يقودنا ذلك الى استجلاء مفاهيم لها مضامين تمثل كنوزا حضارية بالغة الأهمية، منها على سبيل الإبانة «مفهوم التربية» الذى يشمل تنمية العقل والجسد والوجدان «الضمير» والأخلاق، ومع أن مصطلح التعليم ينطوى على هذه الأبعاد إلا أنه قد يقصد به «قصر التوجيه على ناحية خاصة من النواحى المذكورة دون غيرها»، نحن إذن نتطلع الى أن نحوز استراتيجية التعليم رؤى ومقاصد وسياسات أشمل وأعمق مما هى عليه الآن ويكفى أن تعرف أن العلم بلفظه ومشتقاته ورد ذكره فى سور القرآن (855) مرة، الى جانب ذلك فإن علم لفظة تتكون من نفس حروف كلمة عمل، وعلى سبيل التذكر الايضاحى فإن دول جنوب شرق آسيا حينما أرادت شق طريقها الى التقدم كان سؤالها الذى حاز على جل اهتمامها هو «من أين نبدأ؟» وكانت الاجابة هى «من الانسان» لأن أهم رساميل نخبة الدول التى تقدمت هى الانسان فى المحل الأول، وحينما طرحوا على أنفسهم سؤالا آخر هو متى يبدأ المستقبل؟ كانت الاجابة الحاسمة هى أن المستقبل يبدأ الآن.
مستقبلنا هذا هو بناء يتقاسم تشييده الشيوخ الحكماء والكهول الأذكياء والشباب الأقوياء الأوفياء، فمصر على خريطة الحضارة منارة، وعلينا أن نقتدى ونهتدى بحكم الرسل الكرام التى رسخوا فيها قواعد قيمة مصر ومنها «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين» وكذلك «إهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم» وقول المسيح عيسى ابن مريم «مبارك شعبى مصر» وقول النبى محمد صلى الله عليه وسلم «فإن جندها خير أجناد الأرض وأنهم فى رباط الى يوم القيامة» فمصر هى منارة الحضارة وهى محط الاستنارة وعلينا من خلال التعليم والاعلام أن نرتقى بها الى ما تستحقه من جدارة من خلال قلوب وعقول خير أجناد الأرض.
سمير معوض
نائب رئيس المجلس الأعلى للثقافة ــ بورسعيد