أود أن أحييك على اهتمامك بالبعد الإنسانى فى هذه العلاقة، وأرجو أن تنتهز ردود فعل القراء وتعليقاتهم المتعددة على هذه الرسالة، لتسليط الضوء بشكل أوسع وأشمل على قضية ذوى الإعاقة فى مصر، فالحقيقة أن كبرياء هدى واعتزازها بنفسها وبكرامتها ورفضها الصدقة التى قدمها لها إيهاب، حينما لفتت نظره فى البداية، هو الذى جعله يتمسك بها وتتحول نظرة الشفقة والعطف لديه الى شعور بالاحترام والتقدير، ثم الحب والزواج فى النهاية، ولكن الواقع المجتمعى والسياسى والثقافى الذى تعيشه هدى وأمثالها من ملايين المعاقين حركيا فى مصر، يمتهن كرامتهم وإنسانيتهم بشكل يومي، وللأسف الشديد فإن المسئول الأول عن ذلك فى رأيى هو المهندس الذى يعجز حتى الآن عن تصميم شوارع وأرصفة ومرافق ومساكن حضارية للملايين أمثال هدي، ولم يلتزم بتطبيق ما ورد فى المعاهدة الدولية للأمم المتحدة المعنية بحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة، ويشاركه فى هذا التصور المهنى جميع المثقفين والسياسيين والمسئولين التنفيذيين، فهل يمكن أن يتبنى بريد الأهرام الدعوة الى حملة قومية لتمكين المعاقين حركيا من سهولة المرور فى الشوارع، وتعميم مبدأ أو فكرة «التصميم من أجل الحياة المتكاملة» لجميع المصريين وليس من أجل المعاقين حركيا فقط؟ وهل يصبح لدينا مشروع لتصميم الأرصفة الجديدة وتعديل الأرصفة القديمة المشيدة بالفعل بحيث تكون مطابقة للمعايير الدولية؟، وأيضا فى مشروعات البناء حيث لا يوجد فى القاهرة أو الجيزة أو الاسكندرية مسرح واحد أو دار سينما واحدة مجهزة وسهلة الوصول للأشخاص ذوى الإعاقة، بما فى ذلك دور السينما ذات خمس نجوم الملحقة بالمراكز التجارية والفنادق الكبري.
لقد حجزت سيدة مصرية من ذوى الإعاقات الحركية تعمل فى دولة الإمارات وحدة سكنية فى كمبوند تنفذه وتسوقه شركة عقارية فى السادس من أكتوبر، وطلبت من الشركة أن تراعى فى تنفيذ العمارة التى ستحجز فيها شقتها اعتبارات سهولة الوصول بدءا من المدخل والرصيف الخارجي، وكانت هذه الشركة على درجة كبيرة من الوعى والاحتراف المهنى والإداري، بحيث لم تكتف بمجرد تصميم العمارة الخاصة بهذه السيدة فقط لتكون سهلة الوصول، وانما صممت جميع العمارات والمرافق فى مشروعها داخل «الكمبوند» بهذا التصميم، وذلك على أساس أن هذه السيدة المعاقة لن تنحبس فى مسكنها أو عمارتها فقط وانما ستستخدم سائر مرافق «الكمبوند» وستتزاور مع بعض جيرانها وأصدقائها فى العمارات الأخري.
كم أتمنى لو أن الجهات المسئولة لدينا تسير على نهج هذه الشركة، وأن تكون جميع مشروعات الدولة مطابقة لمعايير كود البناء العالمى الخاصة بسهولة الوصول.
بهاء شاهين ـ مستشار سابق بالأمم المتحدة
{ أؤيدك فى ضرورة أن تكون هناك مسارات محددة لذوى الاحتياجات الخاصة، فهذا هو حقهم الطبيعى الذى تأخذ به كل دول العالم، وأحسب أن الجهات المسئولة ستكون لها وقفة فى هذا الصدد فى المشروعات الجديدة، وما يجرى تعديله فى الأرصفة، ومداخل العمارات السكنية، والمصالح والجهات المختلفة حتى تصبح الحياة أكثر يسرا وسهولة أمام من شاء القدر أن يكونوا من هذه الفئة.