رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

من المكتبة الإسلامية: محمد رفعت .. صوت الخلود

عرض: خالد أحمد المطعنى
يعد صوت الشيخ محمد رفعت، رحمه الله، سيمفونية القرآن الكريم، فهو أشبه بالكمان الخافت، ينصت إليه السامعون بانضباط شديد حتى لا تفوتهم همسة، فإن الهمسة من ذلك الكمان الخافت تساوى أضعاف وزنها طربا ووجدا ونورا تستضيء به الروح.

بهذه الكلمات المفعمة بالحب والإجلال عبر صفوت عكاشة الباحث فى علم الصوتيات، فى كتابه «الأستاذ الشيخ محمد رفعت صوت الخلود» الصادر حديثا وتمت طباعته بمطابع دار الجمهورية.

جاء الكتاب فى القطع الورقى المتوسط ويحتوى على أربعة عشر فصلا، بدأها المؤلف بمقدمة، وشرح فى الفصل الأول منها العوامل التى أفرزت وأسهمت فى وجود دولة التلاوة ونجاحها بقوة، من هذه العوامل ـ كما يقول المؤلف ـ كثرة المدارس المتنوعة المتمثلة فى مجالس المشايخ القديمة التى كان أحد مصادرها الكُتاب، وأيضا وجود مقومات القارئ المجُيد كاملة، وارتفاع الذائقة الموسيقية عند كل قارئ ومستمع، مع اختلاف الأداء بالاختلاف الجغرافي، فأداء مدارس الوجه القبلى يختلف عن أداء مدارس الوجه البحرى.

أما الفصل الثانى فقد خصصه المؤلف للحديث عن نشأة وتعليم وأسرة الشيخ الراحل محمد رفعت ـ رحمه الله، حيث أوضح أن فى التاسع من مايو عام 1882 ميلادية كان مولد الشيخ عند أذان الظهر، أما وفاته فكانت فى التاسع من مايو عام 1950ميلادية عند الفجر، وأول جمعة قرأها كانت فى مسجد فاضل باشا، فى شهر مايو وكانت سنه وقتئذ الخامسة عشرة عام 1897 ميلادية، وقد افتتح الإذاعة المصرية فى الحادى والثلاثين من مايو عام 1934 ميلادية، وألقى المؤلف الضوء على حياة والد الشيخ محمد رفعت، حيث كان يعمل ضابطا فى البوليس ورقى إلى أن وصل الى رتبة مأمور قسم الخليفة، موضحا أن الشيخ رفعت ـ رحمه الله ـ ولد مبصرا حتى سن سنتين، الا انه اصيب بمرض فى عينيه فكُف بصره بعد ذلك.

كانت نشأة الشيخ رفعت وحياته مملوءة بالثقافات المتنوعة وكبار العباقرة فى كل مناحى الحياة، فقد أفرزت تلك الفترة عظيم الانتماء والولاء والارتباط بأرض مصر المحروسة التى أنبتت عباقرة الرجال فى جميع المجالات الحياتية من أدب وسياسة وفن ورياضة وثقافة.

وفى الفصل الثالث عرض المؤلف كيف ارتبط روحيا بصوت وشخصية الشيخ رفعت، وفى الفصول الأخرى من الكتاب تحدث المؤلف باستفاضة عن الشيخ محمد رفعت الإنسان، موضحا الجانب الإنسانى الذى لا يعرفه الكثير من الناس عن هذا الشيخ الجليل، حيث كانت علاقته بالناس نابعة من نقاء السريرة التى كان يتمتع بها دون تصنع، سواء مع الكبير أو الصغير والغنى والفقير، وهذه هى روح المسلم الحق، وخلقه القويم الذى أوصى به رب العالمين.

ولم يغفل الكتاب التحليل العلمى لصوت الشيخ محمد رفعت، موضحا انه مبدع دراما القراءة، فهو يضئ المفردات بمجرد نطقها على مهل وتأن ثم يعود فيجمعها كلها فى جملة نغمية تتضمن جوهر المعنى الكلى للجملة القرآنية، وجاء التحليل العلمى لصوت الشيخ رفعت من خلال بعض المتخصصين فى هذا المجال، موضحا ان وقفات الشيخ رفعت فى تلاوته مصبوغة بروح الخشوع والتمعن، حيث كان صوته الخاشع يغزو القلوب والوجدان فى قراءة عذبة خاشعة، فكان أسلوبا فريدا فى التلاوة، كما كان ـ رحمه الله ـ أحد الأقطاب الذين أسهموا فى تشكيل وجدان الشعب المصرى فى النصف الأول من القرن العشرين، فقد تميز بأمانته وتصوره لمعنى القرآن الكريم، وحسن صوته، وموسيقية أدائه حتى أطلق عليه «قيثارة السماء».

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق