وإعادة تنظيم صفوفه مرة اخرى بعد تكبده العديد من الخسائر فى الافراد والمعدات وصعوبة الدعم اللوجيستى الذى يصل له من خلال بيع البترول وايضا، الامدادات بالسلاح، وقطع الطريق امام المنضمين حديثا لهذا التنظيم الإرهابي.
والاسباب الحقيقية لنقل التنظيم الارهابى الى ليبيا الذى يسعى الى تحقيقه فى الفترة الحالية، لان ليبيا فى الوقت الحالى تعد بيئة ملائمة لتنفيذ داعش عملياتها من هناك واستطاعة السيطرة على العديد من الاراضى بها، فإذا تمت المقارنة بينها وبين العراق وسوريا، سنجد ان فى تلك الدولتين يوجد نظام سياسى واضح، بالاضافة الى قوات مسلحة قادرة على تنفيذ عمليات عسكرية قادرة على الدخول فى قتال شرس مع التنظيم، بالاضافة الى الضربات الجوية لقوات التحالف الدولى التى تطارد عناصر التنظيم فى كل موقع، والتدخل الروسى فى الفترة الأخيرة الذى دمر العديد من قواعد ذلك التنظيم وبخاصة مخازن السلاح وقطع طرق الامداد.
اما بالنسبة الى ليبيا فى الوقت الحالى فهناك صراع واضح على السلطة وتوجد شبه حرب أهلية بها ولا يوجد جيش نظامى متكامل يستطيع الوقوف فى وجه داعش، كما ان ليبيا تمتلك قدرة بترولية عالية سيسعى التنظيم الى السيطرة عليها كما فعل فى العراق وسوريا من اجل بيع البترول وشراء الاسلحة والمعدات العسكرية التى يقاتل بها، كما ان العناصر والجماعات المتقاتلة فى ليبيا ليست بقوة الجماعات الارهابية الموجودة فى سوريا او القبائل فى العراق، لذا فمن السهل لتنظيم داعش الارهابى السيطرة عليها وضربها بمنتهى السهولة والسيطرة على الوضع على الارض لتكون له الغلبة فى جميع المواقف.
ان نقل داعش لقواعده وقياداته الى ليبيا سيشكل تهديدا مباشرا على مصر، حيث ان التنظيم يستطيع ان يصل الى الحدود الغربية فى ظل الفراغ الامنى والعسكرى الموجود فى ليبيا فى الوقت الحالي، وهو الامر الذى تضعه مصر فى الاعتبار من خلال تأمين المنطقة الحدودية بالكامل على الشريط الحدودى الذى يصل الى الف كيلو متر وتدعيمة بالطائرات والدفع باحدث الاجهزة لمنع اى حالات تسلل عبر الحدود او عمليات تهريب السلاح.
ولكن النقطة الهامة هنا يجب على المجتمع الدولى ان يستوعب ما يفعله تنظيم داعش الارهابى فى الوقت الحالى وقطع جميع السبل امام نقل قيادته الى ليبيا، وعلى حلف الناتو الذى كان سببا فى تلك الفوضى داخل الاراضى الليبية منذ ان شن عملياته العسكرية ضد قوات النظام السابق وايضا تسليحه لجماعات مختلفة لمواجهة قوات الجيش الليبي، ان يتخذ الاجراءات المناسبة لمنع وجود التنظيم على الاراضى الليبية، لما سيكون له اثر خطير ليس على المنطقة ولكن ايضا على دول شمال المتوسط التى تعانى الان من الارهاب عن طريق ذلك التنظيم، وقد طالبت مصر أكثر من مرة بان يتدخل حلف الناتو لاعادة الاستقرار فى ليبيا الا ان الحلف لم يتخذ اى اجراء تجاه ذلك.
على الجانب الآخر هناك ازمة حقيقية تسبب فيها مجلس الامن بحظر دخول السلاح الى ليبيا ولجميع الاطراف،مما كان له اثر سلبى على الجيش الليبى الذى يقوده اللواء خليفة حفتر لمواجهة الجماعات الارهابية المختلفة على ارض بلاده، وعلى الجانب الآخر تستطيع الجماعات الارهابية الحصول على السلاح من خلال سماسرة، والتهريب وهو ما لا يمكن السيطرة عليه.
ان المرحلة المقبلة شديدة الخطورة ليس على مصر وحدها بل على المنطقة، ولكن مصر لديها القدرة على ضبط حدودها تماما بفضل القوات المسلحة الباسلة ولكن الازمة الحقيقية تكمن فى تهديد الدول الاخرى مثل تونس وغيرها الامر الذى يهدد المنطقة بأسرها من هذا التنظيم، ويجب على القوى الغربية اتخاذ القدرات العسكرية اللازمة تجاه هذا التهديد، وان يقوم الناتو بمسئولياته كاملة بدلا من التدمير الذى احدثة وجعل ليبيا ارضا خصبة للارهاب.
[email protected]