رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بعد توصيات قمة المناخ فى باريس: مصر تتجه إلى إنتاج الطاقة النظيفة بالتعاون مع أوروبا

كتبت ـ دينا كمال:
اجتاحت بعض العواصم العالمية وقفات ومظاهرات لدعم مؤتمر المناخ الذى عقد فى باريس اخيرا، والذى سعى لوضع آليات تشارك فيها دول العالم للحد من المخاطر المناخية التى يتعرض لها كوكب الأرض خاصة مع تفاقم مشكلة الإنبعاثات الحرارية.

ويأتى التركيز على إيجاد مصادر للطاقة المتجددة والنظيفة ضمن أولويات كبرى الدول لإنقاذ البيئة من التلوث. وتمتلك مصر إمكانات وقدرة هائلة على توليد الطاقة بمصادر متجددة تشمل الشمس والرياح. وفى هذا الإطار تسعى دول الاتحاد الاوروبى للتعاون مع مصر فى عدة مشروعات خاصة بتوليد الطاقة عن طريق المصادر المتجددة وأقيمت فى هذا الإطار العديد من المشروعات سواء على مستوى ثنائى بين مصر ودول أوروبية أو على مستوى التعاون والشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبى بصفة عامة.

وقام أخيرا الاتحاد الأوروبى والحكومة الألمانية من خلال البنك الألمانى للتعمير وبنك الاستثمار الأوروبى بتدشين مزرعة الرياح بخليج الزيت بالاشتراك مع وزارة الكهرباء والطاقة بحضور الوزير الدكتور محمد شاكر المرقبى ورئيس وفد الاتحاد الأوروبى فى مصر السفير جيمس موران وسفير ألمانيا فى القاهرة يوليوس جيورج لوى والسفير الأسبانى ارن ورود. وتعد مزرعة رياح خليج الزيت أضخم مزرعة رياح فى أفريقيا.

وتبلغ الميزانية الإجمالية للمشروع 340 مليون يورو، تشمل منحة بقيمة 30 مليون يورو مقدمة من الاتحاد الأوروبي. وتصل طاقة توليد المشروع إلى 200 ميجاوات / ساعة سنوياً ما يكفى لتوفير الطاقة الكهربائية لما يقرب من 500 ألف أسرة، ويسهم فى منع حوالى 400 ألف طن من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون سنوياً.وتشكل المزرعة جزءا مهما فى استراتيجية الطاقة طويلة الأمد لمصر، والتى تهدف إلى استغلال مصادر الطاقة المتجددة المتوافرة بكثرة فى البلاد.

وأكد وزير الكهرباء أهمية المشروع الذى يدخل فى إطار الخطة التى تهدف لرفع الدعم عن قطاع الطاقة بصورة كاملة بحلول عام 2019، مؤكدا ضرورة مشاركة القطاع الخاص فى مشروعات مماثلة إلى جانب العمل على زيادة الاستثمارات الأجنبية .

وقال السفير جيمس موران ان مزرعة الرياح تمثل المصدر الرئيسى لموارد الطاقة المتجددة، التى ستساعد على تعزيز الاقتصاد المصرى وإيجاد فرص العمل والحد من التلوث الناتج عن الاحتباس الحراري، وهى أيضا ذات أهمية خاصة فى الوقت الحالي، حيث إن المجتمع الدولى يعمل جاهداً للتوصل الى اتفاق عالمى بشأن التغير المناخي. وستزيد مزرعة الرياح الجديدة من طاقة الرياح فى مصر بنسبة 35%، مما سيقلل من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بنسبة 400,000 طن سنوياً.

 ويهدف المشروع إلى تلبية احتياجات مصر من الطاقة من خلال تشجيع استخدام الطاقة المتجددة للاستفادة من الموارد المحلية المميزة فى توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، حيث يعد المشروع جزءاً من برنامج قومى أضخم للتوسع فى مجال توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة فى مصر، ومن ثم سيسهم فى تأمين احتياجات مصر من الطاقة الكهربائية من خلال مصادر مختلفة. وأعلن موران أنه يجرى الآن العمل فى مشروع مزرعة الرياح فى خليج السويس بطاقة 200 ميجاوات. وتصل طاقة توليد المشروع إلى 800 جيجاوات/ساعة سنوياً.

من جانبه أشار سفير المانيا يوليوس لوي، إلى وجود ضرورة لاستمرار العمل على الاستفادة من الطاقة الجديدة والمتجددة فى مصر، والتى قال إنها تمتلك إمكانيات واسعة فيها.وقال لوى إن مصر غنية بالطاقة لكن فى ذات الوقت تعانى من قيود فى الطاقة والاقتصاد، ومن المشجع أن نرى الطاقة المتجددة ترتفع فى أجندة الحكومة.

وتتكون مزرعة الرياح من 100 من التوربينات، قدرة كل منها تساوى اثنين ميجاوات، مما يوازى 200 ميجاوات من الطاقة يتم توفيرها من خلال المشروع فى الساعة. كما يتضمن المشروع عدة دراسات فنية وبيئية، وتصميمات، وتطبيقات لهذا النطاق الواسع من مزارع الرياح البرية الكبيرة بما فى ذلك المحطات الفرعية، بالإضافة إلى خط نقل وإجلاء للطاقة المنتجة لنقلها للشبكة المصرية؛ وهو مشروع تجريبى باستخدام الرادار.

كما تم تصميم المشروع بحيث تتم مراعاة مواسم الهجرة للطيور من إفريقيا لأوروبا والعكس، حيث إن هناك رادارات ترصد هجرة الطيور ويتم أثناء مواسم الهجرة وقف المراوح الخاصة بالمشروع للسماح للطيور بالمرور وهو الأمر الذى يعطى صورة جيدة عن مصر باعتبارها محافظة على البيئة.

ومن جانبه أكد سفير أسبانيا بالقاهرة الاهتمام الذى توليه بلاده لزيادة استثماراتها فى السوق المصرية والتى تعتبر اكبر سوق فى منطقة الشرق الأوسط، كما تمتلك مصر إمكانات تؤهلها لأن تصبح رائدة فى مجال الطاقة المتجددة. كما أعرب عن ثقة أسبانيا فى قدرة مصر على تحقيق التقدم الاقتصادي، خاصة أنه بعد افتتاح قناة السويس الجديدة ظهر العديد من الفرص للاستثمار فى منطقة محور القناة.

ويأتى التعاون المصرى الأوروبى فى مجال الطاقة المتجددة ضمن الإطار الجديد الذى تم وضعه لتفعيل سياسة الجوار بين الاتحاد الأوروبى ومصر بعد أن تم إدخال تعديلات على سياسة الجوار بصفة عامة، بحيث تسمح لزيادة التعاون بين الاتحاد الأوروبى وشركائه وفقا لظروف ومتطلبات كل دولة على حدة مما جعل مجالات التعاون أكثر مرونة من ذى قبل.

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق