رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

لا تزال لديه أحلام أخرى يسعى لتحقيقها..
محمد الغربى.. بطل العالم فى الفروسية رغم إعاقته الذهنية

إجلال راضى
محمد الغربى بطل العالم فى الفروسية
عندما قال الشاعر التونسى أبى القاسم الشابى «ومن يتهيب صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر» لم يعرف أن هذا البيت سيغير حياة شاب من ذوى الإعاقة إلى الأفضل.. محمد عصام الغربى «22سنة» لم يلفت إلى نظرات الناس لإعاقته، بل ربط حياته بهدف وليس بأشخاص أو أشياء, حتى نبغ فى الرياضة وأصبح بطل العالم فى الفروسية فى الأوليمبياد الخاص ولا تزال لديه أحلام أخرى يسعى إلى تحقيقها.

تقول رانيا البيلى والدة محمد: كان طفلى الأول الذى رزقت به, وبعد مولده بفترة قصيرة عرفت أنه يعانى من إعاقة ذهنية سيكون لها تأثير على مستوى التركيز والذاكرة، لأن العمر العقلى يكون أقل من الزمنى, أول شئ فعلته هو تقبل الأمر برمته والرضا به، ثم التفكير فى مواجهته وكانت الخطوة الأولى هى اللجوء إلى التدخل المبكر.

مدارس ذوى الإعاقة بلا تعليم

تضيف: عندما وصل محمد إلى سن المدرسة ألتحق لإحدى المدارس الخاصة بذوى الإعاقة وقضى عامين بلا أى تطور فقمت بنقله إلى مدرسة أخرى أمريكية وبعد فترة انتقل إلى مدرسة جديدة ولكن ظل الحال كما هو، وبعد التنقل بين حوالى خمس مدارس لا تقدم تعليما أكاديمى ولا حياتى ولا تراعى مناطق القوة والضعف فى كل منهم ترك محمد المدرسة ليتعلم كيف يعيش؟ وبعد أن ترك محمد المدرسة تعرفنا على أستاذ وسيم الذى تولى حالته وعلمه أشياء جعلت مستوى الإدراك لديه أفضل وكذلك المحادثة، كما تعلم الأرقام وعد النقود, ووالده علمه كيف يذهب إلى النادى بمفرده، والمهارة القادمة التى سوف يتعلمها هى كيف يركب «تاكسى» بمفرده؟

حلم بطولة العالم

وعن مشواره مع الرياضة وكيف أصبح بطلا للعالم فى الفروسية فى الأوليمبياد الخاص تحكى والدته: بدأ محمد ممارسة الرياضة وهو فى السابعة من عمره حيث تعلم السباحة واشترك فى فريق نادى هليوبوليس وحصل على العديد من البطولات وارتبط وجدانيا بالمدرب كابتن حازم الحسينى وأصبح بمثابة الأب الروحى له، يحكى له كل شئ ويلجأ إليه عندما تواجهه أى مشكلة مهما كانت, وذات مرة شاهد الأطفال فى تمرين الجودو فأعجب باللعبة وأشترك بها وأيضا حصل على مراكز متقدمة ,إلى أن لعبت الصدفة دورها وذهب إلى تمرين فروسية فانبهر بها وقرر أن تكون لعبته الأساسية بجانب السباحة والجودو وبالفعل بدأ يشارك فى التمرين ويستجيب بسرعة وأثنى عليه المدربون وهذه الرياضة لم تكن موجودة فى نادى هليوبوليس ولكن بجهود ميرا حسين المسئولة عن الأوليمبياد الخاص بالنادى وهارون التونى رئيس مجلس الإدارة تم إدراجها ضمن الألعاب الرياضية الخاصة بالأوليمبياد الخاص, وذلك لمن هم فى مثل حالة أبنى الصحية. وبدأ تفوق محمد وتميزه يظهر من خلال فوزه فى البطولات المتعددة إلى أن تم ترشحه لبطولة العالم فى لوس أنجلوس ,كانت الخطوة الأولى بعد الترشح هى الاشتراك فى معسكر بالمركز الأوليمبى بالمعادى، قضى هناك يومين تعرف خلالهما على زملائه والمدربين المشاركين فى البطولة ثم سافر بعدها إلى أمريكا للمشاركة فى البطولة بمدينة لوس أنجلوس وقد كان ذلك فى أغسطس الماضى وكانت هذه المرة الأولى التى يسافر فيها إلى الخارج بمفرده ورغم ذلك عاد سعيدا بفوزه بالمركز الأول فى الفروسية ، كما تعلم الاعتماد على نفسه, من أجمل ما يميز محمد الشجاعة والصبر وروح التحدى لذلك دائما يقول سوف أفوز ولن أخسر أبدآ إن شاء الله، وكل فترة يضع لنفسه هدفا يسعى إلى تحقيقه.

مساعد مدرب .. المحطة المقبلة

وتكمل: بعد حصوله على بطولة العالم يحلم محمد حاليا بفرصة عمل وهى مساعد مدرب فى النادى الذى يعتبره بيته الثانى حتى يجنى ثمار مجهود سنوات طويلة تخللها العديد من الصعوبات والسخافات التى يقوم بها البعض تجاه هؤلاء الفئة، لذلك أقول لكل أم رزقت بطفل معاق أن ترضى بالأمر الواقع حتى تتمكن من التعامل مع طفلها والوصول به إلى أقصى ما يمكن فكل طفل وهبه الله مناطق ضعف ومناطق قوة علينا معرفة كيفية استغلالها, فلقد تركت عملى من أجل محمد ورفضت أن أتركه مع مربية لأن الأم قد يأتى عليها وقت وتشعر بالغضب تجاه أولادها نتيجة الضغط عليها فما بالكم بالمربية كيف تتحمله وتتعامل معه؟

وبعد ست سنوات من مولده أنجبت طفلى الثانى حازم حتى لا يكون محمد وحيدا دون أخوة، وعلمت حازم كيف يحبه ويساعده وبالفعل هو لا يبخل عليه بشئ يفكر فى كل ما يسعده مهما كان بسيط ويفعله يحضر معه البطولات ويشجعه، أكثر ما يشغل تفكيرى هو تدريب محمد على كل شئ فى الحياة حتى يتمكن من العيش بمفرده فى المستقبل .

تغيير ثقافة المجتمع مطلب قومى

فى نهاية الحوار تطالب والدة محمد الأمهات والمدرسين بأن يعلموا أطفالهم كيف يتعاملون مع الأشخاص ذوى الإعاقة بدلا من أن يقوموا بضربهم والسخرية منهم كما يحدث, وأطالب الدولة بعمل مدارس مجهزة لهم، وتوفير ووظائف حقيقية لذوى الإعاقة بدلا من الشكليات الموجودة على أرض الواقع.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق