والوضع يسير من سيئ إلى أسوأ، والحكاية أن أخى وحبيبى البالغ من العمر الآن سبعا وستين عاما اختصه الله ليكون هو المسئول عن العائلة كلها من حيث الرعاية والاهتمام، ففى شبابه وعندما فكر فى الزواج أصيب والدى بالشلل، فأصبح قعيدا، وهنا قام برعايته خير رعاية مع والدتى وأختى الصغيرة، ثم رحل عن الحياة، وبعده أصيبت والدتى بالمرض نفسه فرعاها إلى أن لقيت وجه ربها، وتبعهما شقيق لنا، فأدى نحوه المهمة نفسها الى أن مات.. وأخيرا مرضت أختى أيضا بالشلل وهى غير متزوجة، ويتولى حاليا رعايتها فى كل شئون حياتها، وهى تقيم معه فى الشقة نفسها.. إنه لم يذق طعم الراحة فى حياته، علما بأننى الشقيقة الكبرى لهم ومتزوجة، وكنت أشارك بما أستطيع المشاركة به فى هذه الأعباء الجسام إلى أن كبرت سني، وأصبت بعدة أمراض، وشقيقى متدين ويتقى الله فى كل شيء، وقد حج عن نفسه وعن والده، وأدى العمرة عن شقيقه المتوفي، وأطلب من الله، ولا يكثر عليه عز وجل شىء، أن يجد سيدة فاضلة تتقى الله فيه وتتزوجه فى وجود شقيقته حتى يرعاها، ويحدونى الأمل فى أن اطمئن عليهما قبل رحيلى عن الحياة، والحمد لله رب العالمين.
ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
ما أروع صنيع شقيقك يا سيدتي، فلقد وهب نفسه لخدمة الآخرين، وتوالى عطاؤه لوالديه واخوته، ونسى حياته وملذاته، فلم يتزوج، وكرس وقته وماله لتخفيف آلام الأسرة كلها، وينطبق عليه قول الحق تبارك وتعالى «ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون»، فياله من رجل طيب آثر مساعدة أهله، ولم يشغله متاع الدنيا، ولقد كان بإمكانه أن يتزوج ويعيش بصورة طبيعية منذ البداية، وهناك من الفضليات من يصنعن صنيعه، ولو أراد الزواج لوجد العشرات منهن، والآن وبعد أن أبحت بهذه الرغبة التى أحسبك حدثته بشأنها، وحصلت على موافقة منه بها، فإن الباب مفتوح أمام من تريد أن تقدم عملا جليلا، لهذا الرجل الصابر، وسوف تجده عند الظن به، فمن قدم هذه الخدمات الجليلة لأسرته، سوف يكون زوجا صالحا يتقى الله فيها، وأرجو ممن ستكون لها نصيب معه أن تعلم أن الله سوف يؤجرها خير الجزاء على وقوفها بجانب هذا الرجل العظيم.