واعتبرت إيرينا يروفيا رئيسة لجنة الأمن ومكافحة الفساد بالدوما أن التدابير الاقتصادية الخاصة التى اتخذتها روسيا بحق تركيا، تهدف أيضا إلى مكافحة تمويل الإرهاب، على حد قولها.
وقالت إيرينا فى تصريحات للصحفيين إن الرئيس الروسى اقترح اتخاذ هذه التدابير لحماية بلدنا من سياسة "الطعن فى الظهر". وهذه تدابير ضرورية لأن تركيا تقع فى "حضن" الإرهاب، أما نحن فنشن"حربا على الإرهاب لا هوادة فيها".
وأشارت يروفيا إلى أن تمويل الإرهاب جريمة دولية لذلك فإن "العقوبات الاقتصادية التى اتخذتها روسيا بحق تركيا الهدف منها منع تمويل الإرهاب". وأكدت أن "روسيا ستقيم وترد على أى تهديد محتمل قادم على البلاد، خاصة من الدول التى أصبحت مرتعا للإرهاب".
وفى السياق نفسه، صرح قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشئون الدولية فى مجلس الاتحاد الروسى بأن العقوبات الاقتصادية التى فرضها الرئيس بوتين على تركيا يجب أن توضح لأنقرة عدم جواز مغازلة الإرهاب.
وقال كوساتشوف"أثق بأن هذا الموقف الصلب سيعيد جيراننا الأتراك إلى وعيهم. سرعة هذه العملية تتعلق إلى حد بعيد بالموقف الشخصى لأردوغان"، مضيفا أن الرئيس التركى فى أول أيام كارثة القاذفة الروسية أظهر"الحد الأدنى لا الأقصى" من المسئولية السياسية.
واعتبر كوساتشوف أن المرسوم الرئاسي"ليس مجرد رد على حادثة الطائرة، بل هو رد على إدراك جديد لتركيا كبلد وجد نفسه فى صفوف داعمى الإرهاب، والمرسوم يجمع التدابير الضرورية لحماية روسيا ومواطنيها من هذا التهديد الإضافي".وقال كوساتشوف"بعد الحادثة المأساوية تركنا الباب مفتوحا أربعة أيام، لكننا لم نسمع أى إيضاحات معقولة، والآن أخشى أنه تم تجاوز نقطة اللاعودة".
على جانب آخر، وفى أول رد فعل تركى على المرسوم الروسى، قال أحمد داود أوغلو رئيس الوزراء التركى إن تكرار حوادث مشابهة لإسقاط الطائرة الروسية أمر محتمل فى ظل وجود تحالفين لهما أهداف مختلفة فى سوريا ما لم يتم التنسيق بينهما وتبادل المعلومات.
وفى غضون ذلك، كشفت صحيفة "سوزجو" التركية عن خلافات بين أردوغان والجيش على خلفية الأزمة، حيث أكدت أن سلاح الجو التركى يعرف هوية كل الطائرات فى الأجواء المحيطة، وهو ما يتعارض مع ادعاء إردوغان:"لو علمنا أن الطائرة روسية لتصرفنا بشكل مختلف".
وانتقد المصدر العسكرى الذى نقلت عنه الصحيفة تعجل الرئاسة بالإعلان عن"إسقاط طائرة روسية"، مؤكدا أن الجيش حاول "إصلاح هذا الخطأ المتهور" ببيانه الذى صدر لاحقا وأشار إلى إسقاط طائرة "مجهولة الهوية"، وقال:"لو يتعلم هؤلاء السياسيون الصمت لاستطعنا ربما حل المسألة بشكل أسرع".
وعلى صعيد متصل، أعلنت أثينا أن الطيران الحربى التركى قلل من انتهاكاته للمجال الجوى اليونانى بعد حادث إسقاط المقاتلة الروسية.