وعندما ذهبنا الى الصيدلية كان الرجل فى اجازة فاتصلنا به على المحمول . قال أن محمد البوعزيزى كان يعمل معه فى فلاحة قطعة أرض بمنطقة الرقاب فى نطاق ولاية سيدى بوزيد بين عامى 2003 و 2007 وقبل ان يجرى انتزاع الارض تحت وطأة الديون .لكن الخال قام لاحقا بالاعتصام فى السفارة التونسية بليبيا كى يتمكن من استعادة الأرض .وأكد ان محمد لم يكمل تعليمه بعد الصف الثانى فى المرحلة الثانوية . وبدا صالح البوعزيزى، خال مفجر الثورة التونسية، ناقما على الإعلام مشيرا الى انه شن حملة تشويه ظالمة ضد الأسرة علما بان أم محمد البوعزيزى هاجرت الى كندا كى تلتحق بابنتها التى اصبحت تدرس هناك .
وانتقل "الأهرام" الى حى النور الغربى بضواحى مدينة سيدى بوزيد حيث كان محمد البوعزيزى يسكن مع زوج أمه ( هو شقيق الوالد المتوفى ) و6 اشقاء فى منزل متواضع من غرفتين وطابق واحد واجهته لا تتجاوز المترين. والشارع الذى يقع فيه المنزل ضيق و كمعظم شوارع الحى لايحمل اى تسمية أو رقم. وكذا لا رقم للمنزل أيضا . تتوافر به كهرباء ومياه لكن بلا أعمدة انارة أو أسفلت. و يقول صديقه وأبن عمه وجاره محمد الهادى (28 عاما فى نفس عمر البوعزيزي) إن محمد الذى تحول الى رمز للثورة التونسية اضطر للعمل كى يساعد فى نفقات اسرته . وبدأ كحمال فى سوق الجمعة بالمدينة ثم عاد بعد العمل فى الفلاحة مع خاله "صالح" ليبيع الخضراوات والفاكهة على عربة يد متنقلة كان يقف بها فى وسط المدينة . وينفى الهادى ان شخصية البوعزيزى كانت تنبئ عن نهاية حياته بالانتحار قائلا :" كان يحب الحياة .. صحيح لم نكن نعرف ان له قصة حب .. لكنه كان لا يتوانى عن الشجار دفاعا عن حقه فى السوق ". ويضيف :" صديقى وكان يبيت كثيرا فى دارنا .. وكم من مرة قال لى انه يحلم بشراء سيارة ينقل بها بضاعته ".
محمد الهادى قال ان شباب حى النور الغربى لم يتغير مصيرهم كثيرا بعد خمس سنوات من اندلاع الثورة فى سيدى بوزيد فالبطالة على ما هى عليه .كما أنه لاشىء جديدا طرأ على الحى .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلام صورة :
محمد الهادى امام منزل ابن عمه وصديقه محمد البوعزيزي