يقول د . أحمد يحيى عبد الحميد أستاذ علم الاجتماع مما لاشك فيه أن أطفال اليوم هم شباب الغد ورجال المستقبل وصانعو حضارات الأمم ودرعها الواقية التى تحميها من كل معتد، و من هنا يجب على الأسرة تربية الطفل تربية عقلية ودينية كى ينشأ نشأة سوية لا انحراف فيها ولا تعقيد، وحتى يصبح عضوا فعالا فى مجتمعه، كما يجب العناية بالطفل قبل وبعد الولادة من حيث التغذية الجيدة والرعاية الصحية والنفسية وحسن اختيار اسمه حتى لا يعيش منبوذا بين الآخرين.
واعترافا بحاجات الطفل المادية كالتغذية والتربية وحاجاته المعنوية كالأمن والأمان والعطف والحنان أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة عدة مبادئ تحث على نشأة الطفل نشأة قائمة على الاستقرار الأسرى حتى يعيش آمنا مطمئنا بعيدا عن جو المشاحنات والاضطرابات الأسرية التى تهدد مستقبله فيما بعد ، كما حثت الأمم المتحدة على رعاية الطفل وأمه قبل وبعد الولادة حتى ينشأ فى صحة وعافية
ويشير إلى أن مرحلة الطفولة لها أهمية بالغة فى بنائه بشكل سليم، لذلك من حق الأطفال على المجتمع رعايتهم وتعليمهم والاهتمام بهم، وعلى المؤسسات الإعلامية أن تقدم لهم البرامج الضرورية المفيدة وإعداد برامج تسهم فى تثقيف الطفل وزيادة خبراته ومعلوماته وإكسابه القيم والمواقف الإيجابية بدلا من تضييع وقته فى برامج فارغة لا فائدة منها تعمل على تشويه عقله وقيمه، وأن نسعى لإعطاء الطفل حقوقه لأن الطفل مستقبل الوطن والبنية الأساسية فى بنائه التى إذا نجحنا فى تنشئتها بالشكل الصحيح فسنبقى مجتمعا سليما قويا.ويؤكد أن مرحلة الطفولة من أهم المراحل التى يمر بها الإنسان، فأكثر التطورات التى تظهر على الفرد تكون فى هذه الفترة، ففى المرحلة الأولى من حياته التى لا تتجاوز السنة يبدأ الطفل بالتأقلم مع البيئة المحيطة به ويتفاعل معها، ودور الأب والأم مهم فى هذه الفترة، حيث يجب عليهما منح الطفل العطف والحنان والرعاية حتى تتم تهيئة المناخ الذى له التأثير فى تطوره، خاصة إنه فى مراحله الأولى لا يعلم سوى تلك الابتسامة البريئة التى تخرج منه ويقضى معظم وقته فى النوم الذى هو بحاجة إليه حتى يستطيع جسمه أن يكمل نموه، ويعيش فى هذه الفترة فى عالم بعيد عن المشكلات الاجتماعية التى تتميز بها المجتمعات فى وقتنا الحاضر، وعلى الأسرة أن تربى الطفل منذ الصغر على التسامح ومحبة الآخرين، مع عدم التفرقة فى التربية بين الولد والبنت لأنها هى الأساس لمجتمع يعتمد بناؤه على المشاركة لا على قهر جنس على آخر، كما يجب على الوالدين تعليم الطفل الحفاظ على البيئة الطبيعية التى يعيش فيها.
وعلى الرغم من أنه يجب على كل أبناء المجتمع أن يتعاونوا فى تربية الطفل على تلك الأسس السليمة، وأن يعملوا على توفير كل الأسباب التى توفر للطفل الطفولة السعيدة، فإننا نجد أن بعض الأطفال يعيشون حالة من البؤس ويعانون الحرمان، لأنه يجب عليهم العمل من أجل توفير القوت اليومى لعائلاتهم، ويحرمون من فرص التعليم، فهم يكبرون مع المشكلات الأسرية الموجودة فى المجتمع، وبسبب سوء التغذية وعدم الرعاية الصحية يتعرض هؤلاء الأطفال للكثير من الأمراض، فعلى الأهل والمؤسسات التربوية أن تعمل على غرس الأمن والطمأنينة فى نفس الطفل وأن تعمل على أن يمارس حقه فى جميع المراحل التى يمر بها، وهو ما تحاول تحقيقه الأمم المتحدة من خلال احتفالها بعيد الطفولة العالمى.