نجح المؤلف محمد الحموى فى روايته «الزحف نحو السماء» الصادرة عن دار كيان للنشر، فى أن يجعل القارىء هو بطل عمله، ووصف الحالة التى يمر بها الشخوص الأساسيون فى الرواية, وقارئهم أحياناً, من تخبط وشك وصعود وهبوط فى المشاعر.
طرح الحموى فى روايته تصورا لشاب يبحث عن الطريق الصحيح الذى يسلكه فى البحث عن خالق الكون عز وجل ومشيئة القدر فى أن يلتقى شخصا عجوزا يكون النقطة الفاصلة فى حياته، بعدما طلب منه أن يحدثه عن الله ويصل به إلى رؤية الذات الإلهية، مما جعل «واصل» بطل الرواية يقف عاجزا أمام الرجل العجوز الذى جعله يترك عمله فى شركة «الحياة», التى تحقق الأمنيات الأخيرة لأشخاص ميئوس من حياتهم فى إطار إعلانى دعائي، ويسلك طريقا يبعث فى «واصل» الحياة بأن يبدأ البحث والتفكير ليكشف الغطاء عن روحه التى كانت دائما ساكنة وشخصيته التى ظلت تسير بحيادية دون إبداء الرأى فى قضية أو موضوع، ليشتعل الصراع بداخله وتطل التساؤلات برأسها فى أعماق بطل الرواية، وتطالبه بأن يجد إجابات شافية عما يدور بداخله وعما طلبه منه الرجل العجوز. وينتقل المؤلف بالقارئ عبر دروب كثيرة يشاهد فيها «واصل» رجال دين منهم المتسلط بهيبته وتأثيره على أتباع مبهورين بالقامة والشخصية وترديد جمل وكلمات لم يشعر فيها بوجود الله، أو بذاته، مما دفعه للبحث عن آخر يرشده لما يشبع دوافعه الذاتية فى التفكر بشكل منفرد فى ملكوت الخالق، حتى يصل إلى الشعور بهدوء داخلي. وتؤكد الرواية أن طريق الوصول إلى الله ليست وحيدة ولا تتحصل باتباع العلماء واقتفاء آثارهم وتقليدهم, وإنما بأن نتخذ من نتائج بحثهم وتجربتهم معالم لهذا الطريق ومادة يخضعها الإنسان لعقله ولفطرته و نقاء سريرته، أما دليل الوصول فيستشعره بسكينته وطمأنينته لما وصل إليه. صدر للمؤلف قبل ذلك رواية «ستة أصابع»، ومجموعة قصصية بعنوان «آخر طقوس الحيرة».
الكتاب: الزحف نحو السماء
المؤلف: محمد الحموى
الناشر: دار كيان للنشر2015