وتحت عنوان«عالمنا واحد.. والتحديات أمامنا مشتركة» ناقش الحاضرون مجموعة من القضايا الساخنة والملحة منها قضية اللاجئين والمؤسسات الدولية إلى جانب الهجرة القسرية التى يتعرض لها كثير من الأبرياء فى مناطق الحروب، وقضية الشباب والتحديات التى تواجههم ،ووسائل الإعلام الجديد وقضايا البيئة والتنمية البشرية ومشاكل الفقر والإرهاب والتعصب ومستقبل الشعوب فى العالم..
وأكد رئيس جامعة أكسفورد البروفيسور نيكولاس راولينس فى كلمته الافتتاحية أهمية مد جسور التفاهم بين الثقافات والحضارات فى العالم المتغير الذى نعيشه اليوم وسط التحديات الدولية والإقليمية فى شتى المجالات. وقال إن عنوان الندوة (عالمنا واحد والتحديات أمامنا مشتركة) يمثل اختيارا موفقا لقضية تحتاج دون شك إلى حوارات شاملة وجهود عالمية مشتركة لتحقيق الخير للبشرية جمعاء.
من جانبه أكد الممثل السامى للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ناصر عبدالعزيز النصر فى كلمة ألقاها بالنيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن العالم يعيش اليوم وضعا متغيرا فى ظل تحديات متواصلة تتطلب منا جميعا العمل مع بعضنا البعض للحفاظ على الأمن والسلم العالميين .
وتناول ممثل بابا الفاتيكان أنطونيو مانينى فى كلمته أهمية تعزيز مبادئ السلام فى الأديان والتعايش بين البشر، وضرورة حل مشاكل الهجرة والتحديات الإقليمية، وضرورة الجمع بين البشر وتأييد التضامن فيما يؤكد العدالة والمساواة.
وشدد وزير الثقافة الأذربيجانى أبو الفاس غراييف على مهمة الدول فى تقديم الأمن والسلام لشعوبها، خاصة فى ظل الوضع الراهن الذى يواجه الكثير من الكوارث على المستوى الإنساني.
أما الرئيس التركى السابق عبدالله غول فقد ركز فى كلمته على أهمية الجهود الدولية والإنسانية التى تسعف الكوارث الإنسانية المحيطة، وأكد على ضرورة التحدث عن المشاكل التى تواجه العالم الإسلامى بكثير من الشفافية والمصداقية التى توصل إلى عالم أكثر تفاهما.
وفى ختام الافتتاح دعا عبد العزيز سعود البابطين المفكرين العرب والغربيين إلى العمل المشترك لمواجهة ظاهرة الإرهاب التى أصبحت تهدد العالم برمته ،وتجفيف منابعه والقضاء على الأسباب التى تنتج عنه .
وفرضت قضية اللاجئين نفسها وبقوة بين المتحدثين حول محور «اللاجئون والمؤسسات الدولية» فتحدث وزير المياه والرى الأردنى د.حازم الناصر عن أزمة توافد اللاجئين السوريين التى أدت إلى ارتفاع فى الطلب على المياه فى البلاد خلال الأزمة السورية، والحلول التى قدمت لحل هذه المعضلة دعما للاجئين ووضعهم السياسى والاجتماعي، واستعرض مظاهر هذه الأزمة بالتفصيل مقترحًا بعض الحلول من واقع التجربة الأردنية التى نجح الأردن من خلالها فى إقامة الكثير من مشاريع المياه الإقليمية الإستراتيجية مثل مشروع البحر الأحمر، والبحر الميت.
الإرهاب ووسائل الإعلام الجديد
وكان لقضية الإرهاب نصيب كبير من الحوارات،من خلال محور وسائل الإعلام الجديد حيث ركز وزير الثقافة الجزائرى عز الدين ميهوبى على دور وسائل التواصل الاجتماعى فى عصر ما بعد ظهور موجة الإرهاب بعد 11 سبتمبر.
وأطلقت د.ثريا الفرا أستاذة العلوم السياسية فى جامعة موسكو مجموعة من الاتهامات إلى الغرب لأنه أحد الوسائل الأساسية لتدمير العقول فى العالم العربي، مؤكدة إن هناك العديد من السلبيات التى خلفتها مواقع التواصل الاجتماعى على الثورات العربية فى سوريا ومصر وتونس ،وأيضا ما يدور فى اليمن ,وقالت إن وسائل التواصل الاجتماعى خلقت لنا عالما افتراضيا وهميا، وأفقدت التواصل مصداقيته وقتلت العلاقات الاجتماعية الواقعية، وان هذا العالم الافتراضى هو ما أرادته دول الغرب لتدمير الفرد والدولة.وقدمت بعض الاقتراحات لإصلاح استخدام وسائل التواصل الاجتماعى منها إصلاح العملية التعليمية فى العالم العربى وتحسين مستوى المناهج الجديدة، إضافة إلى تحسين المناخ الإعلامى وإصلاح العمل الصحفي، موضحة فى النهاية أن وسائل الإعلام الجديدة هى التى ألصقت تهمة الإرهاب بالإسلام بطريقة تناولها.
التدهور البيئى يؤدى للعنف
وعن أهم المشاكل التى تواجه البيئة والتنمية البشرية ومنها الأمن الغذائى والفحم والماء والتلوث تحدثت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والأمينة التنفيذية للإسكوا ريما خلف عن قضايا التنمية والبيئة وتأثير كل منهما على الأخرى وركزت على الدول العربية والعلاقة بينها وبين البيئة وتناولت الخبيرة فى اقتصاديات التنمية والاقتصاد الدولى التطبيقى فى الشرق الأوسط د.جين هاريغان، الأمن الغذائى مؤكدة أن المناطق العربية تعتمد على 30% -40% من الطعام المستورد وهناك ارتفاعاً كبيراً فى الأسعار.
وناقش أستاذ الفيزياء فى جامعة الكويت د. عدنان شهاب الدين مسألة الحكومات وتركيزها على المعونات أكثر من تركيزها على الزراعة ،وهناك دول تستثمر فى الأراضى خارج الحدود، لكن استثمار هذه الأراضى يسبب مشاكل تتعلق بالأمن الغذائى مثل إثيوبيا والسودان وباكستان، موضحاً بأن متوسط استخدام المياه للفرد فى الوطن العربى يقل عما كان قبل خمسين عاماً بكثير، وذلك يحتم علينا الاهتمام بكيفية استخدام وتصريف المياه، إضافة إلى تسعيرها بشكل أفضل للزراعة.
إن التحدى الأكبر للدول العربية هو الحاجة إلى تنمية الموارد المائية وتحليتها.