الفنان محمد خضر استطاع على مدار مشواره الفنى الذى يقرب من 25 عاما ان يصنع لنفسه أسلوبا خاصا به من عدة وسائط وأهمها ألوان الباستيل والذى حقق من خلالها المعادلة الصعبة بين الاحتفاظ بالأصالة ومواكبة الحداثة، ومن خلال معرض اسبرسو، يقدم الفنان 30 لوحة استوحاها من الواقع الحالى الذى يعيشه المجتمع المصرى، حيث استبدل المقاهى الشعبية، بـ«الكافيهات» التى يرتادها معظم المصريين، استطاع الفنان بلمساته الواثقة أن يأخذ المتلقى إلى هذا المناخ المغلق، وذلك عن طريق استخدام مساحات عريضة من الظل والنور والتضاد اللونى، وجعل الألوان أكثر تحديدا وعمقا، مع استخدام أقل للخطوط البيضاء، قام خضر بتطويع ألوان الباستيل، ليصنع منها تقنية فريدة، تعانقت فيها الألوان وتشابكت الخطوط، لتعطى اللوحة جو من البهجة المحببة للنفس، مع الحفاظ على ترابط العناصر وقوة التكوين، تأثر الفنان فى أعماله بعدة مدارس فنية منها التعبيرية والتأثيرية والتجريدية، يقول خضر: اخترت لمعرضى عنوان "اسبرسو" نسبة الى نوع من القهوة يقدم فى الكوفى شوب، فى محاولة منى لمحاكاة الواقع الذى توغل وانتشر فى السنوات الأخيرة وأصبح جزء من ثقافتنا فى الوقت الحالى دون أن نشعر، وهى ظاهره غربية يعيشها نوعية معينة من الشعب المصرى، وأصبحت جزءا من واقعنا.
ومن الحداثة ننتقل الى التراث الشعبى من خلال معرض "الحرف التقليدية فى وادى النيل" المقام بقاعة 25 / 30 بأكاديمية الفنون بالهرم، للفنانة إيمان مهران الأستاذة بالأكاديمية.، افتتحته الدكتورة أحلام يونس رئيس الأكاديمية، ويستمر حتى نهاية الشهر الجارى
يضم المعرض مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية المتنوعة بين الخزف والفوتوغرافيا، والتى تعبر عن تجربة خاصة للفنانة من خلال رحلة قامت فيها بزيارة بعض المناطق السودانية، وحاولت من خلالها التواصل مع الموروث الثقافى السودانى وتوضيح أوجه التشابه بينه وبين الموروث المصرى، حيث ارتبطا منذ القدم من خلال نهر النيل والحضارة التى قامت على ضفتيه، وخاصة فى جنوب مصر وفى السودان حيث تشابهت الثقافة الفنية وأصبح لها معالم خاصة ميزتها عن بقية الثقافات المتعددة.
الفنانة إيمان مهران عضو هيئة تدريس بأكاديمية الفنون وعضو نقابة التشكيليين ورئيس لجنة الفنون الشعبية بالاتحاد العربى لحماية حقوق الملكية الفكرية، ولها العديد من المؤلفات العلمية والأدبية، كما حازت على العديد من الجوائز الدولية وشهادات التقدير، وأقامت العديد من المعارض الفنية.
وفى أسيوط أقيم الأسبوع الماضى بقصر ثقافة أسيوط، فعاليات مهرجان "التلى" العربى الأول، تنظمه مؤسسة سعد زغلول لرعاية الحرف والهيئة العامة لقصور الثقافة، ضم المهرجان تدشين متحف الفنان التشكيلى سعد زغلول وهو فنان من أبناء محافظة أسيوط، اثرى الحياة التشكيلية بأعماله الفنية المتنوعة على مدار مشواره الفنية من لوحات فنية وكليم وخزف.