رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

قلمه عوضه عن إعاقته الحركية
محمد طارق: الكتابة الصحفية علاجى

محمد طارق
من المعروف أن هناك علاجا بالرسم حيث يعبر المعاق عن مشاعره وأحاسيسه، وحينما يجد استحسانًا من الآخرين تزداد ثقته بنفسه، كما أن هناك العلاج بالرقص الإيقاعى والموسيقى، حيث يستمتع المعاق بمشاهدة الحركات مع الإيقاعات، ويتم التواصل الوجدانى مع الآخرين، ويوجد أيضًا العلاج بالكتابة سواء الأدبية أو الصحيفة.

محمد طارق تاج الدين، من أسرة متوسطة الحال بمحافظة الفيوم، ترتيبه الأول فى الأبناء، له شقيقان من الأسوياء. يبلغ من العمر 19 عامًا، حصل على دبلوم المدارس الفنية للشئون الفندقية والخدمات السياحية نظام السنوات الثلاث عام 2014، يعانى من إعاقة حركية فى الأطراف. عاش طفولة هادئة نسبيًا، حيث التحق بالمدرسة الابتدائية ثم الإعدادية ثم إحدى المدارس الفندقية الخاصة. أجرى عملية جراحية بالساقين، فى محاولة كى يتحرك بشكل طبيعي، لكن دون جدوى، ورغم نظرة المجتمع (سواء فى المدرسة أو الشارع) التى تسبب آلامًا إضافية للمعاقين إلا أنه تغلب عليها، وساعده على ذلك ما لمسه عن قرب من رعاية فائقة من جانب أسرته مما جعله يصر على النجاح فى حياته. كان يظن الطريق مفروشًا بالورود، لكن صدمة الواقع وخاصة بعد تخرجه، عانى الكثير من أجل حصوله على شهادة تأهيل التى تمكنه من الالتحاق بالعمل أو المهنة التى نصت عليها الشهادة، وكذلك حصوله على بطاقة تحقيق شخصية ذوى الإعاقة. بحث عن نفسه من خلال القراءة المتنوعة ، وتصفح المواقع الإلكترونية، وقراءة الصحف، حصل على بعض الدورات الخاصة فى مجال الكمبيوتر، شارك فى تأليف بعض المشاهد التمثيلية التى يؤديها شقيقاه. حاول ممارسة الكتابة الصحفية فى بعض الجرائد لكن لم يجد من يشجعه، إلى أن انضم إلى إحدى الصحف المتخصصة فى التعليم، حيث مارس كتابة الخبر وبعض الموضوعات والخواطر، التى تعنى بشئون ذوى الإعاقة.

يقول محمد: لا أشغل نفسى بأسباب إعاقتي، وأؤمن تمامًا بقدر الله، فهو خير فى جميع الأحوال، لم تمنعنى إعاقتى من ممارسة الحياة، بدءًا من دخولى المدرسة الابتدائية وحتى تخرجي. لا أنكر أننى لم أمارس طفولتى مثل باقى أقرانى من حيث لعب كرة القدم، لكن هذا لم يمنعنى من حب الحياة، وأن أكون حريصًا على الاندماج فى المجتمع، يتقبل كل منا الآخر، وإلى جانب تشجيع أسرتى لى كنت أنا أيضًا أشجع نفسى وأعرف أن الله سوف يساندنى ويعطينى ما أريد.

ويضيف: سعدت بانضمامى إلى أسرة العمل الصحفى، وتصادف أن اكتشفت أمورًا جديدة فى حياتى وذلك عندما ذهبت مع والدى إلى ملتقى توظيفى ضخم بأرض المعارض منذ حوالى عام ونصف، وعندما علمت أن هناك مؤتمرا صحفيا لرئيس الوزراء طلبت المشاركة كمحرر فرحبت بى أسرة إعلام المؤتمر، ولكن للأسف لم يُعقد المؤتمر بعد أن فشل الملتقى التوظيفى حيث رأيت بعينى استمارات التشغيل التى سلمها المعاقون للشركات ملقاة على الأرض ولا تعليق، لذلك أشعر بحيرة شديدة أن هناك الكثير من المؤتمرات التى تعقد لبحث أحوال ومشكلات المعاقين وتنفق مئات الآلاف من الجنيات ما بين تأجير قاعات الفندق والطعام والمطبوعات وتنتهى إلى لا شيء، لصالح من لا أدري؟ وأيضًا يتحدث الكثيرون حتى الآن تعريفات الإعاقة وأسبابها دون الحديث عن وضع حلول للمشكلات. نسمع كثيرًا تصريحات عن نزاهة وشفافية جمعيات رعاية المعاقين ولو سألت أحد المعاقين عن رأيه لقال كلاما لا يرضى أحدا.

ويكمل: أحلامى التى أسعى جاهدًا لتحويلها إلى إنجازات، بعد أن وجدت أن علاجى التام فى ممارسة الكتابة الصحفية، حيث يعد قلمى هو وسيلتى التى عوضتنى عن إعاقتى الحركية، فهو ينقلنى إلى حيث أشاء دون معاناة تذكر، بل إحساس غامر بالسعادة، وهو بين أصابعى وكأننى أمتلك الدنيا بأكملها. أتاحت لى الجريدة التعرف على أحوال المعاقين ومتابعة أخبارهم ومعاناتهم، ومن ثم الكتابة عنهم، وإجراء حوارات مع بعض الشخصيات المهتمة بالإعاقات، ولم أنفصل عن جهود الآخرين الصحفية، حيث أتابع بصفة دورية الصفحات الخاصة بعالم الإعاقة فى مختلف الجرائد، وأتمنى أن يكون لهذه الصفحات دورا مهما فى تغيير نظرة المجتمع إلى المعاقين ومحو فكرة أنهم عالة اقتصادية وتغيير صورة المعاق فى وسائل الإعلام المرئية صاحبة التأثير الكبير فى المشاهدين بالكف عن إظهار المعاق ذهنيًا على أنه عبيط القرية، أو المبروك، وإظهار الكفيف بشكل كوميدي. وبوجه عام هناك تشويه للمعاقين وهو تشويه متعمد، وهذا أمر غريب فهناك الكثير من المتخصصين فى الإعاقات لكن كُتَّاب الدراما لا يستعينون بهم ولا ندرى لماذا؟

ويختتم حديثه قائلا: ما احتاج تأكيده هو ضرورة إظهار أمهات المعاقين بأنهن أصحاب رسالة، وكذلك إعلاء قيمة المرأة المعاقة التى تحتاج إلى الدعم بدلاً من التشويه، لا شك أن قضية المعاقين ليست قضيتهم وحدهم، بل هى قضية المجتمع بأكمله، وأؤكد أن كل منا مسئول عن نمط الحياة الذى يرغب فيه، فبالصبر والإرادة والتعاون المخلص بين الجميع بعد الاعتماد على الله - عز وجل - تصبح الحياة أفضل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق