تتكلف الدولة ملايين الجنيهات سنويا للكشف وعلاج حالات أنيميا البحر المتوسط أو الثلاسيميا وتقول د آمال البشلاوى أستاذ أمراض دم الأطفال بقصر العينى إنه طبقا للأبحاث والإحصائيات التى قمت بها بعدة محافظات فإن أكثر من 9% من السكان حاملى مرض أنيميا البحر المتوسط فى مصر.
ويولد سنويا أكثر من 1400 طفل مريض بالثلاسيميا لزوجين يحملان المرض. ولدينا ما لا يقل عن 40 ألف مريض أنيميا البحر المتوسط. والمريض يمكن أن ينمو اذا لاقى العناية الجيدة إلا أنه عرضة للإصابة بالالتهاب الكبدى سى من خلال نقل الدم خاصة فى المحافظات المختلفة فهناك نسبة 70% منهم مصابون بالالتهاب الكبدى الوبائى سى لعدم الفحص بمراكز نقل الدم بالطرق العلمية الصحيحة. وبالنسبة للذين يحملون المرض ـ ذكور أو إناث ـ حينما يتم الارتباط بشخص غير حامل المرض لا يوجد مشكلة.
ولكن المشكلة إذا تم الزواج بآخر يحمل المرض، لذلك يعد الفحص قبل الزواج فى غاية الأهمية. وتعد الوراثة عاملا مساعدا وليس العامل الأساسى ونتيجة لعدم الفحص قبل الزواج يولد طفل مريض بدرجات متفاوتة فمن الممكن أن تكون أعراض المرض متوسطة أو شديدة وتظهر فيها أعراض المرض بالسنة الأولى من حياة الطفل على هيئة شحوب تدريجى فى الوجه وتضخم تدريجى فى البطن ناتج عن تضخم الكبد والطحال ويصبح نمو الطفل اقل من أقرانه، وأحيانا يبدو اصفرار فى بياض العين نتيجة لتكثر الدم كما يصبح أكثر عرضة للنزلات الشعبية والمعوية. وهناك مريض الحالات المتوسطة يبدو الشحوب على وجه الطفل بعد سن عامين.
وأحيانا يكتشفها طبيب النساء أثناء الحمل. أما طرق العلاج بالنسبة للحالات الشديدة يتم عن طريق نقل الدم المستمر كل 3 إلى 4 أسابيع يأخذ المريض كرات الدم الحمراء الذى ينتج عن تراكم الحديد داخل أجسام الأطفال مما يسبب تضخما بالكبد والطحال وتراكم الحديد بالغدة النخامية المسئولة عن نمو الطفل فيحدث تأخر بالنمو والبلوغ. وعن الطرق الحديثة للعلاج تقول د. آمال البشلاوى يتم نقل الخلايا الجذعية إلى المريض من أحد أشقائه المتماثلين معه بالأنسجة علما أن فرصة وجود طفل متماثل من الأشقاء لا تزيد على 40%. وهناك الأدوية الجديدة التى تؤخذ عن طريق الفم إما جرعة واحدة فى اليوم وهى الأسهل أو عن طريق الحبيبات التى تؤخذ 3 مرات يوميا.
تؤكد د.آمال البشلاوى على أهمية عمل فحص لطلبة المدارس والجامعات لتحديد حاملى المرض. ولابد أن يشمل الفحص قبل الزواج مهم جدا على فحص أنيميا البحر المتوسط، وهناك مشروع تحت إشراف وزارة الصحة والجمعية الدولية والمصرية لأمراض الدم لدراسة وتطبيق هذا فى مصر، كما يمكن الحد من انتشار المرض عن طريق الحقن المجهرى وانتقاء البويضات المخصبة الخالية من المرض.
رابط دائم: