رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

يشكون أوجاعهم بمناسبة الاحتفال بيومهم العالمى:
أحلام مكبوتة «تستجدى» الضمير الوطنى !

تحت شعار «نحو آفاق أكبر لدمج وتمكين ذوى الإعاقة» يحتفل العالم بعد غد باليوم العالمى لذوى الإعاقة، وهو اليوم الذى خصصته الأمم المتحدة منذ عام 1992، ويوافق 3 ديسمبر من كل عام، ومثل كل عام منذ تأسيس «الصفحة» ننقل بكل موضوعية ما يدور فى عقولهم من أفكار ومواجع ومشكلات تواجه الجنسين « المرأة والرجل»، فالجميع عبر عن واقع صعب معاش يتمنون تغييره للأفضل.

أصحاب المعاشات

فى البدية يقول عبدالعظيم محمد على – إعاقة حركية وتخطى الـ 60 عاما - من البديهى والمعروف أن كل إنسان ظل يعمل طيلة 20أو30 أو40 عاما أن يستريح بما تبقى له من عمر والتفرغ لعبادة الله تعالى والسفر إلى خارج البلاد لأداء الحج والعمرة، ولكن ذلك كله لا ينطبق على الخارجين على المعاش من الأشخاص ذوى الإعاقة، فكل تحركات المعاق تحتاج لمصاريف، علاوة على مصاريف الأدوية المزمنة وأجهزته التعويضية .. والحق أقول إن الفترة الحالية تشهد اهتماما بقضية المعاقين سواء من ناحية الاهتمام الاعلامى أو من الصحافة بعد فترة «حالكة» من التهميش والتسويف، وأيضا بدأت الدولة والحكومة فى الاهتمام بذوى الإعاقة، ولكن نتمنى لم شمل المعاقين تحت مشروع قومى يلتفوا حوله كى ينسوا الخلافات والصراعات الواهية التى لا تسمن ولا تغنى من جوع. أخيرا وليس آخرا أناشد الرئيس السيسى أن يستقوى بالضعفاء من كبار السن والمعاقين وأصحاب المعاشات لأنهم بذلوا الجهد والعرق فى ريعان شبابهم حتى كهولتهم فإنهم فئة أفنت عمرها لتراب هذا الوطن الغالي.

نظرة واقعية

أما محمد أبو طالب – كفيف ومدرب كمبيوتر بمعهد نور البصرية فى جامعة سوهاج – فيقول إن اليوم العالمى للإعاقة يأتى هذا العام تحت شعار نحو آفاق أكبر لدمج وتمكين ذوى الإعاقة، ولكن حتى نكون أكثر صراحة مع أنفسنا لا بد أن نلقى نظرة واقعية على أحوالنا لنجد حلولا لهذه القضايا.

حينما نسأل عن الدمج للأسف وما الدمج فى مصر إلا وهم كبير وله مشكلات أكثر من نفعه لسببين، الأول مدى تأهيل المجتمع والبيئة المحيطة لدمج ذوى الإعاقة على الأقل فى العملية التعليمية، فلنقل مثلا نحتاج لتأهيل المعلم والتلاميذ وإدارة المدرسة وأسر التلاميذ الذين سيدمج معهم تلاميذ ذوى إعاقة حتى يتقبلوا الدمج، ولا يكون التلاميذ من ذوى الإعاقة مستغربين أو مستهجنين تواجدهم، السبب الثانى التوعية بدور وأهمية الدمج للطرفين حتى يتفهم المجتمع بالكامل مدى احتياجه للدمج منها كسر حاجز العزلة، وتخوف ذوى الإعاقة من المجتمع، وكسر حاجز عدم تقبل المجتمع لذوى الإعاقة فى كافة نواحى الحياة.

كل عام وذوو الإعاقة ممكنون ومتمتعون بأبسط حقوقنا فى الحياة مثلنا مثل الآخرين، فخور أنى من ذوى الإعاقة وأفخر أنى أنتمى لهذه الفئة، لكم منى فى يوم الإعاقة العالمى كل التقدير والاحترام فأنتم تنحتون فى الصخر لتأكدوا أننا من حقنا الحياة ليس إلا.

أجهزة مساعدة

كريم النجار – فنان تشكيلى ومعاق حركيا – يقول إننا نواجه نحن أصحاب الكراسى المتحركة وبالأخص من يحتاج إلى مرافق العديد من المشاكل التى تزيد من معاناتنا اليومية، فعدم توفر وسائل إتاحة وأجهزة مساعدة يوقف حياتنا تماما، فاقل شئ هو عدم القدرة على صعود الأرصفة ودخول المحلات وأماكن التسوق، فلا نستطيع شراء ما نحتاجه من سلع نستهلكها يوميا، ودائما ما ننتظر المرافق لشراء ما يلزمنا، كما أن السير فى نهر الطريق بالكراسى الكهربائية يعرضنا لخطورة بالغة لسيرنا وسط السيارات، هذه اقل الأشياء، فما بالك بالبحث عن الرزق، فعدم القدرة على التحرك بشكل طبيعى لعدم توفر الإتاحة والمواصلات المناسبة يقلل فرص الحصول على مصدر رزق مناسب لوضعنا الحركى، أما دخول الأماكن الثقافية والرياضية فبالنسبة لنا يعتبر نوعا من الرفاهية التى قد لا يرى المسئول أهمية لها، فهل من المعقول أن يصبح الهم الأكبر هو كيفية الخروج من المنزل، والتحرك فى ظل ثقافة سائدة بين المسئولين والعامة على أن الشخص ذوى الإعاقة، عليه أن يبقى فى المنزل فلا يهدون إليه إلا نظرات الشفقة والتهميش وأحيانا يهاجم حين يطالب بتوفر وسائل إتاحة.

حق التواصل العاطفى

أما رامز عباس « أصم – ناطق « يقول إنه يعتقد البعض أن الهم الرئيسى للشخص المعاق هو حصوله على دعم الدولة فى توفير وظيفة مدعومة بتأمينات وتأمين صحى أو شقة أو سيارة مجهزة، ولكن فى الحقيقة أن الشخص متحدى الإعاقة لو عمل بجد وإصرار سيحصل عليهم شأنه شأن الرجل العادي، ولكن يؤرقه النظرة التى ينظر له المجتمع بها إذ أراد الحب أو فكر بالارتباط والزواج والأمثلة كثيرة لشباب أحبوا فتيات ورفض الأهل الشاب لوجود الإعاقة، وهى نظرة سوداوية جدا تفقد الأغلبية منهم ثقتهم بأنفسهم وتجعل تصرفاتهم ليس أكثر من محاولات إثبات النفس نتيجة التأثير السلبى لمجتمع يرى المعاق عاجزا عن الحب، والواقع أن المعاق لديه طاقة كبيرة رومانسية جدا اتجاه الطرف الآخر وما يحدث له من محاولات لإجباره على كبتها يحوله لشخص معقد ومشوه نفسيا يسهل جره لكراهية المجتمع نفسه مع اعترافنا ببعد ذلك المجتمع عن متحدى الإعاقة بافتراض أنهم غير مهمين، لذلك فأن الأوان قد حان ونحن نحتفى بالأشخاص متحدى الإعاقة أن نطلق دعوات بمنحهم حق التواصل العاطفى وإطلاق حرياتهم فى تكوين علاقات مع الجنس الآخر فى محاولة لإيجاد شركائهم الملائمين.

مشروعات قومية

ويقول عمرو نظمى – إعاقة سمعية – إنه فى ظل الظروف الذى تمر بها الدولة المصرية أصبح الأشخاص من ذوى الإعاقة يعانون من هموم بشكل يومى يتمثل فى التهميش شبه التام، حيث يتعرض ذوو الإعاقة لظلم فى الحصول على وظائف، وحياة غير آدمية لبعض منهم بسبب عدم توفير عيشة كريمة تزرع الأمل فى نفوسهم من توفير فرص عمل لهم وسكن ملائم وتأمين صحى شامل يعنهم فى حياتهم وعدم تواجد أجهزة تعويضية بجودة فائقة تساعدهم على الحياة، لذلك يعتبر الشخص ذوى الإعاقة نفسه عبئاً على الدولة وعلى الناس، ويأمل كل منهم فى العيش بحرية وكرامة وعدالة مثل غيره كجزء من المجتمع المصرى بدون تميز وتقييد، وينتظرون إقامة مشروعات قومية لهم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق