل خلق أرضية تنسيقية لإيصال السلاح والخبرات اللازمة إلى مقاتلين ليبيين تابعين له فى مدينة زليتن الليبية. وبمجرد وصوله إلى الأراضى اللبنانية أطبقت عليه مجموعة مسلحة كان ينتظر كبارها هذه اللحظة منذ 38 عاما ،وأودعه المسلحون مكانا يتبعهم فى بعلبك،وذلك على خلفية تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه وعدم التوصل لأية نتيجة تدل على حياتهم أو قتلهم أو مكان وجودهم،وذلك بعد محاولات عديدة لم يكتب لها النجاح. وخلال مدة احتجازه التى لم يعلن عنها الخاطفون ،أخضعوه لتحقيقات طويلة وحصلوا على مابحوزته من معلومات حول القضية ،سلموها فيما بعد للقضاء اللبنانى ،ولكن لدى الخاطفين كما أعلنوا شريطا مسجلا لم يعرض بعد، يتحدث فيه هنيبعل عن مسئولية وزير الخارجية الليبى الأسبق عبد السلام جلود المباشرة عن خطف الصدر ومرافقيه، والإدعاء بسفرهم إلى إيطاليا. وبعد أن حصل الخاطفون على مبتغاهم من المعلومات وبعد معرفة خبر خطف هنيبعل،وكشف الغطاء عنهم وإعلان المعنيين بقضية الصدر عدم معرفتهم أو علاقتهم بعملية الخطف ،قاموا بتسليمه إلى الأجهزة الأمنية اللبنانية لإعطاء القضية بُعداً رسمياً، فتم تسليم هنيبعل للأمن يوم 11ديسمبر الحالي. وبعد التحقيق المبدئى معه ،أصدر المحقق العدلى القاضى زاهر حمادة مذكرة توقيف وجاهية فى حق هنيبعل القذافى فى جرم إخفاء معلومات فى هذه القضية. صوفى التحقيقات أقرّ القذافى بمسئولية نظام والده عن الجريمة، مؤكدا أن الإمام الصدر لم يغادر ليبيا أصلاً، وكشف أيضاً هوية الشخص الذى سافر إلى إيطاليا منتحلاً صفة الصدر، وسمّى بلدا عربيا يقيم فيه منتحل الصفة حالياً، وأوضح أن والده كلّف شقيقه سيف الإسلام إنهاء الملف الذى كان فى عهدة شقيقه الآخر، المعتصم بالله،حيث كان الأخير رئيساً لجهاز الأمن الوطنى الليبي، وقُتل أثناء المواجهات فى ليبيا،وحمّل القذّافى مسئولية خطف الصدر لنائب والده عبد السلام جلّود، لافتاً إلى أنّ الإمام، بعد توقيفه، نُقل إلى سجن خاص فى طرابلس الغرب مؤكدا أنه ــ الصدر ــ ربّما تمت تصفيته وربّما لا يزال حيّاً، وعرض هنيبعل خدماته على الدولة اللبنانية، مدّعياً أنّ فى إمكانه الاتصال بشخصيات ليبية فى عدد من الدول العربية للحصول على معلومات بشأن مصير الصدر،وناشد المحقق عدم تسليمه للسلطات الليبية الحالية، قائلاً إنّ شقيقه الساعدى الذى سلّمته النيجر لسلطات بلاده يتعرّض للتعذيب والاغتصاب فى السجون الليبية. محامية هنيبعل بشرى الخليل قدمت كتاباً موجهاً من وزير العدل الليبى فى مارس الماضى إلى الإنتربول الدولى يطلب تجميد المذكرات الصادرة عن الوزارة فى وقت سابق، ومنها المذكرة التى تقضى بتوقيف هنيبعل، وبالتالى لا يتوقع أن يطالب الإنتربول بتوقيفه. أما وكيلا الدفاع عن عائلة الصدر المحاميان شادى حسين وخالد الخير فقد تقدما بشكوى اتخذت فيها العائلة صفة الإدعاء الشخصى بحق هنيبعل يجرم التدخل اللاحق بالخطف وكتمان معلومات جنائية وتضليل العدالة،وكانت الشكوى مرفقة بمستندات وقرائن تشير إلى تورط هنيبعل بالجرم، إلا أن المدعى العام التمييزى القاضى سمير حمود رفض تسجيل الشكوى ، ورُجّح أن يكون سبب ذلك اعتباره أن ليست لهنيبعل علاقة بجريمة إخفاء الصدر. وقد بادرت سوريا بالاتصال مباشرة بلبنان تطالبها بالإفراج عن هنيبعل معمر القذافى الذى يقيم فى سوريا بصفة رسمية وحاصل على حق اللجوء السياسى، ورد وزير العدل اللبنانى أشرف ريفى على الطلب السورى بالرفض حتى تأخذ التحقيقات مجراها ،ويقرر القضاء إدانته أو الإفراج عنه. وعلى خلفية خطف القذافى من دمشق التى يعيش فيها لاجئا سياسيا مقربا من الأسد ،اعتقل الأمن اللبنانى النائب السابق حسن يعقوب ، نجل الشيخ محمد يعقوب أحد رفيقى السيد موسى الصدر الذين لم يعرف مصيرهم جميعاً منذ اختفائهم فى ليبيا ، حيث تحوم الشبهات حوله فى عملية الخطف. المحامية بشرى الخليل وكيلة الدفاع عن هنيبعل القذافى قالت أنه لا توجد معلومات نهائية حول دور يعقوب فى عملية خطف هنيبعل القذافي. ووصفت المحامية تعملية الاختطاف قائلة : تم وضع القذافى فى صندوق إحدى السيارات الصغيرة لساعات طويلة لتهريبه عبر أحد المعابر غير الشرعية ما خلّف لديه إصابة فى رجليه كونه طويل القامة،ولذلك تم إخضاعه لفحص طبى من قبل شعبة المعلومات اللبنانية أظهر أن إحدى يديه تحتاج للمراقبة نتيجة تعرضه للضرب،مؤكدة أن الاختطاف هو عمل فردى بحت لا علاقة لأى تنظيم به بتاتا مشددة على أنه لا علم لرئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حركة أمل التى أسسها الصدر، بهذه القضية، وهو ما أبلغته الخليل لموكلها. وبالرغم من أن التحقيقات لاتزال سارية بحق هنيبعل القذافى ،فإن الشكوك تحيط بمسئوليته عن قضية خطف وتغييب الإمام موسى الصدر حيث إن عمره كان ثلاث سنوات فقط عندما خطف الإمام فى ليبيا عام 1979،فهل يدفع الإبن ثمن جريمة الأب ومعاونيه الذين أجهزت عليهم الأحداث الدامية فى ليبيا ،وهل يشفع له زواجه من لبنانية وعلاقته الوطيدة مع بشار الأسد ،ولاسيما أن حلفاء الأسد فى لبنان هم المعنيون بقضية خطف وتغييب الإمام ورفيقيه فى ليبيا،فهل يستجيب لبنان لطلب سوريا بإطلاق سراح هنيبعل أم ان التحقيقات معه ستأخذ من عمره سنوات تعادل المدة التى اختفى فيها الإمام الغائب؟
رابط دائم: