وفى غضون ذلك، قال مندوب أوروبي: «سيكون الأمر صعبا، مشروع الاتفاق طويل وينطوى على الكثير من الخيارات، فبأى وتيرة يمكن أن تتقدم المفاوضات؟»، وذلك فى إشارة إلى المداولات التى تطول عادة وتراوح مكانها، وهو ما أثبتته جولات التحضير للمؤتمر التى استمرت طوال 2015.
ومن جهتها، قالت سيلييا جوتييه الخبيرة فى السياسات المناخية لدى «شبكة العمل حول المناخ»، التى تضم 900 منظمة غير حكومية، إن «كل الخيارات مطروحة، كل شيء ممكن، الأسوأ كما الافضل».
وتابعت أن «الخطابات أوجدت ديناميكية مهمة، لكن يتعين بذل جهود كبيرة للتوصل إلى اتفاق على مستوى الرهانات».
ويتضمن نص الاتفاق المطروح خمسين صفحة موزعة على فصول رئيسية، منها: خفض انبعاثات الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، وهو هدف بعيد الأمد، والتكيف مع التغير المناخي، وتمويل سياسات دول الجنوب على صعيد المناخ، وآلية لرفع التزامات الدول بصورة منتظمة، وغيرها.
غير أن مواقف المفاوضين تكون احيانا متباعدة جدا، بحسب مدى اعتماد الدول على مصادر الطاقة الأحفورية (الفحم والنفط والغاز) ومستوى التطور وموارد كل بلد.
وتطالب الجزر التى باتت فى «حالة طوارئ مناخية» بسبب ارتفاع مستوى مياه المحيطات، باتخاذ تدابير قوية وسريعة. فى حين أن الدول البترولية، والدول المنتجة للفحم مثل أستراليا، تتمنع عن الخوض فى عملية انتقال إلى الطاقة النظيفة تكون مخالفة لمصالحها.
اما الهند التى تعتبر من الأطراف المحورية فى المفاوضات، ويترتب عليها تأمين الكهرباء لـ 300 مليون نسمة ومكافحة الفقر، فتعول كثيرا على الفحم الذى يعتبر من مصادر الطاقة الأكثر تلويثا.
وفى غضون ذلك، أكد الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند أن بلاده حريصة على دعم مشروعات الطاقة المتجددة والتكيف فى إفريقيا.
جاء ذلك فى الكلمة التى ألقاها الرئيس الفرنسى أولاند، خلال القمة الإفريقية التى انعقدت على هامش مؤتمر الأمم المتحدة تحت عنوان «التحدى المناخى و الحلول الإفريقية».
وقال أولاند:» أردنا على هامش قمة المناخ بباريس عقد لقاء مع رؤساء الدول والحكومات الإفريقية لبحث موضوع الطاقة المتجددة والتكيف وموضوع الجدار الأخضر العظيم وبحيرة تشاد».
وشدد على ضرورة اتخاذ القرارات اللازمة لدعم الدول الإفريقية لمواجهة تأثيرات التغيرات المناخية لا سيما فيما يتعلق بجزء التمويل، موضحا أن إفريقيا تتمتع بطاقات هائلة غير مستغلة وفى حال عدم توافر التمويل اللازم لن يمكن من إطلاق المشروعات الخاصة بمواجهة التغيرات المناخية.
وأضاف أن الاتحاد الإفريقى والبنك الإفريقى للتنمية سيتقدمان بمشروعاتهما فى هذا الصدد، مشيرا إلى أن فرنسا تريد أن تحصل الدول الإفريقية على الكهرباء، فضلا عن إيجاد الحلول المناسبة للتعامل مع مشكلة التصحر وضمان الأمن الغذائى للشعوب الإفريقية.
وأشار إلى ضرورة حل مشكلة بحيرة تشاد التى تشهد أزمة بيئية وأمنية.
ومن جانبه، أكد بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة أن إفريقيا لها الكثير ما تربحه أو تخسره ويمكنها لعب دور كبير للوصول إلى اتفاق طموح من خلال الخطط الأفريقية لعام 2030 والتى لا يمكن تنفيذها بنجاح دون معالجة مشكلة التغير المناخي.
وأعرب عن أمله فى التوصل لاتفاق طموح حول التغير المناخى يمهد الطريق لمستقبل مستدام، مؤكدا أن الدول الإفريقية أظهرت عزما على مكافحة الاختلال المناخى عبر تبنى استراتيجيات للتكيف وإطلاق مبادرات من أجل الطاقات المتجددة تحمل معها فرصا عديدة.
ووجه النداء إلى الدول المتقدمة لدعم مشروعات الطاقة المتجددة فى إفريقيا لا سيما الطاقة الشمسية، مشيرا إلى ضرورة العمل على تفادى ارتفاع درجة حرارة الأرض.