وفى البداية لم تجد التجربة استجابة من المواطنين ولكن بعد فترة انجذبت إليها شريحة من أصحاب السيارات الخاصة، حيث فضلوا استعمال هذه الوسيلة بدلا من سياراتهم، وغيرهم ممن يبحثون عن مقعد مريح بعيدا عن الزحام بالعربات العادية وأصبح لها مريدون ينتظرونها بشغف رغم قلتها، وكانت النتيجة أن الهيئة استفادت بموارد مالية أكثر والمواطن بخدمة أرقى وأفضل. ما دعانى لسرد هذه التجربة هو أن معظم مرافق النقل بمصر تخسر سنويا مئات الملايين من الجنيهات لعدم توازن الإنفاق مع دخل المرفق وأهم هذه المرافق هو هيئة السكك الحديدية التى يمكنها التغلب على مشكلة قلة الموارد بتخصيص عربات فاخرة تقدم خدمة متميزة لركابها الراغبين فى التمتع برحلات ذات جودة عالية بأسعارها المعقولة، فالطلب على تذاكر الدرجة الأولى الفاخرة أعلى بكثير من الطلب على الدرجة الثانية مما يشجع على التوسع فى تقديم هذه الخدمة المميزة وتوجيه العائد منها لتحسين عربات الدرجة الثالثة الشعبية وجعلها أكثر احتراما لآدمية الإنسان وتزويدها بكل ما هو ضرورى لخدمة المسافر محدود الدخل بحيث تكون العربة مضاءة وبها زجاج للنوافذ وسليمة المقاعد وملحق بها بوفيه يقدم المشروبات والمأكولات الخفيفة، بالإضافة الى دورة مياه نظيفة بها «مياه» وعليها خدمة نظافة دائمة وذلك دون تحميله أى زيادات على أسعار تذكرته، وهذا يعتبر من صور تضامن القادرين ماليا مع إخوانهم المواطنين من أصحاب الدخل المحدود.
م. محمود فكرى