رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

روسيا تواجه الإرهاب إعلاميا وفكريا إنشاء منتدى للصحفيين المسلمين المناهضين للتطرف والإرهاب

موسكو :جميل عفيفى
فى الوقت الذى تدخل فيه روسيا حربا ضد تنظيم داعش الإرهابى والجماعات الأخرى فى سوريا، فانها تسعى الى خوض حرب فكرية واعلامية ضد الجماعات المتطرفة على مستوى العالم وفرض حصار فكرى عليها، مع توضيح المعانى الصحيحة للدين الاسلامى وعدم حضه على العنف والقتل ، وانه دين الرحمة والسماحة الحقيقية.

 وفى هذا الاطار نظمت الخارجية الروسية منتدى لصحفيى الدول الإسلامية المناهضين للجماعات المتطرفة، فى موسكو استمر يومين تم خلاله عرض الازمة الحقيقية التى تسببت فى ظهور الجماعات المتطرفة والإرهابية وكذا وسائل المقاومة فى وسائل الاعلام المختلفة لمواجهة هذا الفكر.

وقد جاءت فكرة وتنظيم هذا المنتدى -الذى شاركت فيه مؤسسة الأهرام- بعد تنامى ظاهرة الارهاب وإدراك ان دعم النزعة الراديكالية فى اوساط المسلمين هو فى المقام الاول حصيلة عوامل داخلية المنشأ، تتمثل فى التصورات المشوهة عن الاسلام والمبادئ المحورية، وتعود بالاساس الى الجهل بهذه المبادئ ويتفاقم الوضع من جراء التأثيرات الخارجية التى تمارسها قوى ذات مصلحة فى زعزعة استقرار العالم الاسلامى وتشويه صورته، وذلك عبر تدمير الهوية الروحية والثقافية للفرد المسلم، ويأتى ذلك فى الوقت الذى يستطيع فيه العالم الاسلامى، واستنادا الى قدراته الذاتية الداخلية، ايقاف هذه العملية الهدامة.

وتؤكد روسيا ان الاسلام ليس ديانة فحسب بل نمط حياة نابع منها، يهدف عبر افكاره المحورية الى تنسيق العلاقات داخل مثلث (الفرد- المجتمع- الدولة)، وينطلق فى ذلك من كون رفاهية الحياة الاسرية شرطا ضروريا لبلوغ التناسق المنشود، ولذا يعنى التشريع الاسلامى بتنظيم كيفية بناء الاسرة وترتيب العلاقات فى اطارها، ويولى عناية خاصة لرعاية الامومة والطفولة.

وتوضح روسيا انها دولة اجتماعية لا تتعارض منظومتها القيمية مع الاولويات الاجتماعية لدى المسلمين . ومن اهم المؤشرات على ذلك تأتى الخطة الحكومية الجديدة للتنشئة الاجتماعية فى اوساط المسلمين، والتى طرحها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بهدف الدفاع عن القيم الاسلامية الاصيلة فى مواجهة التأويلات الراديكالية لها،فالاسلام دين محورى فى الكيان الروسى حيث يعتنقه اكثر من 20 مليون روسي، وتمثل روسيا نموذجا باعتبارها دولة حضارة تتعايش فيها ولاكثر من الف سنة شعوب واديان وثقافات متعددة، وكان بوتين قد اكد ان الوحدة الروحية لشعوب روسيا قد تشكلت فى الكثير منها بفضل الحوار الوثيق بين مختلف الثقافات والمعتقدات، التى تقوم فى صلبها القيم الاخلاقية العامة .

ونظرا لان مسلمى روسيا جزء من الامة الاسلامية فان للمجتمع الروسى الحق فى اعتبار نفسه وثيق الصلة بمصائر هذه الامة، ومعنيا بازدهارها بعيدا عن التطرف والارهاب.

وفى هذا الاطار فان السياسة الروسية تؤكد ان التوجهات والقيم الاسلامية تدل جليا على ان الارهابيين المتسترين بالاسلام ليسوا مناضلين، يجاهدون من اجل تنقية الاسلام من الشوائب، بل هم قتلة النساء والاطفال ومجرمون وفسقة، ينالون من الاهداف المركزية للشريعة الاسلامية، وليسوا ثوارا ينتفضون ضد السلطات الظالمة ، بل هم بغاة مفسدون يزرعون بذور الفتنة والفوضى ويتحملون مسئولية هذه الآثام والجرائم ليس فقط وفق قوانين البلدان التى جنوا عليها أو وفقا للقوانين الدولية بل ووفقا للشريعة الاسلامية التى يتسترون بردائها.

وعلى صعيد العمل لاستئصال جذور الارهاب هناك اهمية بالغة للترجمة الدقيقة لمعانى القران الكريم والاحاديث الشريفة الى اللغات الاجنبية، فعليها يتوقف الفهم الصحيح لمبادئ الاسلام كدعوة للتسامح .

وقد اكد ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسى والمبعوث الرسمى للرئيس بوتين فى منطقة الشرق الاوسط، انه فى ظل موجات التطرف والارهاب اقترح الرئيس فلاديمير بوتين تكوين تحالف دولى لمواجهة الارهاب ومن ضمن هذا التحالف المنتدى الدولى الإعلامى للدول الاسلامية لمواجهة الفكر المتطرف، فروسيا مستعدة للتعاون فى اى مجال للمصلحة العامة، كما انها تعتبر ان وجود سياسات لمواجهة التطرف هدفا أساسيا فى عملها، مشيرا الى ان تجنيد الشباب فى خدمة التطرف يمثل ظاهرة خطيرة ويجب التصدى للفكر الارهابى عن طريق الاعلام الذى يمثل قوة حقيقية لمنع الشباب من الانضمام الى تلك الجماعات الارهابية تحت مسمى الجهاد او الدفاع عن الاسلام، وفى هذا الاطار يجب ايضا ان يدافع المسلمون عن هويتهم .

من جهته قال نائب رئيس جمهورية تترستان راءول احمدشيان إن تطورات الاوضاع فى الشرق الاوسط تضع على عاتقنا فضح تلك الجماعات الارهابية، من جميع الاتجاهات وخاصة فى مجال الاعلام لمواجهه كل سبل التطرف، فروسيا تسعى لمواجهة التطرف ومن المهم توحيد عمل جميع المسلمين فى جميع انحاء العالم للتشارك ووضع الحلول المثلى لمواجهة التطرف والارهاب. اما فينيامين بابادوف نائب وزير الخارجية الروسية السابق ومنسق عام المنتدى فيؤكد ان الاحداث الاخيرة فى فرنسا و طائرة الركاب الروسية وما يحدث فى سوريا والعراق جعل روسيا تقف مشهرة السلاح فى وجه الارهاب ايا كان ذلك السلاح العسكرى والفكرى والاعلامي، ولن تتوقف روسيا عن تلك الحرب باشكالها المختلفة حتى يتم القضاء على الارهاب فهى فى خندق واحد مع الدول التى تواجه تلك الاعمال .

واشار الى ان البعض يزعم ان ما يحدث الآن هى حرب عالمية جديدة وهو أمر غير حقيقى فنحن نواجه جماعات ارهابية مسلحة يقف خلفها اصحاب المصالح من بعض الدول التى ترغب فى تدمير المنطقة. ويجب على وسائل الاعلام المختلفة ان تبث المعلومات الصحيحة وتربية روح المحبة والسلام ، مؤكدا ان ظاهرة الارهاب اكتسبت الطابع الدولى فالارهاب ليس مرتبطا بدولة او بدين، والمنظمات الارهابية هدفها السلطة والمتطرفون يتخذون الدين وسيلة، ويجب ان نعترف بأن نشاط الجماعات الارهابية يصل الى بعض اهدافه، عن طريق التأثير على الشباب، بسبب الاوضاع الاجتماعية المتردية، وذلك وسيلة لتجنيد الشباب .

وأوضح ان تنظيم داعش الارهابى يعطى راتبا شهريا للشاب قدره 2000 دولار، بالاضافة الى عملية غسيل المخ التى يتعرض لها وايهامه بأنه يدافع عن الدين الاسلامى الحنيف من الاعداء.

من جهة اخرى تحدث السيد فيتالين اونكن، وهو من اهم المفكرين الروس، مؤكدا انه ليس صحيحا ان يصبغ الغرب الارهاب بالاسلام، والسؤال الان لماذا ظهرت موجات الارهاب الان؟ فعلى مدى التاريخ كنا نسمع عن محاولات اقامة الخلافة الاسلامية ولم يكن هناك ارهاب، وعلى وسائل الاعلام ان تكشف ما هى الاسباب الحقيقية للارهاب وتناميه فى الوقت الحالى فهناك اسباب عديدة منها اقتصادية واجتماعية وتركيبية ، بجانب اهداف الغرب التى دمرت استقرار منطقة الشرق الاوسط. فلو نظرنا للمنطقة سنجد ان مصر وسوريا والعراق هى اعمدة المنطقة فتم تدمير العراق ومن بعدها ما يحدث فى سوريا الان ، اما بالنسبة لمصر فبتماسك شعبها وقواتها المسلحة استطاعت ان تواجه الارهاب بكل قوة، هذا بجانب تدمير ليبيا واليمن، والغرب يتحمل المسئولية كاملة من خلال اكذوبة نشر الديمقراطية و الحرية.

واشار الى ان مواقع التواصل الاجتماعى والانترنت لها مفعول السحر فى نقل الاكاذيب والتى تؤثر بشكل مباشر على الشباب، والتى تأتى فى الغالب من الغرب.

وعلى الجانب الاخر اكد محمد بشارى الباحث المغربى ان اوروبا صدرت 12 الف شاب الى تنظيم داعش الارهابى 20% منهم فتيات، مشيرا الى ان هناك جيشا الكترونيا يتبع هذا التنظيم الارهابى ويصدر فى اليوم الواحد 100 الف تغريدة تحض على العنف والقتل والارهاب، فى الوقت الذى لا تستطيع فيه وسائل الاعلام المختلفة مجاراة ذلك، بل اننا نقوم بعمل دعاية غير مباشرة لداعش عندما نعيد نشر ما يدعونه.

وعرض الجانب المصرى، والذى كان الوفد الاكبر فى هذا المنتدى ويضم 6 من الصحفيين والخبراء والمفكرين والباحثين، وجهة النظر المصرية فى الارهاب وكيفية مواجهته، حيث ان مصر من اوائل دول العالم التى عرفت الارهاب منذ عشرينيات القرن الماضى بعد انشاء جماعة الاخوان المسلمين الارهابية، وخرج من تحت عباءتها جميع التنظيمات الارهابية المسلحة فى مصر وربما فى دول العالم اجمع، وعندما نمت تلك الجماعة ووصلت الى الحكم فى مصر بعد ثورة 25 يناير التفت الشعب المصرى إلى أن تلك الجماعة لا تعمل لمصلحة الشعب بل انها تسعى الى تحقيق اهدافها الارهابية فتحالفت تلك الجماعة مع الولايات المتحدة الامريكية لتنفيذ مخططها بتقسيم المنطقة واخرج الرئيس المعزول مرسى اخطر الارهابيين من السجون ودفع بهم الى سيناء وفتح الحدود امام العناصر الارهابية من تنظيم حماس فى غزة، ومد العناصر الارهابية فى سوريا بالسلاح وفتح ابواب الجهاد فى سوريا، وظهر الارهابيون فى المشهد السياسى المصرى وتآمر على مؤسسات الدولة وبخاصة الجيش والشرطة والقضاء، فخرج الشعب فى ثورة لم يشهد التاريخ  لها من قبل اكثر من 30 مليون مصرى رافضين حكم الجماعة الارهابية لمصر الدولة صاحبة التاريخ والمبادئ والدين الاسلامى الوسطي، وقام الجيش المصرى بحماية الثورة وتم نقل السلطة بعد ذلك لرئيس المحكمة الدستورية ليقضى الشعب المصرى بيديه على هذا التنظيم الارهابي، وعلى الرغم من تعرض الدولة لموجات ارهابية شديدة بعد ثورة 30 يونيو الا ان الشعب يتحمل كل الظروف وهو على يقين بان الجماعة الارهابية ستنتهى تماما، وعلى الجانب الاخر يخوض الجيش المصرى حربا حقيقية فى سيناء للقضاء على الجماعات الارهابية التى زرعتها جماعة الاخوان فى فترة حكمهم.

وطالب الوفد المصرى الاعلام الدولي  بفضح الدول التى تقف وتمول الجماعات الارهابية على مستوى الشرق الاوسط . فمن انشأ تنظيم داعش هو من انشأ من قبل تنظيم القاعدة وهو من يساعد جبهة النصرة وانصار بيت المقدس وغيرها من تلك التنظيمات كما كان يدعم تنظيم الاخوان المسلمين، وهو ايضا من يقوم ببيع السلاح لذلك التنظيم ويمده بالعتاد، ويشترى منه البترول بابخس الاثمان، فالاهم الان ان نفضح تلك الدول .

واكد الوفد المصرى ان منطقة الشرق الاوسط استهدفت منذ حرب اكتوبر المجيدة ووضع الغرب خططا طويلة الاجل لدخول تلك المنطقة للسيطرة على الدول العربية والعمل على عدم وحدتهم مرة اخرى حتى لا يتم قطع البترول او التغلب على اسرائيل مرة اخرى. ونجحت بالفعل المخططات بعد الوقيعة بين العراق والكويت ثم احتلال العراق عام 2003، الامر الذى اسس لظهور الجماعات الارهابية التى تحارب الان بالوكالة مرورا بعد ذلك بما يسمى الربيع العربى الذى شرذم المنطقة.

وطالب الوفد المصرى بوضع سياسة اعلامية واضحة يتبناها المنتدى لا تعتمد على مواجهة ما يخرج من تصريحات التنظيم ولكنها تكون مواجهة فكرية للشباب بوسائل غير تقليدية وعدم الوقوع فى المصيدة الاعلامية للتنظيمات الارهابية التى تسيطر على مواقع التواصل الاجتماعى .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق