وقد كانت حكومة المستشارة انجيلا ميركل تأمل فى ان تحذو دول اخرى كثيرة خاصة فى اوروبا حذو المانيا، غير ان ذلك لم يحدث بل على العكس من ذلك تخطط اليوم دول اوروبية مثل بولندا وبريطانيا لبناء مفاعلات جديدة. كما ان وكالة الطاقة النووية تؤكد ان الإقبال على استخدام الطاقة النووية عالميا لم يتأثر .. ونشرت صحيفة دى فيلت الألمانية أخيرا تقريرا يشير إلى أن هناك 68 محطة نووية جديدة يتم بناؤها حاليا فى انحاء العالم وفقا لبيانات الرابطة العالمية للطاقة النووية فى بريطانيا.
وكما هومتوقع لم يصدر اى تعليق رسمى ألمانى بشأن قرار مصر دخول العصر النووي، غير ان الاهتمام الإعلامى انصب هنا على كون الاتفاق تم مع روسيا تحديدا لبناء محطة الضبعة النووية، وركزت التحليلات على شقين: اولا اهمية المشروع بالنسبة للشراكة المصرية ـ الروسية الجديدة. وثانيا أهميته بالنسبة لتوسع روسيا والصين فى مجال الطاقة النووية فى السوق الإفريقية الواعدة.
فمن ناحية توقفت التعليقات الألمانية عند وصف رئيس شركة روزاتوم الروسية سيرجيى كيرينكو لهذا المشروع بأنه ثانى اكبر مشروع بين البلدين منذ بناء السد العالى فى الستينيات من القرن الماضى ووصفت صحيفة فرانكفورتر روندشاو الأنباء المتتالية عن مشروعات التعاون الاقتصادى والتجارى والتعاون العسكرى بين القاهرة وموسكو بأنها جهود جديدة لإحياء شراكة قديمة بين مصر والاتحاد السوفييتي، غير ان من يعتقد أن هذه الشراكة اليوم شاملة كما كانت فى الماضى يخطئ التقدير، فاليوم وعلى عكس الماضى تقوم هذه الشراكة اساسا على المصالح الاقتصادية المشتركة اكثر من اى شىء آخر.
من ناحية اخرى إعتبرت بعض التعليقات الألمانية توسع الشركة الروسية فى المنطقة مثيرا للاهتمام بعد مفاعل بوشهر الإيرانى والإتفاق مع الأردن فى مارس الماضى على بناء مفاعلين والآن يأتى مشروع الضبعة لتضع الشركة الروسية اقدامها فى إفريقيا بقوة.
واوضح موقع مستقبل الطاقة ان لوبى الطاقة النووية الروسى والصينى يتوسع فى افريقيا مقدما حزمة جذابة تشمل قروضا للتمويل وضمانات بإمداد المفاعل على المدى البعيد باليورانيوم اللازم لتشغيله مقابل ضمان الدول شراء الطاقة الكهربائية المولدة لعقود.. والآن نجد ان دولا أخرى بجانب مصر ـ كما يشير الموقع ـ قررت ايضا بناء مفاعلات نووية لتوليد الطاقة: مثل الجزائر،انجولا، كينيا، المغرب، ناميبيا، نيجيريا، تونس و اوغندا.