فمن تحلى بالانصاف بلغ مراتب الأشراف.. وطلب السلام أن يخصص له مكان فى نفوس الأفراد، وعندما سألوه قال: إن حفظتم ذلك القدر فى داخلكم فسينتشر عبقى فى كل مكان، وسينعم به جميع الناس، فإن القلب المتمتع بالسلام يرى عرسا فى كل مكان، أما الحب فكان صامتا يستمع لما يقال فنظر إليه العدل والسلام وطلبا الكلام فقال: أنا لا أوجد بالقوانين، فالحب لا يعمل وفق نصوص، بل يخلق بداخلنا وبدون شعور منا، أنا شىء فطرى، وخير البلاد هى التى تدار بالحب، والحاكم المحبوب هو منبع العطف على الأمة، وإذا زرعت شجرة الحب فى القلب وسقيت بماء الأخلاق أثمرت أطيب الثمار، وسوف يعرف العالم السلام عندما تتغلب قوة الحب على حب القوة، وليت العالم يتفق على ازالة حرف الراء من كلمة حرب ليعيش الناس فى حب، إن العالم غارق فى الآلام والمآسى من رأسه إلى قدميه، ولا أمل له فى الشفاء إلا بالحب.
محمد مدحت لطفى أرناءوط
موجه عام سابق بالتعليم بالشرقية