رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

قوة اسلامية لحفظ السلام .. الحل الأمثل

د. هالة أحمد زكى
اقتراح قدمه باحث مصرى ...لإنشاء قوات حفظ سلام لمنظمة التعاون الإسلامي، فهذه المنظمة التى تضم 57 دولة من ضمنها مصر، تعد بهذا الرقم الكبير ثانى منظمة كبرى على مستوى العالم بعد الأمم المتحدة.

وهذه المنظمة لديها ميثاقها الذى يأتى ضمن بنوده مبدأ التسوية السلمية للمنازعات التى تثور فيما بين الدول الأعضاء باعتباره أحدالمبادئ الأساسية التى تحكم علاقات هذه الدول سواء فى نطاق المنظمة أو خارجها.

وبهذا التوضيح، فإن منظمة التعاون الإسلامى كما يقول د. أكمل الدين إحسان الأمين العام السابق للمنظمة - مستعدة لتعزيز العلاقات مع المنظمات الدولية و الإقليمية فى مجال منع نشوب الصراعات و حلها وبناء السلام بعد الصراع. والمتابع لتطور التعاون الإسلامى سيجد لها دورا فى الوصول إلى مبدأ الأمن الجماعي، حيث نص البيان الختامى لوزراء خارجية الدول الإسلامية لعام 1980 على أن أمن أى دولة من الأعضاء يهم كل الدول الإسلامية، كما حذر البيان الختامى لمؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية الصادر عام 1990 بصراحة الدول الأعضاء فى المنظمة من أى محاولة لإقامة قواعد عسكرية للدول الأجنبية فى أراضى الدول الإسلامية.

وكما توجد إدارة تعنى بالسلم والأمن بالأمانة العامة للمنظمة، و مجلس للسلم و الأمن تابعا لها، وتفعيلا لمحكمة العدل الإسلامية للبت فى النزاعات التى تنشب بين بلدان العالم الإسلامي، و آلية جماعية للأمن ، فاننا بهذا نكون قد منحنا الفرصة لفكرة إنشاء قوات لحفظ سلام خاصة بالتعاون الإسلامي، حيث إن قرار إنشاء وحدة متخصصة فى هذا المجال يعد وبكل المقاييس نقلة نوعية. وهذا الاقتراح المصرى هو فى الأصل رسالة مقدمة من الباحث حازم محمد خليل لكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وبإشراف د. محيى الدين قاسم لنيل درجة الماجستير.

والباحث فى هذه الرسالة يدعم وجهة نظره من خلال واقع يقول إن الدول الأعضاء بالمنظمة من أبرز المساهمين فى عملية حفظ السلم فى الأمم المتحدة ، ولهذا ستكون هذه الخطوة مكسبا للمنظمة يمكن الاستفادة منه مستقبلا، وخاصة أن المادة 33 من ميثاق الأمم المتحدة فى مقدمة أحكام الميثاق التى يمكن الاستعانة بها لإنشاء قوات حفظ سلام لمنظمة التعاون الاسلامى التى تتوازى مع المادة 27 و 28 من ميثاق منظمة التعاون الإسلامي.

وبشكل عام يعنى السلم كاصطلاح حالة مضادة لظروف الحرب أو الصراع، و العيش بعيدا عن الصراع، وأما الأمن فهو يعنى عدم الخوف مطلقا سواء من العدو أو من غيره، وعدم توقع المكروه فى الحاضر أو المستقبل. ولهذا وكما يقول د. بطرس غالى فان حفظ السلام من أبرز أنشطة الأمم المتحدة و جنود الأمم المتحدة ذو الخوذات الزرقاء المرابطون على خطوط النزاع الأمامية فى أربع قارات ما هم إلا رمز لالتزام الأمم المتحدة بالسلم والأمن الدوليين.

و قد اعتبرت مهام قوات حفظ السلام الدولية التى أنشأتها الأمم المتحدة ما بين عامى 1948-1988 تقليدية حيث انحصرت مهامها فى أعمال المراقبة والإشراف على وقف إطلاق النار و الفصل بين القوات المتحاربة و الحيلولة دون استئناف القتال و إعادة احترام القانون والنظام و العمل على عودة الأمور إلى طبيعتها وليست الأمم المتحدة وحدها، فهناك قوات حفظ سلام للاتحاد الإفريقى الذى سبقته منظمة الوحدة الافريقية فى التحرك فى منطقة الصراع البوروندي، ولابد وأن نذكر إقرار الاتحاد الافريقى إرسال أول قوة أفريقية لحفظ السلام فى بوروندي.

وكيف لا تكون وقد أنشئت فى الخامس والعشرين من سبتمبر عام1969، ونسبت مبكرا لأول مؤتمر يعقد فى الرباط ويجمع القادة المسلمين عقب حريق الاقصى الشهير فى نهاية أغسطس من نفس العام،وانضمت إليها الدول تباعا لتلتقى فى هذا الكيان الذى أصبح لسان حال المسلمين فى العالم.

واختير وقتها تنكو عبد الرحمن من ماليزيا كأول أمين عام للمنظمة، ومع إعادة هيكلة المنظمة و تعديل ميثاقها وتقوية منصب الأمين العام للمنظمة ووجود هيكل تنظيمى يبدو اقتراح إنشاء قوات حفظ سلام للمنظمة اقتراحا مهما.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق